حياتنا مليئة بالخيارات، ومجموع خياراتنا هى التي تشكل حياتنا وإلى حد كبير .. محطات كثيرة فى حياتنا نقف فيها أمام مسؤولية اختيار واحد بين متعدد ويصيبنا الارتباك والقلق الى ان ننتهي بأمر عززه البعض ممن حولنا أو حسمته تداعيات الموقف بسبب تخاذلنا وترددنا .. كثيرون منا لا يفضلون ان توضع امامهم خيارات عدة ليختاروا منها.. بل ان تسير الأمور تلقائياً من شىء الى آخر لأنهم لا يحتملون الضغط النفسي ما قبل الاختيار، أو لأنهم لا يثقون فى اختياراتهم. ولكن كيف لك أن تتخذ القرارات الذكية؟ يقول العارفون انه لا بد ان نعرف ماذا نريد بداية وما هدفنا؟ ثم معرفة أولوياتنا عند الاختيار، وبعد ذلك نجمع اكبر قدر من المعلومات التي يمكن أن نتحصل عليها قبل اتخاذ أي قرار، وان نبحث فى الامر من كل جوانبه وامكاناته، وكلما كثرت المعلومات كان اتخاذ القرار أسهل، ولا بد من المقارنة بين الخيارات العديدة من نواحي المزايا والمضار والكلفة والفائدة.. ويختلف الناس فى هذا.. وباعتقادي ان المرأة أكثر حيرة من الرجل عندما يتعلق الأمر باختيار واحد من عدة اشياء امامها او حتى البت فى خيار يواجهها، وهناك من يقف مشدوهاً امام المحلات ولا يدري ماذا يختار حتى يشاهد ما اشترى صاحبه او مرافقه ويفعل مثله ويحسم حيرته.. فهل الاختيار امر نتعلمه منذ الصغر ولديه علاقة وطيدة بالثقة بالنفس والقدرة على تكوين رأي ما؟ ومن رفض الطفل ارتداء ملابس معينة وتفضيله غيرها الى تحديد التوجه الاكاديمي والمهن، ثم الدراسة واختيار شريكة الحياة واسلوب العيش ومكانه والتخصص والعمل وتبديله.. من ابسط القرارات الى أعظمها.. تواجهنا وتواجه البعض اكثر من غيرهم.. ونجدها علامة على تنوع واتساع حياتهم، فكلما ازددنا توغلاً ازدادت خياراتنا وعمنا الحراك.. ونظل ندور مع يومية خياراتنا الصغيرة واجتهادنا فيها وكرم الله تجاهنا وخيار القدر النافذ فينا ليل نهار.