مع دخول الألفية الثالثة لم تعد العملية التعليمية تعتمد على ما كانت تعتمد عليه في السابق من حيث توفير الكادر والمقر بالإضافة إلى التدريب.. وذلك أن الانفتاح الذي حدث والتطور التكنولوجي عم البوادي والحضر، والانفجار السكاني الذي بات واضحا والقى بأعباء كبيرة وكثيرة على قيادات التعليم بالدول، خاصة في ما يتعلق بتحسين البيئة التعليمية والمدرسية وإنشاء المدارس الجديدة ومدها بالمعينات اللازمة والكوادر المؤهلة وغيرها من الالتزامات.. إلى ذلك فقد شهدت الولاية الشمالية نهاية الأسبوع المنصرم زيارة وزيرة التربية الاتحادية الدكتورة سعاد عبد الرازق، حيث شهدت الوزيرة ختام مؤتمر قضايا التعليم بجامعة دنقلا، كما وقفت على سير إنشاء المدارس التي يقوم بإنشائها البنك الدولي وذلك بمحليتي مروي والبرقيق، كما شهدت الوزيرة ختام فعاليات اليوم العالمي لتعليم البنات بمدرسة الإنقاذ بدنقلا.. وزيرة التربية الإتحادية أكدت في حديثها أن وزارتها تعكف على عملية النهوض بالعملية التعليمية في كل أصقاع السودان، كما أن الوزارة تولي اهتماماً اكبر لعملية التدريب.. وإلي ذلك فقد أوضحت وزيرة التربية بالشمالية هويدا إبراهيم أن زيارة الوزيرة الاتحادية جاءت بغرض الوقوف والاطمئنان إلى إنشاءات البنك الدولي للمدارس بالولاية الشمالية، وأضافت الوزيرة في حديثها ل «الإنتباهة» أن من ضمن أهداف الزيارة معرفة معيقات العمل في ما يتعلق بإنشاء هذه المدارس وما إذا كانت تسير بنفس الخطة الموضوعة، ولذلك اصطحبت معها المهندس الاستشاري لعملية التشييد الجديدة، مشيرة إلى أن الدكتورة سعاد عبد الرازق شهدت ختام مؤتمر قضايا التعليم بجامعة دنقلا، كما شهدت ختام فعاليات اليوم العالمي لتعليم البنات بدنقلا، وأوضحت هويدا إبراهيم أن زيارة وزيرة التربية الاتحادية لكل من محليتي الدبة والبرقيق جاءت بغرض الوقوف علي الإنشاءات الجديدة للمدارس بالمحليتين، حيث تم اختيار محليتي الدبة والبرقيق للإنشاءات الجديدة من قبل البنك الدولي نسبة للكثافة الطلابية في المدارس بالمحليتين، كما ووقفت الوزيرة على عملية الإنشاءات الجديدة للمدارس عن طريق الدعم الشعبي، مشيرة إلى أن أبرز النتائج التي خرجت بها الولاية من هذه الزيارة هي مواصلة الدعم للمدارس خاصة في عملية الإجلاس وتذليل العقبات. ومن جانبه فقد أوضح معتمد محلية الدبة عصام علي عبد الرحمن، أن محليته تعكف على برامج الارتقاء بالتعليم بالمحلية من جوانب متعددة، وقال معتمد الدبة في حديثه ل «الإنتباهة»: «إننا وضمن هذا البرنامج الذي يهدف إلى الارتقاء بالعملية التعليمية بدأنا ب «المعلم»، حيث تم تعيين حوالى «600» معلم ومعلمة خلال الفترة الماضية، كما أقامت المحلية دورة تدريبية ل «55» معلماً ومعلمة في تخصص مادة اللغة الإنجليزية، بالاضافة إلى تدريب حوالى «78» مدير مدرسة أساس و «78» وكيل مدرسة و «25» من الكوادر الادارية، وذلك عبر شراكة بين المحلية وشركة القبس، كما أقامت المحلية عبر شراكة بينها وبين هيئة تطوير المحلية مؤتمر التعليم الأول الذي قُدم من خلاله عدد من أوراق العمل، وخرجت بعدة توصيات ستصب جميعها في خانة الارتقاء بالعملية التعليمية»، مضيفاً أن من ضمن برامج الارتقاء بالعملية التعليمية مرحله الإنشاءات، وأضاف قائلاً: «تم إنشاء «15» مدرسة أساس وشارك في الإنشاء الجهد الشعبي والبنك الدولي والقوات المسلحة وكذلك رجلا الأعمال طه علي البشير وسليمان الراجحي، وأوضح معتمد الدبة أن المحلية ولأول مرة أدخلت عملية التعليم الخاص نسبة للكثافة السكانية خاصة بالمدينة، وهي حوالى «3» مدارس ستساهم كثيراً في إيجاد فرص عمل للمعاشيين وأصحاب الخبرة في هذا المجال، وأوضح معتمد الدبة أن المحلية تعمل على إنشاء مدارس «تاج الحافظين» وهي مدارس تجمع بين التعليم الأكاديمي وحفظ القران، مشيراً إلى أن زيارة الوزيرة الاتحادية لمحلية الدبة وضعت الحلول لعدد من المشكلات التي منها مواصلة الدعم من قبل البنك الدولي في إنشاء ثلاث مدارس أخرى، موضحاً أن المحلية تقوم وعبر الجهد الشعبي بإنشاء «مركز الشهيد فتحي خليل للتدريب المهني» بجزيرة تنقسي الذي شارف على الاكتمال، ويضم بداخله تخصصي «الهندسة الزراعية والهندسة الالكترونيه»، مشيراً إلى أن جميع هذه البرامج تهدف إلى بناء القدرات والنهوض بتنمية المحلية وخلق بيئة تعليمية جاذبة تساعد على التحصيل الأكاديمي، مشيراً إلى أن المحلية ساهمت في تكريم المائة الأوائل في الشهادة السودانية مع شركه «L.G»، وأضاف معتمد الدبة في ختام حديثه أن التحدي الذي أمامهم هو «عملية تشييد وإقامة مقر دائم ومعهد لتدريب المعلمين بالمحلية». وعموماً يبقى الاهتمام بالعملية التعليمية هو رأس الرمح في عملية النهوض بالمجتمعات، خاصة أن الأزمة المالية التي تمر بها الدول ألقت ظلالها على مكونات هذه العملية، لذلك جاءت مشاركة الدعم الشعبي لهذا القطاع ممثلة في واحد من المشروعات الناجحة التي أنقذت كثيراً من البرامج من الانهيار.