في (1973م) كان هناك معرض كتاب في ميدان (أبو جنزير) أقامته وزارة الثقافة ولم يستمر طويلاً.. ثم عاد على يد د. السعيد عثمان محجوب وإلى الآن.. أقيم معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته العاشرة بأرض المعارض ببري مطلع سبتمبر الماضي. وشاركت فيه حوالى (200) دار نشر من دور النشر العربية.. وما ميز هذه الدورة كان افتتاح مقهى ثقافي وجناح خاص بالأطفال.. كل هذه السنوات ونأمل في تقييم حقيقي لتجربة المعرض وأن تنتج عنها إضافات وتعديلات تسمو بالمعرض كفكرة وواقع.. ( في أوروبا المعرض الأساسي هناك معرض فرانكفورت وللإنجليز معرض خاص يقيمونه كل عام والأمريكان لديهم معرض لكن المعرض الجامع لأوروبا كلها كان معرض فرانكفورت وما زال. ومعرض فرانكفورت قبل أن تذهب إليه ترسل طلباً لإدارة المعرض أنك قادمة لتبحثي عن مؤلفات في موضوع معين أو لتقابلي دور نشر معينة ومع فيزا الدخول تحدد فيها مواعيد مع الجهات التي تسعين إليها..) هذه مقدمة حديث الحاج عبد الرحيم مكاوي صاحب ومدير الدار السودانية للكتب ورئيس اتحاد الناشرين السودانيين.. في حديث تقييمي عام لتجربة المعارض ومعرض الخرطوم.. = أهم ملاحظاتك (حاج مكاوي) عن المعارض ومعرض الخرطوم للكتاب؟ أبدأ بسؤال هل تطبقت شروط معارض الكتاب في معرض الخرطوم، لانريد أن نذهب بالمقارنة لاوروبا وامريكا؛ لكن معارض الكتاب هي لعرض الكتاب الجديد.. وأول معرض كتاب أقيم كان في بيروت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي أقامه (نادي بيروت الثقافي) ولم تدخل فيه الدولة وكان عبارة عن منتدى حقيقي.. تجدين فيه نزار قباني طوال المعرض يجلس في جناح مخصص، يناقش ويتحدث إلى الناس وتجدي منير البعلبكي (صاحب المورد)، فالزائر يجد إضافة إلى الكتب المعلومات والثقافة الحية. وكانت مشاركة الدولة في معرض بيروت بداية الستينيات بوزارة الثقافة اللبنانية .. ثم كان معرض القاهرة في 1968م أقامته الدولة وكان ناجحاً ثم بعد سنتين أصبح (أوكازيون) اشترك فيه اصحاب المكتبات بكتب مخفضة السعر.. في دول المغرب العربي لكل دولة معرض خاص بها وفي المشرق معرض القاهرةوبيروتالأردن وبغداد بعض الدول لديها معرضين في السنة كالإمارات العربية نجده في الشارقة وأبو ظبي.. وكل هذه المعارض أنا كصاحب مكتبة لا أذهب الا لمقابلة اشخاص او لتسديد مطالبات معينة.. فلاتميز فيها ..وتجدي بعض الاجنحة مكررة كما هي وهذا ما يحدث في كثير من المعارض.. وعندما أشركونا بالرأي في الدورة الثانية لمعرض الخرطوم أول سؤال منا كان عن ميزانية المعرض، لأنه لاحظنا ان هناك صرفا في غير محله ودخلنا في حجج بخصوص حجم الميزانية أولاً ثم بعد ذلك نخبرهم ما يفعلون.. = سئلتم بصفتكم اتحاد للناشرين وأنت رئيس للاتحاد؟ نعم.. نعم = ثم...؟ ثم بعد ذلك إدارة المعرض وزارة الثقافة.. وأقول لك كل رؤساء المعارض خلال الدورات السبعة الاخيرة ليست لديهم الخبرة اللازمة وكان يدار بطريقة غريبة، علاقات وكذا الامر الذي جعل اغلب دور النشر الجادة لا تشارك فى معرض الخرطوم.. مثلا في مصر هناك دارين دار الحكومة ودار مدبولي وهو يشارك لان لديه كتبا مخزنة هنا ويود تسويقها ونادرا ما يحضر كتب جديدة .. الجهة الحكومية تابعة لوزارة الثقافة وفى هذا العام تحديدا قدمت دعوات مجانية لدور نشر معينة دخلوا المعرض وخرجوا بنتيجة انهم لن يشاركو مجددا.. لأن تركت لهم مسألة النقد الاجنبي وتحويله وبذلك وضعوا اسعارا