يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة التوبة:«أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين»«109» لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم والله عليم حكم «110» الايتان 109 و110 من سورة التوبة قبل أيام قليلة مرت الذكرى الرابعة عشرة لحادثة انهيار برجي التجارة الدولية في نيويورك.. وقد وقع الحادث في يوم 11/9/2001م. وتقع العمارتان الشاهقتان على ناصية شارع في نيويورك اسمه جرف هار أو Jerfhar او بطرقة أخرى Jorfhaar وتتكون العمارة الاولى من «109» طوابق والثانية من «110» طوابق، وقد لاحظ بعض الناس تطابقاً يبدو لأول وهلة غريباً بين أرقام الآيات والسورة والجزء الذي وردت فيه السورة من القرآن والحزب الذي جاءت فيه وعدد كلمات سورة براءة. فالحادث وقع هكذا: اليوم الحادي عشر «11»، الشهر سبتمبر والعام 2001م. والإشارات جاءت في السورة رقم «9» وفي الجزء «11» واختلفوا في عدد كلمات سورة براءة هل هي «2001» كلمة ام «2655» كلمة. والمعلوم ان الاعجاز الرقمي يدرك بالتمعن والتدبر والاستغراق في النظر لانه اشاري وليس اعجازاً مباشراً بالاخبار، وانني لعلى يقين تام بأن العام له دلالة قوية أن لم نكتشفها اليوم فسوف نكتشفها قريباً. وهناك أيضاً إعجاز مخزون في رقم الحزب فهو الحزب الحادي والعشرون.. بل جاء الآيات المعنية بالكلام في اول الحزب بل في الربع الأول من الحزب.. كما أن الحدث وقع أول عام من القرن الحادي والعشرين.. والإعجاز القرآني في الأرقام هو اعجاز اشاري فقط وهو للاعتبار.. وسنرى أن في هذا الإعجاز الرقمي في هذه السورة إعجاز يكاد يصل إلى حد الاخبار. إن الإعجاز بالإخبار فهو كالذي جاء في سورة الروم من قوله تعالى «ألم غلبت الروم في ادنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون.. في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون» وحتى لا يقول علينا المنكرون للقرآن ذاته لا لإعجازه الاخباري أو الرقمي، نضرب لهم مثالاً للاعجاز الرقمي في القرآن الكريم علم أن العدد 333666 هو مجموعة الأرقام الدالة على ترتيب سور القرآن الكريم سورة بعد سورة بدون الفاتحة والفاتحة رقمها «1» في هذا العدد 333667 سر يشير إلى عدد سور القرآن الكريم .. فتأمل: 7*6=42 - 6*6=36 - 6*3=18 - 3*3=9 - 3*3=9 أي قم بضرب كل عدد في العدد المجاور له واجمع حاصل الضرب تجد ان النتيجة هي «114» وهو عدد سور القرآن الكريم، وفيه دلالة على صحة الترتيب وفيه بيان لحكمة وجود سورة الفاتحة في اول المصحف وهي من قصار الصور، لذلك الذين يشككون في ان ترتيب سورة التوبة ليس «9» في المصحف ويشيرون إلى ترتيب النزول فقد اخطأوا، ان الملزم لنا هو مصحف عثمان الذي لا يتحقق الاعجاز الرقمي إلا به دون سواه. ومن الإشارات القوية للدلالة على ان الحدث جاءت به الاشارة في هذه الآيات، ان رقم الآيتين «109» و «110»، وعلم أن عدد طوابق البرج الاول 109» وطوابق البرج الثاني «110»، ونحن نذكر بأن الاعجاز الرقمي في القرآن هو اعجاز اشاري وليس اخباريا ولا بيانيا.. مع ان الاعجاز الاخباري والبياني في القرآن لا حصر له إلا عند الذي انزله جل وعلا. لكن المعجزة الكبرى في هذه السورة ودلالتها على حادثة تدمير برجي التجارة الدوليين في نيويورك هي قوله تعالى «كمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم». والمعجزة تظهر في ان البنايتين قائمتان على ناصية شارع اسمه Jorfhaar او Jerfhar أو بلغة امريكية خالصة Jurf Uncle Haar وشفا يعني الحافة، والجرف هو المنطقة التي يتصل فيها النهر باليابسة ووصفه بأنه هار أي قابل للانهيار.. ثم حقق وبين انه «انهار به في نار جهنم». ويأتي الإعجاز هنا في انه رغم تواتر الاخبار بوجود الشارع وانه موجود في عدد من الخرائط فعلا من قديم الزمان، إلا ان هناك اتفاقاً وتواطؤاً عجيباً على انكار وجود الشارع جملةً وتفصيلاً، حتى ان الخرائط الجديدة المتاحة على المواقع لا تبين الشارع مطلقاً.. بل ان اصواتاً كثيرة خرجت تنفي وجود الشارع وتنكر دلالة الآيات على حادثة برجي التجارة الدوليين. والمعجزة تقع وتأتي في أن هذا الإنكار نفسه مما جاءت به الآيات ذاتها في سورة براءة.. من المعلوم ان هذه الاشارات حافز على الإيمان والتسليم والتصديق بأن مصدر هذا الوحي هو خالق واحد أحد قادر عالم عليم حكيم رحيم ودود حليم، ولكن الامريكان يرفضون هذه الآية الباهرة والمعجزة الكبرى ويتمادون في ضلالهم وينكرون اسم الشارع ليبطلوا الإعجاز.. ولو انهم اقروا واعترفوا لآمنت امريكا كلها ولآمنت معها الدنيا كلها. ولكن التعقيب يأتي في لآية «109» «والله لا يهدي القوم الظالمين» ويقول جلا من قائل في الآية الآخرى «لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم» والريبة خلاف اليقين.. فهم يعلمون أن هناك أمراً ما ولكنهم يرفضون التصديق استكباراً وعلواً وظلماً.. ونختم لنذكر بأن الآيات نزلت في مسجد معلوم، ولكن كما قالوا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والقرآن مخزون للإعجاز والهداية وللتشريع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وليس أدل على إعجاز التعقيب من انك الآن اذا اجتهدت في البحث عن شارع جرف هار تفاجأ بأمرين.. فتجد في بعض الاحيان ان الموقع الذي تبحث فيه محجوب «هذا الموقع تم حجبه» أو «هذا الموقع لا يمكن الوصول اليه» وهو إصرار على الكفر والظلم والتحريف لا مثيل له، لأن الحجب لا يكون بهذه الأسباب.. بل لا يكون الا بسبب سياسي أو اخلاقي.. والله المستعان.