قبل عدة أيام قام وفد من منتدى الأسكلا الثقافي مكون من معتصم الحاتي والمهندس التوم محمد يوسف وشخصي الضعيف بزيارة للفنان الكبير النور الجيلاني بمنزله بأبو حليمة للاطمئنان على صحته ولتوجيه الدعوة له لتكريمه في منتدى الأسكلا الذي سيقام مساء اليوم الثلاثاء بالميدان الشرقي لمنتزه الأسكلا تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة التي قدم فيها أعمالاً رائعة أثرت وجدان الشعب السوداني، وتضامنا معه في رحلة المرض التي أفقدته صوته الذي أطرب الجماهير وحلق بها في سماوات الفن الأصيل والذي توقف الآن عن الشدو الجميل الذي كان يمثل كل حياته وهو يؤدي أغنياته بإحساس عميق وانفعالات صادقة يعبر بها عن معاني الكلمات وجمال الألحان فتجاوبت معه الجماهير ورددت الكثير من أغنياته الرائعة التي ستظل خالدة على مر الأيام والسنين.. ورغم قساوة المرض الذي أفقده صوته القوي والمعبر فقد كان الرجل شجاعاً وصابراً ومحتسباً وهو يستقبلنا بترحاب وبشاشة وأصالة أهل السودان ليحدثنا عن رحلة المرض التي استمرت لفترة طويلة أجريت له خلالها عدة عمليات بالسودان ومصر وتايلاند ويستعد الآن للمغادرة لدبي لمواصلة العلاج على نفقة الدولة حيث استجاب النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق الركن بكري حسن صالح لمناشدة الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم»، وأصدر قراراً بمعالجته على حساب الدولة. وقد تقدم الفنان النور بكثير من الشكر والتقدير للنائب الأول لرئيس الجمهورية على موقفه النبيل ولمبادرة الأستاذ أحمد البلال الذي اهتم بمرضه.. ولم ينس النور أن يشكر السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ الذي حول له تكلفة العملية التي بلغت آلاف الدولارات بعد ان علم انه قد طلب من أهله خلال وجوده بتايلاند ببيع قطع الاراضي التي يمتلكها وتحويل قيمتها فأوقف جمال الوالي هذه العملية وارسل له تكلفة العملية كاملة.. والحقيقة ان هذا الفنان الذي يعاني من آلام المرض قد أدهشنا برباطة جأشه وايمانه بقضاء الله وقدره وهو يتحدث بصوت خفيض عن الجرعات المعنوية التي تقدمها له روابط معجبي فنه الذين سكنوا آلامه وأسهموا بقدر كبير في علاجه باتصالاتهم ومشاعرهم ودعواتهم التي كانت العلاج الحقيقي له في رحلة المرض التي استمرت لفترة طويلة.. ان الهدف من تكريم منتدى الاسكلا للنور الجيلاني كفنان صاحب لون متفرد وشكل مختلف هو ترسيخ قيم الوفاء ورد الجميل لمن أسعد الناس بجميل الغناء ورائع اللحظات، وتأكيداً على اننا لن ننساه وسنقف معه ونسانده في هذه اللحظات التي فقد فيها صوته الذي كان يمثل كل حياته ووسيلته للتواصل مع الجماهير التي أحبته ودفعته للإجادة والإبداع ولذلك فان كل المتحدثين في الملتقى والحاضرين في هذا التكريم سيغمرونه بحبهم ومشاعرهم الصادقة وهو الذي نثر الفرح في قلوب الملايين بمشاركته لهم في مناسباتهم السعيدة التي عطرها بفنه الجميل.. فتحية للفنان النور الجيلاني الذي فقد صوته ولم يفقد إيمانه بربه وتوقف عن الغناء ولم تتوقف روحه عن الشدو الجميل وابتعد عن الأضواء ودخل في عتمة الظلام ورغم ذلك ظلت دواخله مضيئة بالحب والامتنان للجماهير التي وقفت معه في محنته ولم تتخل عنه..