بمناسبة إقامة الندوة الكبرى هذا المساء بقاعة المجلس التشريعي بالخرطوم »البرلمان القديم« حول الدور الكبير الذي كانت تضطلع به المدارس الثانوية سابقاً.. وهي الندوة التي تقام على هامش احتفالات مدرسة عطبرة الثانوية القديمة بعيدها الستين الشهر القادم.. بهذه المناسبة فلماذا لا نتذكر شيئاً عن ما كانت تقوم به مدارس زمان في المجال الرياضي. ربما يفاجأ جيل اليوم إن قلنا له إن في المدارس الثانوية الكبيرة كانت الملاعب ولا أبالغ إن ذكرت أنها أكثر من ملعب وأتذكر في عطبرة الثانوية ملعبين بكامل المواصفات ويقول زملاؤنا من خريجي المدارس الثلاث الكبيرة وادي سيدنا، وحنتوب، وخور طقت إن ملاعبهم كانت أكثر من ذلك.. اضافة لملاعب كرة السلة والطائرة وصالات كرة الطاولة والمضرب ومجالات لممارسة بقية الألعاب الفردية والجماعية. كانت ثانويات زمان تنافس بعضها وتنافس في مدنها فرق الأندية الكبيرة وفرق الكيانات العسكرية التي كانت الأكثر اهتماماً بالرياضة وأظنها لا زالت.. وبمناسبة موسم التسجيلات الحالية فأذكر تماماً حالات خطف اللاعبين الطلاب من المدارس والداخليات بواسطة عربات التاكسي لأن معظم الإداريين كانوا لا يملكون سيارات خاصة.. وكان النشاط الرياضي في المدارس فرصة لإبراز النجوم. اسهمت الدورات المدرسية التي بدأت منتصف السبعينات في عودة الروح للنشاط الرياضي في المدارس الثانوية بعد أن كاد يطويه النسيان.. خاصة في عهود الحكومات التي تسمى بالديمقراطية في الفترات من 1964 - 1969 ثم في الفترة من 1985 - 1989م.. فنلاحظ توقف الدورات المدرسية في هاتين الفترتين ونحمد للإنقاذ اهتمامها واصرارها على قيام الدورات المدرسية.. وحالياً تستعد ولاية سنار لإقامة الدورة الحالية بعد أيام أو أسابيع وأسأل الله لهم التوفيق. نقطة.. نقطة بمناسبة الدورات المدرسية أذكر تماماً تلك التي تقرر قيامها في جوبا.. وكانت الحركة الشعبية تستعد للانفصال ولكنها كانت تظهر حماساً على قيام الدورة.. اذ كانت الحكومة المركزية مكلفة بإعداد الملاعب والصالات ومقرات سكن الوفود والمسارح ونقل الطلاب للجنوب فيما كان على حكومة الجنوب الاعاشة فقط.. وكان المقلب الكبير إذ انتظرت حكومتهم حتى فرغت الخرطوم من كافة التزاماتها وبدأ توافد الطلاب والطالبات لمدن الجنوب وعندها أعلنت حكومة الحركة إلغاء الدورة.. وكان المقلب وعودة الطلاب وإقامة دورة على عجل بالخرطوم. شاركت في الدورة المدرسية الأولى عام 1975م كمعلم ضمن وفد ولاية نهر النيل. ولم أشارك بعد ذلك إلا عام 2005م كمقرر للجنة الاعلامية للدورة التي اقيمت في دنقلا.. وكنت سعيداً بالمشاركة في البلد الذي شهد مسقط رأس والدتي وبلد أخوالي.. وكان الفارق كبيراً ما بين الدورتين فقد صار التنظيم أفضل والمشاركات واسعة وكذلك أضيفت منافسات للأدب والفن وغيرهما. أتمنى أن تحرصوا على متابعة ندوة اليوم مساء في المجلس التشريعي الخاصة بمدارس زمان.. والاستمتاع بحكاوي مجموعة من أهل الكلام والمنطق والذكريات أبرزهم الأساتذة محمد الشيخ مدني والبروفيسور التجاني حسن الأمين والبروفيسور محمد عبدالله الريح والدكتور ابراهيم دقش وطه علي البشير ومصطفى عبادي وآخرون من الذين عاشوا المدارس الثانوية القوية في ذلك الزمن الجميل. تنطلق بعد غد الخميس دورة الخليج لكرة القدم التي بدأت العام 1970م واسهمت في تطور الكرة في هذه المنطقة سأكتب بعد غد عما في الذاكرة عن الوجود السوداني الكبير في دورات الخليج في الادارة والتحكيم والتدريب إن شاء الله.