تضمن لهم مقابل عادل في سوق العملة، والنتيجة ان 10% من كتبهم لم تباع .. وكنا نصحنا ايضا بالاستعانة بيوسف عيدابي (مدير معرض الشارقة) وهو من أنجح مديري المعارض فى العالم العربي ومع معرض الشارقة من خيمة واحدة الى ان اصبح معرضا ضخما جدا وله 15 سنة متوالية فى ادارة هذا المعرض ولدية معرفة والمام بكل دور النشر، وشخصياً اتصلت على يوسف عيدابي وقال انه ليس لديه مانع اذا اخبر وزير الثقافة هنا اذن من شيخ الشارقة، يأتي شهرين ثلاثة يضع الخطوط العريضة للمعرض ويساهم بمعرفته وعلاقاته ولم يتم شيء! ومؤخرا عندما جاءت وجوه جديدة بوزارة الثقافة وجدت الامور جاهزة ولم يستطع ان يقدم اضافات وحاول يضيف ندوات وكذا عسى ولعل.. وحتى مدير المعرض بدل مؤخراً وهذا المعرض لكي يستقيم أمره بحاجة لأربع خمس سنوات.. اذا غير النظام وكانت هناك رغبة حقيقية للنهوض به.. مثلا من كذا سنة كانت هناك حاوية كتب لاردنيين اضطروا ان يرجعوا به كما كان ولم يفتح لمشكلات واجهتهم.. وفى المعرض الاخير لم تكن هناك اي دور نشر أردنية أو لبنانية وحتى السعودية والمغرب مؤسسات حكومية جاملت باشتراكها .. لاتوجد دول افريقية أو أوروبية مشاركة.. لا بد من العمل الجاد حين تدعو دور نشر كبيرة وفي وقت مبكر تخبر الجامعات المختلفة بالبلد ان ميزانيتهم للكتب يشترونها من معرض الكتاب.. وتحدد لدور النشر الحاجة المحتملة كذلك.. الخطة واضحة جدا ويمكن وكيل الوزارة أبو سن عرف المشكلة ووعد بحلها العام القادم. = إذا طلب منك المشاركة في الإعداد لمعرض الكتاب؟ اقدم كل ما اراه مناسباً ولكن السلطة التنفيذية ما زالت عند الوزارة واذا لم تتعاون الوزارة تعاوناً تاماً مع الناشرين لن ينجح الأمر!. = ومن حيث المشاركة في الأجنحة ان تقول ان لديك معرض دائم للكتاب ولست بحاجة للمشاركة في معرض سنوي؟ لأنه مرة اصروا على المشاركة قبل سبع سنوات وقلت لهم سأشارك بالعرض فقط وليس البيع وبالفعل شاركت بكتب حديثة وكتبت ملاحظة مفادها أن الكتب متوفرة بالدار السودانية للكتب وكان العرض مفيدًا.. ولم أشارك بعدها.. ولم أشارك لأنه لا يوجد تعاون. = ماذا تقصد بتعاون؟ التعاون يبدأ من البداية عندما يكون هناك اتفاق على نوعية الإدارة ونوعية الصرف.. هناك معلومات من الصعب ذكرها لكن لاتوجد روح تجاوب.. = ضوابط تعتقد أنها لا بد من وجودها في معارض الكتاب ولاتوجد لدينا؟ إن الشخص المشارك تكون لديه دار للنشر مسجلة في اتحاد الناشرين في البلد التي يأتي منها ويأتي بتزكية من اتحاد الناشرين في بلده.. وهذه نصينا عليها في بعض الاتفاقات مع وزارة الثقافة، ولكي يكون ناشراً ومسجلاً في اتحاد الناشرين لديها شروط.. = ماذا عن وجود مقر ثابت لمعارض الكتاب؟ ومدى أهميته؟ في القاهرة مقر معرض الكتاب في مكان يسمى مقر المعارض .. والمقر ليس بمشكلة فقط يكون ثابتاً وليس كالمقر الحالي للمعرض. = ما عيوب المقر الحالي لمعرض الكتاب؟ أولاً.. لايوجد به خط مواصلات دائري ليستطيع الجميع الوصول إليه.. الا بعربة خاصة.. ثانياً المسافة بعيدة جدا من داخل بري لتصل الشارع الرئيسي لبري لتصلي المعرض.. وايضاً لاتوجد دعاية كاملة وكافية، ومن يشتري الكتب غالباً الطلبة والجامعات والمثقفين عامة.. هؤلاء لا بد من وجود معلومة كافية بدور النشر المشاركة، والاعلان عن قائمة دور النشر المشاركة في المعرض بدلاً من الإعلان بمجرد لافتة عن قيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب.
