أصبح المواطن لا يأمن على روحه وممتلكاته في أي موقع بشمال دارفور، حيث ناشد المواطنون حكومة الولاية عدة مرات ضرورة إيجاد طريقة لحسم الانفلات الأمني بالولاية وردع المتفلتين الذين ظلوا يتفننون في ارتكاب الجرائم البشعة ودخيلة على مجتمع دارفور. وبالرغم من تفعيل قانون الطوارئ وبدأت الأحوال تهدأ، الا انه سرعان ما برزت سرقات السيارات بصورة دورية، آخرها سيارتا الباشمهندس أبو اليمن وسيارة دحر الملاريا التابعة لمحلية الفاشر. ومع ازدياد معدل سرقة السيارات بمدينة الفاشر أوقفت «اليوناميد» حركة سيارتها، إضافة الي قيام مسلحين على متن سيارة لاندكروزر باقتحامهم مبنى سكني تابع لشركة صديق ودعة للطرق والجسور بحي «الصحافة» غرب الفاشر وسرقوا محتوياته إضافة الى سيارة صغيرة، بينما لم يفلحوا في سرقة سيارة ذات دفع رباعي كانت بالمنزل، وبالرغم من إخراجها من المنزل للشارع العام إلا أنها لم تتحرك. وشهدت احياء «الصافية» و «الصحافة» المتاخمة لمقر اليوناميد اللذان يسكنهما عدد كبير من الأجانب عمليات سرقة واختطاف عدد كبير من سيارات البعثة الأممية خلال السنوات الماضية، بالرغم من وجود قوة شرطية خاصة لتأمين المنطقة. وشهدت مدينة الفاشر نشاطاً كثيفاً في مجال سرقة سيارات ذات الدفع الرباعي ولحقت البعثة الأممية بدارفور بالسلطة الإقليمية لدارفور التي فقدت عدداً كبيراً من سياراتها، حيث سحبت البعثة غالبية سيارتها ذات الدفع الرباعي من الموظفين والعسكريين بعد سرقة عدد من السيارات خلال الفترة الماضية، وبات الضباط العسكريون من مختلف الدول المشاركة في قوة الاممالمتحدة بدارفور يتنقلون بالترحيل العام من مقر البعثة والى أماكن سكنهم بأحياء «الصافية» و «الصحافة». اما في معسكر زمزم فقد احرق اكثر من «26» منزلا بمعسكر زمزم جنوبالفاشر صباح الثلاثاء الماضي، الى جانب حرق سوق بحي مهاجرية غرب المعسكر، و «5» طواحين غلال، و «2» قشارة فول، ونادى مشاهدة، وشكاك عيش، وليس هنالك أي بيان رسمي لتوضيح حقائق للرأي العام عن أحداث معسكر زمزم، والبعثة المشتركة أيضا لم تدل بأي بيان، علاوة على السلطة الإقليمية التي لم نشاهد او نشهد لها أي بيان لأي حدث بولايات دارفور، وقال عدد من المواطنين ل «الإنتباهة» ان محلية الفاشر وحاضرتها على وجه الخصوص تحدث فيها حاجات ترعب المواطن، والمسؤولون لا يطمئنون المواطنين او يوضحون أية ملابسات للمواطن، مما يجعل المواطن يصدق كل ما يقال من روايات مختلفة، وأشاروا بذلك لما حدث بحي الزيادية شمال الفاشر الأيام الماضية بعد ان طوقت قوة أمنية كبيرة مدججة بالسلاح حي الزيادية للقبض على احد المطلوبين، مما جعل المواطنين يتخوفون من الوضع، الا ان حكومة المحلية لم تخرج بأي بيان للجمهور، ولم يمر علي هذه الحادثة أيام الا تفاجأ سكان منطقة ام مراحيك بالهجوم على المنطقة لقي فيه شخصان من منسوبي الدفاع الشعبي مصرعهما وجُرح اثنان وفُقد آخران إثر هجوم شنته مجموعة تتبع للحركات المتمردة، تستغل أربع سيارات مسلحة، هاجمت قرية أم مراحيك شمالي حاضرة الولاية الفاشر، وأطلقت النار على نقطة للدفاع الشعبي. وقال معتمد محلية الفاشر عيسى محمد عبد الله، في اتصال هاتفي مع قناة «الشروق» إن المعتدين لاذوا بالفرار، مؤكداً أن هذا الاعتداء سياسة تنتهجها الحركات المسلحة بهدف ترويع الآمنين في القرى والريف. وهذا الحديث الوحيد لمعتمد الفاشر عن هذا الاحداث، وكانت الرئاسة السودانية قد وجهت، في وقت سابق الأجهزة الأمنية والعسكرية بالقيام بواجباتها لبسط هيبة الدولة. وطالبت وزارة الدفاع بترتيب الأوضاع بشمال دارفور، لذا على حكومة الولاية والمحلية علي وجه الخصوص أن تقوم بتبصير المواطنين بالاحداث التي تجري من وقت لآخر حتى تطمئن المواطن البسيط.