أستأنف معكم حديثاً وجيزاً، وقد ذكرت أن المرء ينبغي أن يكون له في هذه الدنيا شأنُ يغنيه فلا يتكلم في كثير مما يعنيه، حتي يجد له موضعاً، فقد روى الترمذي في صحيحه وأحمد في مسنده أن رجلاً جاء الى رسول الله عليه السلام طالباً أن يوصيه بما فيه نفعه في دنياه وآخرته، فقال: يا رسول الله أوصني؟ فقال له: «امسك عليك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك»، ثلاث كلمات صدرت من الفم الطهور تعجز دونها هامات الرجال!! فهي دعوة لفضيلة الصمت في ما لا ينفع.. فما أحوجنا للتمسك بسنته عليه أفضل الصلاة والسلام. وأعلم أن علم الحديث يشتمل موضعين: الرواية: وتقوم على نقل ما أضيف الى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة نقلاً دقيقاً محرراً. والثاني الدراية: ومنها تعرف حقيقة الرواية وشروطها وأحكامها وحال الرواة وشروطهم واختلاف المرويات وما يتعلق بها. وكل ذلك لحفظ السُّنة وضبطها والاحتراز من الخطأ في نقل ما أضيف الى الرسول عليه الصلاة والسلام وتنفيذ أحكامه، وهؤلاء هم علماء الجرح والتعديل لم يرضوا بالتساهل في ما اشترطوا لأنفسهم، فيوردون المتابعات فيظهر الصحيح من السقيم فتنثلج به الصدور، فالشريعة السمحة هي التي ليست فيها مشقة ولا ضيق ولا حرج، فالعلماء الراسخون يشهدون جميع الأقوال المذكورة في الأحاديث الصحيحة كأنها في مذهب واحد محمول عندهم على أحواله كإجاباته صلى الله عليه وسلم المختفة، والسؤال بعينه واحد كما يعلم ذلك كل من تصفح السنة. وإليه جاءت الإشارة «أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم» إلا القاصر عن درجة العلماء العارفين بأسرار الشريعة رضي الله عنهم. فلا يصح ان يقال مراد القائل من هذا الكلام كذا فقط، وانما الأدب أن يقال الذي فهمته منه كذا ولا يقطع، لأنه حصر للحق في مذهب واحد، وان الشريعة واسعة تسع جميع المذاهب، فعلم أنه ليس فيهم كلام المتكلم ان تعلم وجوه ما تضمنته تلك الكلمة بطريق الحصر بما تحتوي عليه مما تواطأ عليه أهل ذلك اللسان، انما الفهم أن يفهم ما قصده المتكلم بذلك الكلام من جميع الوجوه أو بعضها. فينبغي أن تفرق بين الفهم للكلام والفهم عن المتكلم وهو المطلوب، فالفهم عن المتكلم ما يعلمه الا من أنزل القرآن على قلبه. وما الفهم للكلام فهو فهم العامة، فكل من فهم من العارفين عن المتكلم فقد فهم الكلام، وما كل من فهم الكلام فهم عن المتكلم ما أراد به على اليقين له من كل الوجوه أو بعضها، فتأمل هذا التدقيق فإنك لا تجده في كتاب. ومن هذا القبيل: قوله صلى الله عليه وسلم للجارية «أين الله؟ قالت في السماء فقال مؤمنة برب الكعبة» ولو سأل أكابر الصحابة لم يسألهم بالأينية لعلمهم باستحالتها على الله تعالى. واعلم ان كلامه بالألفاظ التي فيها حصر لجناب الحق مأمور به لأنه هو المبين. قال تعالي «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم»، فلو سأل أحد غيره بالأينية لشهد الدليل العقلي بجهل القائل!! فإنه سبحانه وتعالى لا أينية له. فلما قالها الرسول وبانت حكمته وعلمه، فمن حكمته ان سأل بمثل هذا السؤال وبهذه العبارة، ولذلك كما اشارت الجارية الى السماء، قال فيها «إنها مؤمنة بوجود الله تعالى ولم يقل إنها عالمة» فافهم «انظر كتاب الأنوار القدسية في آداب العبودية للشعراني». ومن طرائف المفارقات أنني كنت قرأت في ذات السياق للإمام الفاضل محب النبي عليه السلام العالم الهمام الأديب الشاعر القاضي الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني في كتابه «رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله»، وهو كتاب جليل يرد فيه الإمام النبهاني على بدعة ابن تيمية في القول بالجهة في حق الله سبحانه وتعالى، فقال