بحمد الله وفضله الملاحظ أن جرائم الاغتصاب أخذت تدريجياً في الهبوط في معدلاتها وأنها لم تعد تشغل المجتمع كما كان ذلك مزعجاً قبل الانفصال... وربما ذلك للازدحام الكبير الذي كان السودان يعاني منه فترة... حيث حضر للسودان أشكال مختلفة من الناس أجانب وسودانيون ولكنهم تربوا على عادات تختلف عن عاداتنا وسلوك مختلف تماماً عن سلوكنا... الآن الحمد لله الوضع هادئ ولا غبار عليه. إذا لاحظ الانسان الفرق بين ما كان عليه السودان حينها واليوم يعلم جيداً أن هناك جهوداً مبذولة كما هو الشأن في جرائم اللواط. تذكرت ذلك وأنا أطلع على خبر «مفرح» أن تبرئ اليوناميد منطقة تابت من تهمة اغتصاب بناتها بمنطقة الوحدة الادارية بشمال دارفور... مؤكدة أنها لم تجد أي دليل على ذلك وهذا له انعكاساته الطيبة الكثيرة أن السودان يظلم كثيراً دون وجه حق... وفي كثير لا يعتذر له وبالطبع ولاية شمال دارفور تمثل جزءاً عزيزاً من الوطن السودان... لكن سرعان ما تتكشف الحقيقة كما حدث في مثل هذه الحالة. بالله عليكم من الذي يلهث وراء إلصاق التهم بالسودان؟.. وأحياناً تكون هناك جرائم زنا تمت بالرضا ولكن حين الاختلاف بين الطرفين تظهر للسطح على أنها جريمة اغتصاب. ومنذ زمن بعيد كنا لا نسمع كثيراً بجرائم اغتصاب البنات لكنا نسمع بجرائم اغتصاب الذكور... هكذا كنا نعرف كلمة اغتصاب وهذه الجرائم كانت تحدث من الشذوذ الجنسي وهي ضد طبيعة البشر كانت موجودة وربما حتى اليوم لكنها ليست بالصورة الواضحة وعندما أقول جريمة اغتصاب لا أعني بها جرائم اللواط... والعياذ بالله... لأن الفرق بينهما الشِدّة والغِلظة والعنف ولم يكن الرضا متوفراً في الاغتصاب. قد يكون البعض لم ينتبه للخبر وربما مر عليه مرور الكرام... لكنه لا يمر عندي دون أن أشيد ببراءة أهل هذه المنطقة وتقرير كهذا بالمناسبة لا يستهان به لأن هذا يبرئ ساحة دولة كاملة. والتقرير الذي يجب أن نقف عنده طويلاً أنه أوضح جلياً أنه لا توجد أي حالة اغتصاب تحديداً في المنطقة موضوع النفي والتبرئة. الشيء الذي زاد إعجابي مطالبة حكومة ولاية شمال دارفور بالإعتذار الرسمي للدولة ممثلة في ولاية شمال دارفور، حتى يكون بمثابة خلو طرف من اتهاماتهم التي لا تتوقف دون وجه حق. لكن لا أستبعد أن بعض الجهات أحياناً حين ترى أن السودان قد استقرت حالته الأمنية والسياسية لا يعجبهم هذا فيحاولون عكننة الصفاء هذا بمثل هذه الأخبار. التهمة بجريمة الاغتصاب تهمة فظيعة حيث إن غالبية جرائم الاغتصاب تنتهي في الغالب بجرائم القتل تستراً على الجريمة لأن عقوبتها الاجتماعية حسب ضوابط المجتمعات المحافظة قوية لذا تنتهي بمأساة القتل ظناً أنه سيستر الجريمة، وجريمة الاغتصاب التي لا تكتشف في غالبها تعتبر جريمة زنا يكون قاسمها المشترك بين الطرفين الرغبة والرضا لكن جريمة الاغتصاب تكون بدافع سلوك شيطاني طابعه العنف وهو من طرف واحد يكون الطرف الآخر غير راغب في السلوك أصلاً... لذا تحدث المقاومة وتسمى بجريمة اغتصاب بمعنى غصباً عن رغبة الشخص. وهي كما قلنا أي جريمة الاغتصاب لا تخرج عن كونها تحقيق رغبة جنسية من طرف آخر دون رغبته عنفاً وقوة وقهراً وتخويفاً. ضحايا جرائم الاغتصاب عموماً هم الأطفال باعتبار أن المجرمين يظنون أنهم بامكاناتهم تحقيق رغبتهم الدنيئة فيهم دون أن يكونوا على درجة من النضج... لكن الأسرة هي التي تكتشف هذه الجريمة بملاحظتها على الطفل أو الطفلة في حركته وسكناته وهدوئه المفاجئ وكسر خاطره فتبدأ تبحث لمعرفة الحقيقة فتتضح لاحقاً... لذا يسعى المجرمون بالتخلص من جريمتهم بالقتل لكتمان السر نهائياً متناسين أن الله هو الكاشف لكل ضلالة ولو بعد حين. وهنا يأتي دور الأسرة الكبير من حيث المتابعة والمراقبة والملاحظة على سلوك أبنائهم وأطفالهم وعمل كل التحوطات التي تحول بينهم وبين أن يقعوا ضحية لمجرمي جرائم الاغتصاب حين تغيب عقولهم ويندمون بعد أن ينفذوا جريمتهم هذه. ما يهم في كل الأمر أن شمال دارفور والسودان براءة، مبروك والحمد لله وربما يكفينا شر البلاوي.