لأن الخرطوم هي عاصمة السودان ورأس البلد كما قال رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير، ولذلك من يحكم الخرطوم الولاية كما يظن الناس يحكم السودان لسبب بسيط، معظم سكان السودان الآن متواجدون بها، وكل علله تنعكس عليها وتتأثر به طردياً. ولذلك كما قال البشير إن الرأس لابد له ان يكون سليماً وان اي خلل او صداع فيه يتأثر به كل الجسم، ويبدو من خلال الحشد الذي جاء في المؤتمر العام للولاية أنه كان يمني نفسه بصورة تقطع الشك بأن الرئيس معافى تماماً ولذلك ليس بالمستغرب أن يبتسم الجميع عندما رأوا الرئيس وهو «يقدل» راجلاً داخل القاعة. الحزب القائد البشير وضع أهمية كبيرة واهتماماً خاصاً بالمؤتمر العام للولاية، وهو يستمع بدقة الى تقرير رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام كامل مصطفى. ويقول البشير ظللنا نتابع حملة البناء للحزب الذي قدمه كامل مصطفى بالارقام والتوقيتات، واعتبر ذلك العمل عملاً كبيراً ونموذجياً يؤكد ان الوطني هو الحزب القائد، موجهاً الشكر لقيادات وشباب الوطني الذين قادوا ذلك العمل. ولفت الى نسبة تجديد القيادات في الحزب الذي جاء في التقرير واعتبر نسبة التجديد خلال «5» سنوات ب«70 %» بانها نسبة عالية جداً وقال كنت اطمع في «40 %» فقط، الامر الذي يؤكد ان الحزب مليء بالقيادات والكفاءات القادرة على قيادة البلاد الى الامام لجهة انه «الحزب القائد لوطن رائد» وقال نقدم تلك التجربة للاحزاب السياسية الاخرى. واشار بالقول «الناس تتحدث عن الديمقراطية والحرية مبيناً ان الديمقراطية هي التي يقدمها الوطني الان، واضاف بالقول «لأن فاقد الشيء لا يعطيه» ونوه الى ان كافة مؤتمرات الحزب كانت مفتوحة للنقاش. وقال البشير من مسؤوليتنا ان تصبح هنالك ممارسة سياسية راشدة في السودان، واسترجع بانه رغم ان السودان اول دولة جنوب الصحراء نالت استقلالها ولكن بكل اسف حتى اليوم نتحدث عن وضع دستور للبلاد، ولم نتوافق على دستور دائم واضاف نريد ان نتجه بالسودان الى استقرار سياسي يقود بدوره الى استقرار اقتصادي. شارع الجريف ولفت البشير بالقول «عندما عملنا شارع يربط الجريف غرب بالخرطوم كانت مناسبة في زمن شرف الدين بانقا حشدت لها الجماهير الآن نتفاجأ في الخرطوم كل يوم بشارع جديد واضاءة وطرق مياه، ولكن الرئيس كان حاضراً للقضايا التي تدور في الشأن العام وخاصة فيما يتعلق بقضية النزاع بين وزارة الصحة وبعض الاطباء حول مستشفى الخرطوم ورأى البشير ان يضع حداً لهذا النزاع بالضربة القاضية، عندما ايد بشدة إجراءات حميدة وقال «نقول لمامون حميدة مبروك وامشي الى الامام»، الامر الذي يؤكد وقوف الدولة مع وزير الصحة ووضحت من خلال ذلك فلسفة الدولة تجاه السياسة الصحية، وقال البشير ما هو يهمنا راحة المواطن، مشيراً الى ان مستشفى الخرطوم ليست بقرة مقدسة وايد بشدة خطة وزارة الصحة بنقل الخدمات الصحية الى الاطراف، واشار مازحاً بمناطق الكلاكلات والفتح وقال «انا ما عاوز المواطن المريض يتلتل ويجي لمستشفى الخرطوم» ودعا الاطباء الذين لديهم عيادات بشارع الاسبتالية نقلها الى الاطراف خدمة للمواطنين، وكشف عن معاناة وزارة الصحة في تأهيل مبنى المستشفى وقال «ما نبذله في تأهيل واعادة تأهيل المباني والمعدات والاجهزة بعد يومين تتعطل» وذكر« اذا مستشفى الخرطوم اشتغل صاح يعطل العيادات بالقرب منه». «النسى قديمو تاه» ربما ان قضية انقطاع الكهرباء التي ازعجت المواطنين وصلت حرارتها حتى رئاسة الجمهورية، ويبدو ان البشير اراد ان يذكر الناس حينما دعا الناس ألا تنسى الكهرباء زمان كانت كيف وقال «النسى قديمو تاه» واضاف كانت الكهرباء تقدم بالكوتات تأتي بعد فترة مُقراً بضعف التوليد المائي خلال فصل الخريف في مروي والرصيرص، وطمأن بوجود خطط لإدخال محطات جديدة من خزان ستيت ونهر عطبرة ومحطة كوستي، كذلك اراد البشير ان يذكِّر الناس بالفارق الكبير في الاستهلاك، من خلال استخدام الادوات الكهربائية، واكد ان هناك زيادة كبيرة في الاستهللاك الكهربائي مبيناً سعي الحكومة لتوفير الكهربا لكل المواطنين. الفعل ورد الفعل انتهز القيادي بالمؤتمر الشعبي احمد الطاهر حمدون وجود رئيس الجمهورية من خلال مخاطبته نيابة عن الاحزاب في المؤتمر العام، بان يطرح بعض المطالب التي ترددها الاحزاب وقال نجدد مطالبنا بتأكيد الحريات وازالة الاحتقان، ودعا الى التسامي فوق قضايا الوطن ودعا القوى السياسية الى طرح رؤاها في الحوار، وطالب بتوفير الخدمات الاساسية لتعليم الاساس والصحة العلاجية والمياه والمواصلات ومعالجة قضايا المعاش، ودعا الى اعادة هيكلة الخرطوم ودعا الى بذل الجهد لتعزيز الثقة وجعل الحوار الوطني استراتيجياً وليس تكتيكاً وحث الحركات المسلحة الى وقف الحرب وحقن الدماء، والاجابة حول كيف يحكم السودان وطالب الحكومة بجبر الضرر. الصورة السادسة: «الخضر رفع التمام» بنهاية المؤتمر العام يكون رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم والي الولاية د. عبد الرحمن الخضر قد أزال عن كاهله كثير من التعب، وعرف الطريق الذي يمكن ان يصل بالسفينة الى بر السلام، ورغم ان مدة التكليف تبقت منها ستة اشهر الا ان ان الخضر في خطابه ركز على ضرورة اكمال بقية المشروعات، وحث عضويته على الالتزام بالمؤسسية ووحدة الصف، وبدا على الخضر غير آبه بما تؤول إليه اختيار مجلس الشورى من مرشحين لقيادة الحزب من بعده، لانه كما قال انه زاهد فيه ولذلك كان يشير في خطابه إلى ما تم انجازه في الفترة الماضية والتي بلغت «80 %» ولم ينس الخضر ان يرد على احمد الطاهر حمدون بالقول «ان الفولة بكرا تتملي والبقارة بجوا».