في تقديمه للكتاب: لما كانت كتبه أي ابن تيمية رحمه الله وعفا عنه قد طبعت ونشرت وكانت فيها مسائل في العقائد مخالفة لعقائد أهل السنة، كان اللازم على اكابر العلماء في هذا العصر ان يتصدوا لبيان تلك المسائل التي وقع فيها مخالفة أهل السنة والتنبيه عليها ليحذرها الناس خوفاً عليهم من تشويش عقائدهم، ولما كان أهم تلك المسائل القول باعتقاد الجهة، رأيت من الصواب والواجب الذي لا مندوحة عنه أن أجمع رسالة أنقل فيها أقوال أكابر علماء مذهب أهل السنة والجماعة في استحالة الجهة على الله، فجمعتها على هذا الوجه وسميتها «رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله» فليرجع اليه، ليتبين لك قيمة هذا الكتاب في أيامنا هذه عندما ترى مدى انتشار بوادر الفتنة الدينية عند عوام المسلمين. فاذا اعتبرنا أن كلام ابن تيمية كان مجرد خطأ في اجتهاده ولم يسدد فيه نظره، فإن رد النبهاني عليه كان رداً علمياً ليس فيه تجريح ولا تكفير مثل ما يحدث الآن، فإن مقدم الكتاب أنحى باللائمة على أحد دعاتهم، وذكر انه قال وهو يكتب تعليقاته على كتاب «رياض الصالحين» وعند الحديث رقم «286» «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها»، فيستدل به على اثبات الجهة في حق الله عز وجل، ويدعي كذباً أن مذهب أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من أن الله عز وجل فوق السماء هو نفسه جل وعلا فوق عرشه فوق سبع سماوات، وليس المراد بقوله في السماء أي ملكه في السماء، بل قال هذا تحريف للكلم عن مواضعه. كل السماوات والارض بيد الله عز وجل كلها ملك الله، ولكن المراد انه هو نفسه عز وجل فوق سماواته على العرش استوى، ولذلك نجد ان المسألة نظرية لا تحتاج الى دراسة وتعب حتى يقر الإنسان ان الله في السماء بمجرد الفطرة يرفع يديه الى ربه اذا دعا ويتجه بقلبه الى السماء واليد ترفع أيضاً الى السماء. ويستمر في استدلاله السقيم وعبثه في الدين بالرأي والهوى فيقول: نحن نشاهد بعض الحشرات إذا طردتها وآذيتها وقفت ثم رفعت قوائمها إلى السماء تشاهدها مشاهدة، فهذا يدل على كون الله عز وجل في السماء امر فطري لا يحتاج الى دليل أو تعب أو عنت، حتى الذين ينكرون أن الله في السماء فسبحان الله افعالهم تكذب عقيدتهم، هذه العقيدة الفاسدة الباطلة التي يخشى عليهم من الكفر بها. ان الله سبحانه وتعالى منزهٌ عن الجهات وعن جميع أوصاف الحادثات، فهو «ليس كمثله شيء» لا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون والسماوات كان قبل ان يخلق المكان، وهو الآن على ما عليه كان. لا يحمله العرش كما يقولون تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، مقهورون في قبضته. «ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون». واعلم أنك عاجز عن الإحاطة بفهم كلام جنسك من البشر، فكيف لا تعجز عن فهم كلام رب العالمين؟ فلا ينبغي أن يفسر كلام الله تعالى إلا كمل ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المبرئين من الهوى ومتابعته تسلم من الشكوك والظنون والأوهام والدعاوى الكاذبة المضلة عن الهدى وحقائقه. وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في «المنن الكبرى»: مما أنعم الله تبارك وتعالى به عليَّ شهودي بنور الإيمان وسر الإيقان أن نبينا محمد أفضل خلق الله على الإطلاق، فلا أحد من أهل السماوات وأهل الأرض يساويه في مقام من المقامات، ثم لا يتوقف دليل على دليل ذلك إلا من أعمى الله بصيرته وصار بصره كبصر الخفافيش لأن نور شريعته أضوأ من نور الشمس وقت الظهيرة، ويكفي في بيان فضله صلى الله عليه وسلم إجماع أمته كلهم في سائر الأقطار على تفضيله على الأولين والآخرين بالبديهة من غير توقف، مع