يبدو أن دعوتنا لتجديد التحرك للاحتفال بالمدرسة الأم عطبرة الثانوية الحكومية قد وجدت هذه المرة الاهتمام من مجموعة كبيرة من كبار خريجي هذه المدرسة العريقة التي تصنف بأنها الثانوية الرابعة في السودان, في إشارة إلى أنها تأسست بعد المدارس الثانوية الثلاث الكبيرة ست الاسم وادي سيدنا وحنتوب وخورطقت، وهذه المرة نأمل ألا يذهب الحماس هدراً وكسلاً كما حدث وضاع علينا الاحتفال باليوبيل الذهبي في عام «2004م». نبعت فكرة الاحتفال بالستينية من مقال سابق شرحت فيه تجاوزنا سنة اليوبيل الذهبي واستبعدت حضور اليوبيل الماسي عام «2029م» لعدد كبير والأعمار بيد اللَّه.. والتجاوب مع الدعوة هو الذي رفع مجموعة للتحرك وعقد اجتماعات تمهيدية في أم المدائن عطبرة وفي العاصمة.. ويبدو أن الاجتماع الأول في عطبرة تمت له الدعوة يوم غدٍ الأحد بدار المالية بحي الفكي مدني جوار دار المعلمين، وربما يكون الاجتماع الثاني الأوسع يوم الأربعاء قبل نهاية هذا الأسبوع بدار الشرطة ببري، ونسأل اللَّه التوفيق. مدرسة عطبرة الثانوية التي كانت الوحيدة في شمال البلاد واستوعبت أعداداً من المميزين من طلاب المدارس الوسطى العريقة فيما كانت تسمى المديرية الشمالية زمان، وتخرج فيها النوابغ الذين زفتهم للسودان في شتى المجالات من جيل الخمسينيات ونذكر منهم البروفيسور أحمد علي قنيف والمرحوم هاشم عثمان وزير الخارجية الأسبق، ومن جيل الستينيات نفخر بأول السودان عام «1966م» الشهيد الدكتور محمود شريف.. والقوائم وصلتنا، وإن شاء اللَّه تكون فرصة لتجديد التعارف وتبادل العناوين والتفاكر في إعادة تأهيل المدرسة التي وصلت إلى حالة يرثى لها. نقطة.. نقطة ذكرت من أبرز خريجي عطبرة الثانوية في الخمسينيات البروفيسور أحمد علي قنيف وأبناء جيله، ومن جيل الستينيات ذكرت الشهيد محمود شريف، وإن كان لا بد من ذكر بعض من جيل السبعينيات فهنالك الشيخ الزبير أحمد الحسن والدكتور أمين حسن عمر والدكتور المعتصم عبد الرحيم، وجيل الثمانينيات كان الأنشط ولديهم رابطة قوية وتواصل، وهذا ما نرجوه لكل الأجيال. اللجنة التي بدأت فكرة الاحتفال بالمدرسة العريقة جمعت أسماء العظماء من نظار المدرسة ومعلميها.. ويقف شامخاً أستاذ الأجيال عبد الرحمن عبد اللَّه.. متعه اللَّه بالصحة وقد اقترب من المائة عام.. ونترحم على عمالقة التعليم في بلادنا أحمد حسن فضل السيد وفريجون وعلي صالح داؤود وإبراهيم ملاسي وأبو القاسم بدري ومحمد عبد المجيد طلسم وونسي محمد خير وعوض فنون رحمهم اللَّه جميعاً.. ورحم من فقدناهم ولم يرد ذكرهم. على ذكر الأستاذ عوض محمد أحمد رحمة الشهير بعوض فنون الذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام، فقد كان أكثر المتحمسين لهذا الاحتفال وعلق على ما كتبته بأننا قد لا نحضر عام «2029م» لإقامة احتفال اليوبيل الماسي، قائلاً بأسلوبه الظريف: «لا لا «2029م» بتاع شنو نحن بعاعيت حتى نعيش.. نسأل اللَّه أن يحيينا للستينية».. وتشاء الأقدار ألا يحضر الستينية التي عمل لها له الرحمة والمغفرة. وبما أننا في مساحة رياضية فيجب أن نذكر الملاعب والصالات التي كانت بعطبرة الثانوية ولم يعد لها حالياً أي وجود، كما أن نجوم الكرة في المدرسة كانوا من أعمدة مواسم التسجيلات لفرق عطبرة ومنتخبها، ومن أبناء جيلنا الأكثر تميزاً في الكرة كان الكابتن الكبير شوقي عبد العزيز والكابتن أحمد موسى وكولا وبابكر سعيد وود العمدة. نحمد لكل من اجتهد وصمد حتى تبقى عطبرة الثانوية دون أن تمتد إليها يد التحول إلى جامعة أو ثكنات عسكرية، كما حدث للعديد من المدارس العريقة التي صارت أثراً بعد عين. وإن شاء اللَّه حماس خريجي المدرسة يعيدها سيرتها الأولى.