تُتهم المرأة دومًا بسعيها للسيطرة والتسلط على الزوج رغبة منها في التخلص من الهيمنة الذكورية التي عاشتها، فمنذ صغرها يفضَّل شقيقها عليها ويصبح الناهي والآمر حتى لو كان يصغرها سنًا مما شكل حاجزًا نفسيًا جعلها تبحث عن الاستقلالية فسرها الكثيرون بحبها للتسلط على الزوج.. فأيهما تفضل حواء الذي تسيطر عليه؟ أم الذي يسيطر عليها ولماذا؟ وماهو رأي علم الاجتماع؟ «البيت الكبير» ناقش القضية مع عدد من المختصين وجاءت إفاداتهم كالتالي.. أجرته: هند خضر تبيدي «سياسة رخي الحبل» عواطف بابكر «معلمة» تقول إن السيطرة أمر مرفوض بأي حال من الأحوال، وعن نفسي أفضِّل طرح وجهات النظر بحسم وقوة الأمر الذي يوصل إلى الإقناع بين الطرفين ولا بد من إرخاء الحبل عندما يشدده الآخر. وتضيف قائلة إن الرجل يسيء فهم القوامة في الإسلام ليباشر سياسة الأمر والنهي والصوت العالي وهذا ما يثير حفيظة المرأة ويجعلها تفضل الهجوم بدلاً من للدفاع. حصاد الانتقام هبة محمد «طالبة» ذكرت أن المرأة منذ نشأتها الأولى تعيش في جو السيطرة والهيمنة من الأب والأخ والأسرة عامة بمن فيهم الرجل تحديدًا لذلك تسعى للاستقلالية من خلال التحرر في اختيار الدراسة الجامعية ومن ثم اختيار الشريك أو الزوج، ولهذا أحبذا الرجل الذي أسيطر عليه. تسلط المرأة أرحم تقول المواطنة «س. م.» عندما كنت صغيرة كنت أرى أمي تتمادى في فرض قراراتها على والدي وتتعمد إجهاض قراراته حتى وإن كانت صحيحة، وهذا ما دعاني للزواج من رجل حسبته له شخصية قوية قادرة على الاستقلالية حتى لا تتكرر شخصية أبي، ولكن الغريب في الأمر أنه ظل يلغي شخصيتي شيئًا فشيئًا حتى أحسست أنني مجرد جارية، وتضيف: على المرأة ان تكون المسيطرة فهي على الأقل لن تدفن الرجل حيًا كما يفعل بها. ضبح الكديسة وتباينت الآراء وسط مجموعة من الطلاب حيث يرى «عامر عثمان» أن المرأة تفضل الرجل الذي تسيطر عليه بل وتمتلكه تمامًا وقد تتحقق الفرضية إذا أصبح من تتعامل معه من الرجال المتهاونين.. ويضيف: لذلك يجب ان يعمل كل الرجال بمقولة «ضبح الكديسة» من اليوم الأول.. واتجه محمد خضر إلى النقيض تمامًا وقال: المرأة الشرقية والسودانية بصفة خاصة تعودت على سيطرة الرجل بحكم مجتمعنا لذلك تفضل «الرجل الحمش» الذي يكتسب صفات الشجاعة والقوة.. ويقول: المرأة تخشى أن يسقط الرجل من نظرها فتشعر بأنها تستند إلى حائط مائل مما يفقدها الإحساس بالأمان لذلك لا تحاول التسلط عليه. هدية ورضية في ذات الاتجاه يقول العم عثمان مضوي إن المرأة كائن جميل وحساس، وبحسب تكوينها فهي عاطفية تكره ممارسة السيطرة والتحكم على الرجل، والمرأة في السابق كانت «هدية ورضية» ومطيعة، ويقول ضاحكًا «بس نسوان هسه» مافي زول يقدر يسيطر عليهن خاصة المتعلمات فهنّ صاحبات شخصية مستقلة بل ومتفوقات على الرجال في بعض المجالات، لذلك يحبذن الرجل الذي يأخذ بأيديهنّ ويشاركهنّ في كل نواصي الحياة. ديمقراطية في هذا الاتجاه تحدث لنا الأستاذ محمد أحمد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم عن مفهوم السيطرة والقيادة قائلاً: إن المجتمع السوداني أو المجتمع الشرقي مجتمع ذكوري يهيمن عليه الرجل من منطلق إرثي اجتماعي، فمنذ الميلاد النساء يزغردن لإنجاب الولد ويصبح صاحب القدح المعلى ويصبح هو المسؤول من شقيقاته حتى وإن كان يصغرهنّ، والإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة فهي بإمكانها أن تقود مجتمعًا بأكمله إلا أنها ربما تخلت عن هذه الحقوق لأنها مفطورة على أن تكون منصاعة ومنقادة ويقول: لا بد من التوافق الاجتماعي بين الرجل والمرأة في ظل ديمقراطيه ومشورة بدلاً من الصراع والسيطرة.