أوردت الزميلة صحيفة «الجريدة» في عدد يوم السبت أمس الأول في باب «ضوء كاشف»: «أن قيادياً بالحزب الكبير بولاية «...» حاول استقطاب أعضاء من مجلس شورى حزبه لترشيحه لمنصب الوالي بتوزيع حوافز هواتف من ماركة سامسونغ جلاكسي، ولكن بعد فرز النتيجة اكتشف أن هناك فرقاً، فالذين استلموا «الجلكسات» نقصوا «149» عضواً، ولا يزال يبحث عنهم بشدة «يعني الجماعة شالوا الجلاكسي وزاغوا مهتدين بمقولة «أكلوا توركم وأدوا زولكم»، حيث تحولت إلى «شيلوا الجلاكسي وأدوا زولكم». والحدث الطريف المفجع في ذات الوقت يكشف عن عدة ممارسات قميئة في أدبيات التعاطي السياسي، أولها: هو الشبق الواضح في اعتلاء سدة المسؤولية «حكم الولاية» بأي ثمن وإن كان بالرشوة «بجلاكسات»، ثانياً: الانتهازية وغياب الضمير من قبل الأعضاء الذين تسلموا الرشوة «الجلاكسية» سواء أكانوا صوتوا والتزموا بالعهد «الجلاكسي»، أو لم يصوتوا وناموا بالجلاكسي. والخبر الطريف المحزن لم يكشف لنا عما إذا كان مستلمو الجلاكسات قد خضعوا لأداء القسم أمام المرشح صاحب الجلاكسات لضمان الوفاء بالتصويت له، أم أنهم أقسموا ولم يوفوا بوعدهم نظير الجلاكسات، فالمصيبة هنا مركبة لنكوصهم بالقسم المبجل. لكن الحمد لله أن المرشح صاحب الجلاكسات لم يفز وإلا لحول الولاية إلى جلاكسات ورزم بنكتوت وصناديق مغلقة نظير عطاءات مطبوخة وتعيينات مضروبة، وربما صال وجال مع المستثمرين خاصة الأجانب حتى يدمي أقدامهم من المساككة، ثم بعد ذلك عروض المشاركة الباطنية، كذلك فإن السادة التجار والصناع وحتى أصحاب الطبالي وبائعات الشاي فلن ينجوا من جبايات ورسوم، لكن ربما يستفيد منه محلات الجلاكسي في حالة إقدامه على شراء صفقة جلاكسية مجهبزة من متاجرهم، ومن يدري ربما تكون المرة القادمة جلاكسي «5»، عشان كده ننصح محلات الجلاكسي بتجهيز كوتة محترمة من الجلاكسيات حتى لو كانت صينية. وظاهرة الرشاوي في الانتخابات ظاهرة قديمة في السودان حتى في العهود الديمقراطية التعددية التي لم تخل منها، وإن خلت بالطبع من التزوير والتلاعب في السجلات إلا ما ندر. أما في الدول العربية فقد شهدت العديد من حالات الرشاوى الانتخابية خاصة في مصر إبان عهد الرئيس حسني مبارك، وبحسب ما رصدته الصحافة هناك، وقد أوردت إحدى تلك الصحف عن تلك الانتخابات التي جرت في العام 2010، أن المرشح اللواء عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية قام بتوزيع وجبات ساخنة على الناخبين، مطبوع عليها صورة وشعار الحزب الوطني. وتم توزيعها أمام لجان مدرسة منصور حسين بدائرة الرمل. وفي محافظة كفر الشيخ، وتحديداً أمام لجنة مدرسة الشهيد محمود المغربي بدائرة دسوق، ذبح أحد المرشحين عجلاً، ووزع أنصاره لفافات اللحوم على الناخبين. وفي السياق ذاته، ظهر جلياً أن قيمة الصوت الانتخابي في الأقاليم المصرية أغلى منه في العاصمة. ففي محافظة دمياط؛ رصد مراقبو المجتمع المدني تقديم أحد المرشحين رشاوى انتخابية تتراوح ما بين «300» و«500» جنيه للناخب، وذلك في لجنة مدرسة سيف الدين الابتدائية بمركز الزرقاء، أما في محافظة القاهرة؛ فتراوحت قيمة الصوت الواحد ما بين «20» و«150» جنيهاً، وانخفض إلىِ خمسة جنيهات لذوي الاحتياجات الخاصة، دون إبداء أسباب. حدث ذلك في لجان مدرسة السيدة زينب التجارية الثانوية. هذه ملامح مختصرة خارج الحدود، لكن صاحبنا الجلاكسي بالطبع لن يستطيع أن يقدم وجبات محمرة ومشمرة كما فعل إخوتنا في شمال الوادي التي يقدمونها لجمهور التريسو الطيب، لأن جماعة الجلاكسي شبعانة ولن تلتفت إلى مثل تلك الموائد العامرة لكن الجلاكسي فهو يقع في باب ما خف وزنو وثقل ثمنو « الاثنين مفتحين». أخيراً يا صاحب الجلاكسي المرة الجاية خليها ربيكا عشان ما تخسر، بس خت فيها رصيد مدنكل عشان يرضى بيها الجماعة.