عديدة هي المفردات اللغوية التي تجاوزها عصرنا الراهن الذي سيطرت عليه الماديات فقد اختفى عوج الدرب ومقنع بنات العم وحتى على مستوى الاسرة يذهب المراقبون للحراك الاجتماعي الى تراجع انفراد الرجل بالقرار حتى داخل بيته في وقت تمدد فيه دور المرأة فقد اسهم خروجها للعمل ومساهمتها في دفع موارد الاسرة الى المساهمة بقوة في اتخاذ القرار في اهم القرارات .. لم يعد الرجل ذلك الحمش الذي يتخذ القرار وهو مشغول بابرام شاربه دون مراعاة لبقية القطيع الذي تتكون منه الاسرة ؟ فما صحة الادعاء بتراجع دور الرجل في اتخاذ اهم القرارات التي تهم الاسرة كزواج البنات والابناء وغير ذلك ؟ (الصحافة) ألقت بالسؤال على عدد من المواطنين بغية الوقوف على مؤشر يمكن المهتمين من قراءة مستجدات التحول الاجتماعي : طرحت السؤال على سامية سليمان (36) عاما -ربة منزل- فنفت توجيه الرجل والسيطرة عليه من قبل الزوجات ماضية للقول ( الرجال ما بنقدروا وعندما تبدي المرأة رأيها في أي شأن خاص بالاسرة فان البعض يذهب لاتهامها بالسيطرة على الزوج ) وتمضي سامية للقول ان هنالك مشاركة في القرارات وان زوجها كثيرا ما يستشيرها في عدد من القضايا متهمة البعض بالغاء شخصية المرأة ويريدون منها ان تطيع الاوامر فقط وهذا توجه خاطئ فالمرأة شريكة الزوج وتعيش معه حياة طويلة ما يتطلب استصحاب رأيها في امور الاسرة . الموظف عثمان ابراهيم قال بان المتعلمات هي اكبر شريحة بين النساء المتسلطات اذ ترى المتعلمة بانها تعرف كل شيء وتقول لك ( انت احسن مني في شنو ؟ لذلك فعندما قررت الزواج اتجهت صوب القرية فنساء الريف اكثر فهما للواجبات ويحترمن الرجال ولا ترفض الواحدة منهن أي امر لزوجها لان الزوجة القادمة من الريف تكون قد خضعت لوصايا حكيمات الريف اللائي يوصينها بطاعة زوجها كما ان ابنة الريف تريد السترة وليست لديها اية تطلعات فوق طاقة الزوج ، فيما ذهب خالد عبدالرحمن - وهو مهندس متزوج الى ان الزواج ارتباط لا يقبل الجدل الحاد بين الزوجين وعليه لابد من وجود توافق في كل شئ وعلى المستوى الشخصي استشير زوجتي في كل الامور التي تخص الاسرة ودائما ما تكون لها نظرة ثاقبة ولا ارى في ذلك الغاء لشخصيتي وعندما تزوجت رفيقة دربي كنت اهدف للشراكة الحقيقية ولم اكن اريدها جارية تقوم بالاعمال المنزلية وحسب فالحياة تتطلب التشاور في كل شئون الاسرة . المواطنة تماضر علي ربة منزل لم تخفِ معاناتها من سيطرة اسرة الزوج على قرارات زوجها ما جعلها تكره اليوم الذي ارتبطت فيه بزوجها الذي وصفته بصاحب الشخصية الضعيفة اذ دائماً ما يخضع لتوجهات اسرته حتى في اكثر الخصوصيات مثل الخروج للترفيه تجده يستشير اسرته وبالرغم من ذلك لم تعمل في يوم لمحاولة قطع اواصر ذلك الارتباط ولكنها تحلم باليوم الذي ينفرد فيه بقراره الشخصي حتى تتحرر هي واطفالهما من سيطرة اسرته. وخلصت تماضر الى ان ضعف زوجها جعل الحياة في المنزل لا تطاق .اما محمد الامين الموظف باحدى شركات النفط فقال ان العلاقة الزوجية تختلف عن غيرها من العلاقات الانسانية وهي غير قابلة للمشاكل ولا يمكن لها ان تتحول الى طرفي نقيض احدها متسيطر وآخر خاضع بل هي شراكة وعلى المستوى الشخصي فإنني وزوجتي نقوم بتطبيق هذه الشراكة في كل الامور وذلك يمنحني الفرصة للعمل والالتفات نحو الواجبات الاخرى، فعلى سبيل المثال تقوم الزوجة بمرافقة الصغير للروضة وذلك يوفر لي الوقت في قضاء امور اخرى.