إخلاص التوم.. اسم لمع نجمه في سماء شعر (السّيرة).. بدأت كتابة أشعارها كهاوية منذ العام 1988م.. حيث نظمت «العريس سيَّروا».. نشأت وترعرعت بمدينة عطبرة.. شعرها موغل في العامية السودانية مع حفاظها على رزانة الكلمة.. وبجانب كونها شاعرة فهي قامت بتلحين جميع قصائدها.. تمتاز بصوتٍ طروب ورغم ذلك لم تلج مجال الغناء واكتفت بقرض الشعر وتلحينه.. (تقاسيم) جلست إليها.. لتحدِّثنا عن شعرها ومن أين تستمد كلماتها.. ولكي تحكي لنا رحلتها ما بين عطبرة والخرطوم.. متى اكتشفت إخلاص التوم نفسها كشاعرة؟ أنا لم أكمل تعليمي.. وتزوجت وأنجبت ابني (الوحيد) في العام 1992م ومن يومها وروح ابني حاضرة في كل قصائدي.. أتمنى له كل ما هو جميل.. وفي مناسبة من المناسبات وأثناء انشغال الجميع بالحفل كان هو مشغول بالضيوف والذبيح فكتبت «وليدًا لي راسي.. شوفوهو دا البقعد جنب راسي.. أنا بريد ولدي الهميم سندي يغطيك لي ربي.. يخليك تشيل كُبري» فأصبحت أغنية سيرة مشهورة.. وكتبت أيضًا «يسلم لي وليدًا رضعتوا الكرم.. المال ما بِهموا يدي الخال والعم.. رب النازعات يس والقلم.. يحفظ لي جناي لا خان لا ظلم» ما أردت قوله هو أني أكتب شعري لابني وكل الأمهات يتقمصن شخصيتي ويتغنين بكلماتي لأبنائهن.. أنتِ من عطبرة المولد والنشأة.. حدِّثينا عن جو الأسرة العام ومدى تقبلهم لشاعريتك؟ نشأت في أسرة تعشق الفن فأبي كان يدندن بالعود دائمًا وهو يملك صوتًا جميلاً وكان دائمًا يردِّد «القلب إن خرب بي هينة ما بنداوى والريد إن كِتِر لا بد تعقبو عداوة».. وورثت عن أمي الحنيّة فكنت آخذ من حديثها وأنظم القصيد وكثيرًا ما نظمت كلمات على خلفية كلمات كانت ترددها مثل «دا زمن الليك أباك.. ود أمك جفاك.. تطلع يقطع بي وراك» «وليدك خليهو قصداك عينيك». عرفت أيضًا أنك تقومين بتلحين أعمالك وشنّف أذني جمال صوتك في الغناء فلمَ لم تخض إخلاص تجربة الغناء؟ حتى الكتابة عندي الآن هي وسيلة لكسب العيش والرزق وإذا وجدت البديل لأقلعت حالاً عن الكتابة؛ لأن هذا المجال صعب جدًا وأخافه جدًا «ونحن ناس سترة».. الساحة الغنائية الآن تغص بركيك الكلمات فما هو دورك كشاعرة ذات مفردات رصينة في محاربة تلك الركاكة؟ لا يعجبني الغناء من تلك الشاكلة ولا أستمع له.. لكن أنا بكلماتي استطعت أن أثبت وجودي خاصة في أغاني السيرة وأي «أم» بتلقى شكر ولدها في قصائدي. حالة ميلاد القصيدة لديك.. هل تحتاج لطقوس محدَّدة؟؟ لا أهتم ولا أتقيَّد بطقوس محدَّدة وفي حياتي لم أمسك قلمًا لأسطر حرفًا في ورقة لتكون قصيدة.. أحتفظ بكلماتها في رأسي ولا أرددها إلا وأنا جالسة أمام الكمبيوتر مع شخص ليقوم بطباعتها لي.. كتبتِ قصيدة عن رئيس الجمهورية هلا أتحفتِنا بمقاطع منها؟ البشير دا قائد الدرب.. كيف معاه نتغلب.. يا عزة هيلك ولد.. من قام في المعارك أسد سودان الجدود.. للجميع يسود.. ياريسنا نحن بيك نسود.. ومقطع آخر.. نحن في السودان أمة فخور .. لا بنعرف الخوف لا بنلف ولا بندور.. يوم جانا البشير وفرحت الصدور.. زي ولد يعقوب حاشاهو ما بجور.. الرحلة ما بين عطبرة والخرطوم.. كانت رحلة شاقة احكي لنا عنها؟ تعبت كثيرًا في سبيل الوصول ولم أكن أتوقع هذا النجاح الذي حققته؛ لأني في الأصل بدأت كهاوية لكني الحمد لله وجدت القبول.. ومن هنا أشكر الفنانة إنصاف مدني التي أوصلت صوتي للجمهور.. هل لديك المزيد من الأعمال الشعرية؟ نعم فقد كتبت كثيرًا وعلى سبيل المثال بالإضافة الى ما ذكرت كتبت قصيدة في فريق المريخ سميتها الزعيم.. وكتبت (يا جناي جيد لي) (يا وليد بطني) (تسلم شجرة الضل) (العند أمو ما بنقاس) (ركازة الفريق) (سيد الرجال) كما أنني تعاملت مع عدد من الفنانين بأعمالي تلك ولديّ المزيد..