حوار: روضة الحلاوي تصوير: متوكل البجاوي هناك كثير من أوجه الشبه في الثقافات والعلاقات الاجتماعية بين الشعب السوداني والهندي للدرجة التي جعلت أهل القانون في السودان يستعينوا في وضع تشريعاتهم بالقانون الهندي، ويظهر ذلك أيضاً من خلال السينما الهندية تتصدر قائمة المشاهدة في شباك التذاكر وكان لها كبير الأثر في المجتمع السوداني الذي لا يرى أي فارق بين القضايا التي تعالجها تلك الأفلام والتي لها مشابه في المجتمع السوداني، بجانب الشهرة الواسعة للمنتجات الهندية في مقدمتها التوابل الهندية، حول كل هذا جلست (نجوع) مع القائم بالأعمال بالسفارة الهندية (سبهاش براساد جوبتا) وطرحنا عليه الكثير من المحاور حول أوجه الشبه بين المجتمع السوداني والهندي في الثقافات والعلاقات الاجتماعية، وكيفية الاستفادة منها وتطويرها فلنطالع إفاداته.. ٭ فلتكن بدايتنا بالوجود الهندي في السودان؟ الهنود موجودين في السودان قبل (150) هو تاريخ وصول أول مواطن هندي ويبلغ عدد الجالية الهندية الآن في السودان حوالى (4000) هندي وأغلبهم يعملون بالتجارة ومندمجين في المجتمع السوداني بصورة كبيرة وتقلدوا بطبائعه وعاداته رغم ذلك لم تنقطع علاقتهم بالهند ويشكلون جسر تواصل مع السودان، والثابت تاريخياً أول انتخابات سودانية جرت تحت إشراف قاضي هندي وجاء منها البرلمان السوداني الذي حقق الاستقلال. ٭ ماذا عن الوجود السوداني في الهند؟ الوجود السوداني في الهند في الغالب بغرض الدراسة وهناك أكثر من (30) ألف طالب سوداني تخرجوا في الجامعات الهندية والآن يوجد ما بين (3 4) آلاف طالب يتلقون دراساتهم في مختلف التخصصات حسب الإحصائية التي لدينا، والعلاج بعد أن تثبت للسودانيين في الآونة الأخيرة أن تكلفة العلاج بالهند مبسطة ومناسبة مقارنة بالدول الأخرى التي كان يتجه إليها المرضى السودانيين ما جعل السياحة الطبية في الهند تأخذ رواجاً كبيراً في السودان لأن أسعارنا منافسة وكذلك سهولة إجراءات السفر. ٭ هناك حديث لدى علماء الاجتماع عن تشابه كبير بين الشعبين الهندي والسوداني؟ هذه حقيقة لاخلاف حولها، يوجد شبه كبير بين الشعب السوداني والهندي في العادات والترابط الأسري والتسامح وتقبل الآخر وحتى في عادات الزواج التي تتم عبر الوالدين في الاختيار والإشراف على مراسم اتمامه أشبه بالعرس السوداني (الحفل) وكذلك هناك تقارب في الزي القومي الساري الهندي والثوب السوداني في طريقة اللبس. ٭ السودان والهند بلاد مشهورة بتعدد العرقيات والقبائل والعادات والتقاليد؟ في الهند أنواع كثيرة من الموسيقا مبنية على اسس صوفية (الفلكلور) والرقصات الشعبية الهندية بالذات قبائل (اجرات راجستان) ألحانها اشبه بما في السودان وهناك آلات موسيقية مشتركة مثل الربابة والعود. ٭ الهند مشهورة بصناعة السينما وغزارة إنتاج الأفلام؟ صناعة السينما في الهند متأثرة بتعدد الثقافات اذ يتحدث المجتع الهندي (22) لغة والسينما تعكس هذه الثقافات والعادات المنتشرة في بلد واسع أشبه بالقارة ويبلغ عدد الافلام الهندية المنتجة في السنة أكثر من (1000) فلم. ٭ هناك من يقول إن السينما الهندية قامت على اكتاف السينما الغربية وتستمد أفكارها منها؟ العالم أصبح قرية ومتأثر ببعضه وصناعة السينما متأثرة بالصناعات الاخرى والهند تنتج اكثر من هوليود الامريكية، ونحن لدينا (22) لغة معتمدة في الدستور وننتج أفلام بعدد هذه اللغات. ٭ من أشهر الكُتاب والأدباء لديكم وسط هذا الكم الكبير من اللغات؟ من الصعب أن أحدد من هم أشهر الكتاب والأدباء وسط كل هذا الكم من اللغات لكن من المشهورين طاغور وكل الانتاج الفكري والادبي لهذه اللغات له اسهامه في الساحة الثقافية الهندية وصناعة السينما. ٭ المجتمع الهندي معروف أنه مجتمع طبقي على ضوء حديثك أن الأفلام تنتج ب (22) لغة إلى أي مدى استطاعت السينما أن تمحوا نظام الطبقات هذا؟ فكرة وهدف الفيلم السينمائي دائماً توضع لأجل إزالة هذه الطبقية وتقريب الفجوة بين المتجمع وقد نجحت لحد كبير في ذلك، ولاسيما انه بعد الاستقلال بدأت الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء التي تقوم عليها هذه الطبقية بدأت تقل بل تتلاشى بصورة كبيرة. ٭ ما مدى تأثير السينما في الاقتصاد الهندي؟ السينما لها أثر كبير في الاقتصاد الهندي ولها إسهام كبير. ٭ إلى أي مدى يمكن أن تستفيد صناعة السينما في السودان من الطفرة التي شهدتها السينما الهندية؟ هناك تعاون بين السودان والهند في هذا المجال بدأ بزيارة سفيرنا لمصنع السودان للافلام السينمائية وأتمنى ان تكون بداية جيدة ومدخل لتنمية صناعة السينما في السودان. ٭ ماذا عن المنح المقدمة من الهند للسودان في مجال التنمية البشرية بناء القدرات؟ جانب بناء القدرات البشرية من أكثر الأشياء التي نهتم بها في العلاقات الثنائية والهند تمنح السودان (235) منحة دراسية سنوية مدفوعة القيمة تحت إشراف حكومة الهند، بجانب ذلك لدينا تعامل مع السودان في الاطار الاقليمي تحت مظلة المنتدى الافريقي الهندي، وقمنا بانشاء مؤسستين تعليميتين هما مركز الخرطوم لتدريب اللغة الانجليزية، ومركز التدريب المهني بولاية نهر النيل (الدامر)، ولدينا إسهامات من وقت لآخر في مجال العون الإنساني، وقمنا بانشاء مركز للصحة الالكترونية بولاية سنار في إطار إسهاماتنا في بناء القدرات.