امتعض احدهم من الحملة الشرسة والسخرية اللاذعة التي تشنها الصحافة على «الحمير»، وحكى لي النكتة المشهورة للضيف الذي أكل لحم القرد.. وحينما استغرب اثناء أكله بأن «اللحمة» تطلع ليهو حتى الحلق وتنزل فيسعفها «ببقة» مويه.. عاجلته صاحبة الديار التي طبخت له القرد وكان لا يعلم فقالت له: «هو بطلع في الشجرة يا ضيفنا العزيز .. معقول ما يطلع في حلقك القريب»؟! قلت لمحدثي «الممتعض» بالتالي لحم الحمير «يفنجط» هو الآخر في الحلق. اضاف قائلاً: «انا القدامك ده شربت لبن الحمارة».. وزادني في الافادة «فنجطة» بقوله: «نحن حينما كنا اطفالاً صغاراًً، حينما نصاب بالكتكوتة.. «السعال الديكي» كان العلاج الشافي للكتكوتة هو لبن الحمارة». وقال مواصلاً افاداته التي تشبه «النهيق»: «مشكلتنا في السودان اننا لا نهتم اطلاقاً بالبحث العلمي.. تصور ان ا لحكومة رصدت له فقط 1%، وحتى تلك اشك في انها تصل كلها للبحث العلمي.. لاحظ اننا قديماً عولجنا من احد امراض الطفولة الستة «الكتكوتة، السعال الديكي» عالجتنا منه «حمارة» من ثديها!! لماذا لا تتولى مراكز البحث في تحليل عناصر «لبن الحمير»، ربما يجدوا النتيجة مذهلة، ويتكشفوا فيه علاجات لامراض اخرى خطيرة، أو ربما فيه عناصر مقوية تعيننا على العمل، وانت تعرف أننا شعب كسول والشاذ منا الذي يحب العمل يطلق عليه «حمار شغل»! كنت مصغياً لمحدثي باهتمام وشغف، وامتلكني شعور لا ادري كنهه بان اذني قد تطاولت كما يفعل الحمار، فانتهز محدثي الفرصة وزادني من افاداته «هنيقة»: «أنت تعلم يا صديقي ان للحمار شأناً عالمياً عظيماً وهو شعار الحزب الديمقراطي الامريكي، ولو حدثتك عن مزايا الحمير فإنك ستشاركني عشقها»!! فقلت له باسماً: «وصل بك الوله درجة العشق، لاغرو في ذلك لأنك رضعت من ثدي حمارة.. وانا اهديك القصيدة التي مطلعها: محبوبتي يا عيون الحمارة الريد قسم ما ريد شطارة ضحك وقال: «هذه تحتاج لمغنٍ له صوت مدوٍ وملحن يلحنها على السلم «الهناقي»!! واضاف قائلاً في حماس: «أنتم اليوم تسخرون.. ولكن حينما تقرأون غداً وتسمعون عبر الفضائيات والانترنت عن فوائد جمة لالبان الحمير. ستهرعون إليها.. وقد تطلب يومياً من ست الشاي كباية «جامبو» بي لبن حمارة»!! قلت له: «حينها ايضاً ستصدر السلطات المحلية هنا ووزارة الثروة الحيوانية حظر تصدير إناث الحمير»!!