أن أحداً منهم لم يره وإنما رأى شرعه وسمع هديه فقط، وقد قال عليه السلام: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، وقد وقع في سنة «941» أن شخصاً زعم ان سيدنا ابراهيم عليه السلام أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مستنداً إلى تعليمه صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه في الصلاة، وقوله في حديث التشهد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم، بناءً على قاعدة أهل المعاني من أن المشبه به اعلى من المشبه، وغاب عن هذا الشخص ان المسألة واردة على سبب، وذلك ان الصحابة لما قالوا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف نصلي عليك اذا نحن صلاينا؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم إلى آخره، فالنكتة في قوله صلى الله عليه وسلم كما صليت على ابراهيم كونه صلى الله عليه وسلم مسؤولاً في تعليم الكيفية. وتأمل اذا قلت لإنسان من الأولياء والعلماء مثلا علمني تحية أعظمك بها وامدحك بها وافضلك بها بين الناس كيف لا يسعه إلا السكوت أو النطق بما فيه تواضع، ولذلك جاء في حديث كعب بن عجرة أنه قال لما سألنا رسول الله كيف نصلي سكت وتحمر وجهه حتى تمنينا ان لو لم نكن سألناه، يعني من شدة حيائه صلى الله عليه وسلم. وقوله «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع» صريح في تفضيله على جميع الخلق حتى آدم عليه السلام، وقوله تعالى «وما ينطق عن الهوى» وإنما تأدب صلى الله عليه وسلم مع أبيه آدم لأنه لا ينبغي للولد أن يقول: أنا افضل من أبي إلا في ما ورد به الإذن الإلهي فيه كما في حديث «آدم فمن دونه تحت لوائي»، وقد انتصر علماء وصنفوا في الرد على هذا الشخص بتقدير ثبوت ذلك عنه لسيدي محمد البكري وسيدي محمد الرملي والشيخ ناصر الدين الطبلاوي والشيخ نور الدين الصندتائي، وقرئت تلك المصنفات على رؤوس الأشهاد بحضرة خلائق لا يحصون، فافهم ذلك والحمد لله رب العالمين». ويشبه حكاية هذا الشخص المنكر المخذول ما ذكره رضي الله عنه في طبقاته الكبرى في ترجمة العارف بالله سيدي أبي المواهب الشاذلي قال فيها: وكان يقول يعني صاحب البردة رحمه الله تعالى «فمبلغ العلم فيه أنه بشرُ. وأنه خير خلق الله كلهم»، قال ليس له دليل على ذلك، فقلت له قد انعقد الإجماع على ذلك فلم يرجع، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر جالس عند منبر الجامع الأزهر، وقال مرحباً بحبيبنا، ثم قال لأصحابه أتدرون ما حدث اليوم قالوا لا يا رسول الله، فقال: فلاناً التعيس يعتقد أن الملائكة افضل مني، فقالوا باجمعهم يا رسول الله ما على وجه الأرض افضل منك، فقال لهم فما بال فلان التعيس الذي لا يعيش وإن عاش عاش ذليلاً خمولاً مضيقاً عليه خامل الذكر في الدنيا والآخرة، يعتقد أن الإجماع لم ينعقد على تفضيلي. أما علم أن مخالفة المعتزلة لأهل السنة لا تقدح في الإجماع. «إنتهي كلام الشعراني». يعني مقام سيدنا محمد أرفع من مقام سيدنا إبراهيم، فتكون الصلاة المطلوبة من الله تعالى أعلى وأرفع من الصلاة على سيدنا ابراهيم. وقال العلامة أحمد بن حجر المكي في كتابه «الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم» سبب إيثار سيدنا إبراهيم الخليل وآله المؤمنين، أن الله تعالى لم يجمع بين البركة والرحمة إلا لهم في قوله في سورة هود «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد»، وأنه أفضل الأنبياء بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. أما لقاؤه عليه الصلاة والسلام بالأنبياء بعد وفاتهم والاجتماع بهم فثابت بالكتاب والسنة، فقد قال تعالى وهو أصدق القائلين: «واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا» الزخرف. فلو