تخضع وزارة التربية والتعليم لجملة تغييرات للعام المقبل تكاد تكون جذرية. ومن بين تلك خبر يقول بتقليص الكتب بالمدارس من «17» كتاباً إلى «7» فقط!! عذراً لعلامات التعجب فاننا نستعملها مضطرين دائماً في كتاباتنا. وان كان لا بد من علامة استفهام كبيرة فإنها تأتي بعد السؤال الذي لن نجد اجابة عنه وهو لماذا كانت «17» كتاباً؟!.. وهل درست الوزارة ان التقليص إلى «7» هو الأنسب أم الانسب هو خمسة؟ لقد اعوجت ظهور ابنائنا وتقوست سلاسل البنات الفقارية من ثقل عبء الحقائب المدرسية دون جدوى.. ولكن يبدو أن ذلك ليس هو السبب، وانما ما يحمله التلاميذ من حشو المناهج هو الذي «قوس» العقول!! واسمعني وما تكلم زول: هل هذا القرار أخيراً يصب في فكرة لاب توب لكل تلميذ؟.. اذا كان ذلك كذلك دعونا ننام لنحلم. أدب السرقات تتحرك الشاعرية وتعزف على اوتار الكلمات الحلوة المموسقة نغماً عذباً حينما تقع العين على مشهد بديع يحرك الوجدان ويعزف الالحان وينشرح الصدر، ولكن الطريف أنها ليست وحدها تلك التي تحرك قوافي الشعر ومفرداته، وانما على النقيض تستفز المشاعر افعالاً مجافية للانسانية والذوق السليم فيتحرك ما يسمى الهجاء. والموبايل هذا الجهاز العصري الصغير الكبير في دواخله ومعانيه دخل عالم الشعر والأدب كما تغلغل في اجتماعياتنا وغيرها. القارئ الشاعر حامد الخضر مصطفى اقتنى «موبايل» وعشقه لانه اودع فيه كثيراً من اجتماعياته وبث في حناياه جل اسراره وتوسد على وسادته حلو أحلامه، وله فيه مآرب أخرى تعينه على المعايش. لكن لصاً سطا على كل تلك القيم التي لا تقدر بثمن وسرق ذلك الموبايل، فما كان من صاحبنا الا ان صب جام غضبه كلمات لو صادفت الحرامي لقتلته الف مرة كل ذلك عسى ان تفش غبينة الفقد الجلل!! ولكن هيهات.. وهذه الصيحة الغاضبة من الشاعر المكلوم يرسلها «للحرامي» اخترنا منها ابياتاً لأن نشرها كلها لو نزلت بوادي النشالين لابادتهم اجمعين. يقول القارئ حامد في مقدمته عن السرقة: سرقة الموبيلات منتشرة في جميع أركان الدنيا لخفة وزنه وارتفاع ثمنه، وهو أداة مهمة من أدوات هذا العصر التي ابتلى الله بها عباده، وقد سرقت مني موبايلات كثيرة داخل السودان وخارجه ولكن كلها لم تؤلمني كما المتني سرقة موبايلي العزيز، فهو مميز وعاشرني فترة طويلة وعرفني وعرفته، ويحمل صوراً وارقاماً يصعب على الحصول عليها مرة أخرى، فهو لا يقل قيمة عندي عن مطريق الحاردلو ولا طاقية الجاغريو ولا منديل مصطفى مضوي، هذا وقد جادت القريحة بأبيات تهجو سارق هذا الموبايل المهم تقول الأبيات: الشال موبايلي ما أصلو زولاً رمّة وأتأكد تمام لا عندو دين لا ذمّة شاحد الله الكريم يطلق عليهو الحمّى يعيش طول عُمرو لا يرتاح ولا ينجمّ قول للشتلو انت الشلتو مو موبايل انت الشلتو حب وحنان وشلت رسائل انت الشلتو أمة وناس وشلت قبائل يبقالك مرض ما تلقي ليهو دلائل انا موبايلي بي فيسبكو بي راديهو بي واتسابو كيف بتشيلو يا الكلب القبيحة انيابو؟؟ سائل ربنا ينزل عليك عذابو محل ما تمشي تتقفل عليك أبوابو حامد الخضر مصطفى للأذكياء 1/ ما هو الشيء الذي لا تعرف قيمته إلا بعد أن تعطيه لغيرك؟ 2/ ما هو الشيء الذي لا تستطيع حفظه إلا بعد أن تعطيه لغيرك؟ الاجابات العدد القادم {اجابات العدد الفائت: رجل كان زهجان وراسو مسخن.. فجأة برد.. السبب شنو؟ السبب انه وضع ثلج على رأسه.