في وقت يعتبر فيه السودان من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للثروة الحيوانية، لا يجد قطاع الألبان حظه من الاهتمام والتطوير. وقد وضح ذلك جلياً في الفجوة الكبيرة في الإنتاج. ولأهمية القطاع التفتت الدولة مؤخراً لإيجاد حلول للنهوض به وإدخاله ضمن القطاعات الاساسية من مكونات الانتاج والاقتصادي والوصول للاكتفاء الذاتي من الالبان بحلول العام 2016 م، وفي هذا الصدد نظمت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم ورشة بعنوان «صناعة الإلبان الواقع والحلول» بحضور عدد من اصحاب الشأن. ولدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية استبعد والي ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر، ان تكون هناك قضية في امتلاك الاراضي والماشية وقال نحن نتحدث عن استراتيجية انتاج الالبان كاحد المشروعات لادارة الاعمال، واضاف نؤكد ان البعد الاساسي فيها الامن الغذائي والصادر مشيراً إلى إنتاج «144» ألف طن خلال العام 2014 وزاد الإنتاج إلى «815» ألف طن من الالبان في العام 2015، وطالب الدولة بتحديد الادوار مؤكداً ان الطلب على الالبان عال مع كثرة الانتاج. ومن جانبه أوضح مدثر عبدالغني عبدالرحمن وزير الزراعة والثروة الحيوانية ولاية الخرطوم، ان الورشة هدفت الى وضع رؤية علمية لقطاع الالبان والوصول به الى التصنيع وتنفيذ البرنامج الاقتصادي للدولة، وقال نتطلع الى المزيد من الشراكات في مجال تصنيع الالبان خاصة وانه عدد سكان الخرطوم بلغ سبعة ملايين نسمة، واضاف شرعت الوزارة في انشاء سبعة مجمعات مؤكداً سعي الوزارة الى انتاج «650» الف لتر من انتاج الالبان وتوفير «52» الف طن لفرص الاستثمار، مؤكداً على اهمية النقلة النوعية في قطاع الالبان من تقليدي الى صناعي، مشدداً على اهمية الاستفادة من التقنية الحديثة للزيادة الرأسية في الابقار لنصل بنهاية 2016م للاكتفاء الذاتي من الالبان السائلة والمجففة، مقراً بوجود فجوة في الالبان تصل نسبتها «54» الف لتر مكعب. وشدد د. ضياء الدين حسن على اهمية التغذية بالنسبة للانتاج الحيواني والتي تمثل «73%» الى «75%» من تكاليف انتاج الالبان، وابان ان اعداد الحيوانات بولاية الخرطوم تقدر بحوالي «678 897» وحدة حيوانية، تزداد العديد من المعوقات والممارسات الخاطئة في انتاج واستخدام الاعلاف حصرها في محدودية المساحات المزوعة، وتدني القيمة الغذائية وصعوبة تنفيذ الاشراف وضبط جودة الاعلاف وعدم ترشيد استخدام الاعلاف، وكشف ضياء الدين عن فجوة علفية وارتفاع تكاليف الاعلاف بجانب ارتفاع اسعار بيع اللبن، مطالباً ببذل مزيد من الجهود لسد الفجوة في انتاج الاعلاف لتأمين غذاء الحيوان خاصة بعد زيادة القطيع، وذلك بزراعة ما لا يقل عن «3330,000» فدان بالاعلاف الخضراء في المواسم الثلاثة، واوضحت ورقة قدمتها مجموعة من الباحثين ان توقف المركز القومي للتلقيح الاصطناعي بحلة كوكو، ادى الى لجوء مربي الابقار لاستخدام فحول واضافوا بالرغم من اعادة الخدمة عبر القطاع الخاص منذ 2005، الا ان الاقبال لم يعد لسابق عهده واصبحت هنالك افكار سالبة حول التلقيح الاصطناعي وعزوف لدى عدد كبير من المربين، حيث بلغ الاقبال على التلقيح الصناعي في حال عدم دعم الدولة «1,4» وفي حالة الدعم «2,4». وأكد الخبراء على ان النشاط التسويقي الحديث يتم بطريقة تفتقد كثيراً من الجوانب الهامة والتي حصروها في ضعف المواصفات المطلوبة لتوفير مناخ جيد للقطيع، خاصة درجات الحرارة ومياه الشرب اضافة الى تدني الانتاجية للسلالات المستخدمة والطرق غير العلمية المتبعة في التغذية، وانعدام الر عاية الصحية الجيدة في الزمن المطلوب، فضلاً عن الغياب الكامل لثقافات الانتاج الحديث وعدم التنسيق بين المساهمين، وخلص الخبراء الى ان يتم الانتاج بشكل متكامل بتطوير الحظائر لتفادي الاجهاد الحراري، بجانب اكمال وتجويد عملية التغذية وصحة الحيوان واستخدام السلالة عالية الانتاج، وطالبوا بأهمية اصدار وتفعيل التشريعات والرقابة لضبط جميع مناشط القطاع والتنسيق بين الجهات المساهمة لتكامل الادوار بالقطاع.