لم يكن صلى الله عليه وسلم متمكناً من الاجتماع بهم لم تكن لهذا الخطاب في الآية فائدة ولا معنى.. ولا يستبعد حصول مثل هذا فإنهم أحياء عند ربهم كالشهداء، فقد ورد في البخاري ومسلم إثبات الحياة لموسى بأنه وصفه بالصلاة « قائما يصلي في قبره » وهذا لا توصف به الروح انما يوصف به الجسد، وفي تخصيصه بالقبر فإن أحداً لم يقل إن أرواح الأنبياء مسجونة في القبر مع الأجساد وأرواح الشهداء المؤمنين في الجنة؟! وفي حديث ابن عباس: سرنا مع رسول الله بين مكة والمدينة فمررنا بوادي، فقال أي وادٍ هذا؟ فقلنا وادي الأزرق، فقال كأني انظر الى موسى واضعاً أصبعه في أذنيه له جؤار بالتلبية ماراً بهذا الوادي، ثم سرنا حتى أتينا على آنية، فقال كأني أنظر الى يونس على ناقة حمراء عليه جبة ماراً علي هذا الوادي ملبياً. وهم أموات وسئل هنا كيف ذكر تلبيتهم وهم أموات، وهم في الأخرى؟ وليست دار عمل فأجيب، فان الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فلا يلبى ولا يرزق إلا حي، فكيف تستنكر مفارقة النبي لقبره فإنه حي بجسده وروحه، وأنه يتصرف ويسير حيث يشاء في أقطار الأرض وفي الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته. وصح حديث البخاري ومسلم «من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة»، وهو يبطل دعاوى من يقول إنه لا يجوز التوسل به بعد وفاته وتجوز في حياته، فهؤلاء هم من دخل الشرك في اعتقادهم، فالحي لا يؤثر في الله سبحانه، وتعالى الله علواً كبيراً، ولا الميت يؤثر ناهيك عن كونه هو حياً بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كما أوردناه يرد سلام من يسلم ويصلي عليه وهو في قبره، وهذا معروف بأول العقل. وفي حديث أوس بن أبي أوس عن يوم الجمعة جاء فيه «واكثروا عليَّ من الصلاة فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت قال إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء». والحقيقة أن الشيخ النبهاني تصدى لآراء هؤلاء دفاعاً عن نقاء العقيدة من البدع والأهواء، فرد على بدعة ابن تيمية وفرقته في قولهم بالتجسيم وبالجهة في حق الله جل وعلا، وفي منعهم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به، وقد هاجمه من قبل اقطاب العلماء في وقته مثل ابن حجر والسبكي وابن عطا الله وابن جهبل والزملكاوني وغيرهم، وقد ناقش هذا الأمر في كتابه «شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم»، وكان الشيخ النبهاني من الاتجاه المؤيد للخلافة الإسلامية على علاتها، مع دعوته الى إصلاح الأخطاء، وعندما وقع الانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد لم يغير موقفه وبقي مخلصاً لسياسة السلطان الإسلامية، وبسبب مواقفه الإسلامية المحافظة خاصم الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والسيد رشيد رضا لتأييدهم الإصلاح. لقد كان «الإصلاح» ومازال الى يومنا هذا مفروضاً من الغرب المعادي للإسلام على حكومات الدول المسلمة، وتحت إصلاح الدستور، وإصلاح التعليم وإصلاح وضع المرأة.. الخ، ثم إفساد المجتمعات المسلمة وإبعادها عن الدين، وهو ما لا يخفى على منصف أو ذي بصيرة. والذين قضوا على الخلافة الإسلامية هم دعاة الإصلاح، والذين سلموا فلسطين لليهود طوعاً أو كرهاً هم دعاة الإصلاح، والذين دعوا الى التحليل من الدين كانوا هم دعاة الإصلاح والذين هم خلف كل مصيبة تصيب الإسلام هم دائماً دعاة الإصلاح من المسلمين الذين انهزموا أمام أعداء الدين المتسلطين، وخضعوا لشروطهم وأصبحوا أعوانهم ورافعي راياتهم، وأعجبتهم حياة الكفار وطرائقهم، وبهرهم زخرف الدنيا الذي نبذه الله إلى من هانوا عليه، فزلت أقدامهم وضعفت عقولهم.