في «همس وجهر» أمس ب«الإنتباهة» كان هذا «أدى خطأ موظف طبي في أحد المستشفيات الحكومية لارتكاب جريمة داخل مباني المستشفى الذي يقع في المدينة العريقة، حيث سلم الموظف الطبي ذوي المريضة نتائج فحوصات ابنتهم التي تشير بأنها «حامل» ما دفعهم لطعن المريضة داخل المستشفى، وعقب تدخل السلطات اتضح بأن المريضة كانت مصابة بمرض الملاريا وليست «حامل»، لكن حينها اكتشفوا بأن المريضة قد فارقت الحياة، فمن المسؤول». قد يكون الموظف الطبي يقصد أنها «حامل» للملاريا. عبدالباقي الظافر كان قد علق على الواقعة في عموده «تراسيم» امس الاول ، ساخراً من الحالة التي تداولتها المواقع الاسفيرية وشككت فيها وزارة الصحة. مامون حميدة دائم السخرية من الصحفيين وهو كثير ما يصفهم بالجهل في التداول الاعلامي للمسائل الطبية. معمل طبي وفي مستشفى حكومي مهمته «فحص» العينات وليس تقديم «توقعات» لحالة الطقس يقع في مثل هذا الخطأ «القاتل». نخشى ان تكون معاملنا الطبيبة محتاجة الى ان تعرف ان انثى الانوفليس ناقل فقط للملاريا. وان الملاريا نفسها تنقلها «انثى». معاملنا الطبية فيها الكثير من الاشكاليات لأنك اذا فحصت الدم في يوم واحد في عدد من المعامل الطبية، سوف تخرج بنتائج مختلفة في نسبة الدم بل هنالك اختلافات سوف تخرج بها حتى في نوع الفصيلة. لا ادري كيف سيصبح الحال عندما تنتقل المستشفيات الى الاطراف؟ اذا كانت وهي في المركز تحدث هذه الفوضى كيف يكون الحال في الاطراف؟. البروفسيور مامون حميدة «انتوا محتاجين ان تعتذروا لانثى الانوفليس فقد طعنتم في شرفها». اما «الابنة» الشريفة التي كانت ضحية لهذا الخطأ فلا يجدي الاعتذار لها فقد فقدت حياتها، ولا مجزي لها غير الله سبحانه وتعالى. «2» الفاتح جبرا تناول امس بسخريته المعهودة تصريح معتمد محلية الخرطوم عمر نمر في المحطة الوسطى مع «طلال مدثر» بقناة الشروق عندما قال نمر : « إن الخرطوم نظيفة جداً ولكن المواطن يراها وسخانة لأن عيونه وسخانة». لم اكن اتخيل ان كل هذه الاوساخ المكومة على الطرقات ومياه الصرف الضاربة والاكياس العالقة في الاجواء هي في «عيوننا» فقط. حتى تأخر «عربة النفايات» وعدم حضورها للاحياء اتضح ان ذلك ليس حقيقة فعيوننا هى التى لا ترى عربات النفايات... وهى التي تتخلف عن مشاهدة عربات النفايات بسبب امطار الخريف. العيون السودانية التي قيل فيها «عينيك فيها علم الطب» «وعيونك ديل عيون اهلي» «واجمل عيون عندك يا اجمل الحلوين» «ويا حبيبي الدنيا ما احلاها جميلة وحلوة في عينيك او بين ايديك» - «وبريدك وفي انتظار عينيك كملت الصبر كله» يقول عنها عمر نمر إنها عيون «وسخانة». عليه اذا ذهب اي شخص الى طبيب العيون فان اول ما سوف يسأله عنه الطبيب وهو يضع المنظار على عيون المريض «آخر مرة جاتكم فيه عربية النفايات متين؟». «3» رحل آخر فرسان اللغة العربية وأعظم الذين روّضوا حروف اللغة نحواً وبلاغة. كان الأستاذ «محمد الواثق» الذي رحل أمس الأول بقامته النخلية نحيلاً مهموماً باللغة العربية يلاحق أنشطتها في كل المكتبات والكتب. هو أحد عباقرة لغة «الضاد»، وأشهر أساتذة جامعة الخرطوم في كل عهودها. قبل أن تقدمه شاعريته قدمه للناس حرصه على اللغة العربية. اللهم ارحمه وأغفر له بقدر ما أعطى لهذا الوطن - وبقدر ما كان مهموماً بلغة القرآن الكريم.