في يقيني أن جماهير الحزب سعدت وتشرفت بالمبادرة الكريمة التي بادرت بها مجموعة من قيادات مركزية الحزب بكل من الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل للاستعداد للعمل لتكريم الأستاذ المحامي والمناضل الجسور سيد أحمد الحسين وبمجرد سماعي للمبادرة وجدت قلمي طاوعني بسخاء نحو الكتابة وكيف لا وهو الذي أزكى الكفاح الوطني ضد الحكم الشمولي في جميع المراحل وظلت داره مفتوحة للجميع، لعقد الاجتماعات واللقاءات العلنية والسرية سواء كان موجوداً أو كان خارج البلاد بالرغم من القيود والمراقبة والمحاذير. عرفنا أستاذنا محامياً أدهش كل الناس بما كان يطرحه من الحجج القوية والبراهين الساطعة فاشتهر بقوة العزيمة وإرادة فولاذية قوية وبالرأي السديد والأمانة والإخلاص فأحبه كل الناس وأنزلوه في وجدانهم منزلة الاحترام والتقدير لدفاعه عن الضعفاء والمساكين فضلاً عن دوره المتأصل في الدفاع عن مناضلي الحركة الوطنية وخاصة القيادات النقابية بالسكة حديد عطبرة أثناء فترات حكم الأنظمة الشمولية وكسب القضايا وإثبات البراءة لهم كذلك عرفناه كسياسي ضليع بمواقفه الجبارة ضد الحكم الشمولي عند إصدارها القوانين الاستثنائية وتعطيل مواد الدستور المتعلقة بالحريات والحقوق الأساسية كاشفاً ومعرياً مدى التغول على الحريات الأساسية أو الهيمنة على استقلال القضاء أو على العمل النقابي وخلافه وبدون شك كانت مواقفه الوطنية وسلوكه العام ومعارضته لكل أشكال وأساليب الطغيان أثبتت بأنه وطني بكل معاني الوطنية ومؤمن بمعانيها ومجمل القول أنه صاحب رسالة أدارها بطريقته رافضاً التعاون والمناصب الوزارية المغرية التي عرضت عليه تاركاً قيماً وأفكاراً سيبقى أثرها في وجدان الأجيال القادمة وسيظل ذلك موضع مفخرة واحترام. عرفناه في الحزب الاتحادي الديمقراطي وهو قيادي وناشط وقطب وأمين عام للحزب وهو من تيار الإصلاح والمؤسسية وهو صاحب إنجازات كبيرة وتاريخية ويكفي أنه كان المنظر والمهندس والمخطط لاتفاقية الميرغني/ قرنق وظل كأمين عام ينادي بضرورة العمل المؤسس القائم على عنصر الكفاءة والقدرة والخبرة بعيداً عن أشكال الوصايا والهيمنة وعلى توطين الديمقراطية ممارسة قولاً وعملاً وحفظ للحزب مكانته في الساحة السياسية طوال تقلده لمنصب الأمين العام وظل محافظاً للحزب صوناً له من الاندثار ومنعاً له من التآكل ولكن بكل أسف بعد انعقاد مؤتمر المرجعيات بالقاهرة ظهرت مجموعة جعلت وظيفة الأمين العام وظيفة هامشية وتشريفية عطلت فعاليتها ومهامها وجعلت من نفسها دعوة لإحياء الموتى الذين فاتهم شرف النضال ولازوا بالفرار أو الهروب للخارج ولازوا بالصمت ووقفوا على السياج إبان عهد الإنقاذ الأول متفرجين على المناضلين بالداخل وأصبح الحزب يعيش عبر مؤسسات ضعيفة شاخت في مواقفها ونأمل ونناشد السيد رئيس الحزب أن يجعل من هذه المناسبة الطيبة بداية لإجماع وطني لجمع الشمل وتوحيد الكلمة والآليات ونبذ أسباب الفرقة والخلاف متناسين وناسين أي خلافات أو حساسيات أفرزتها بعض المراحل لدعم مسيرة الحزب وإعلاء راياته والحفاظ على مبادئه حتى يقوم بدوره المتعاظم بقيادة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن توضع قاعدة للحوار حول كافة القضايا الخلافية لأن الوضع الراهن لجد هام وخطير ومعقد وهش وهنالك عوامل داخلية وخارجية تجعل واجبات هذه المرحلة بالانتقال إلى الشفافية والالتزام بالديمقراطية والحوار المتكافئ لكسب التأييد الجماهيري والمجتمع الدولي والإقليمي والعربي والإفريقي ولن يتأتى ذلك إلا بالتسامح وتصافي القلوب لكل القيادات والنخب سواء أن كانت بالحكومة أو المعارضة أو الأحزاب نابذين الخلافات لوضع خارطة طريق وذلك لخير مصلحة البلاد حيث نذير الأخطار والمخاطر يحيط بها من كل جانب وباب. سائلين اللَّه أن يسدد الخطى ويوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد. والسلام عليكم ورحمة اللَّه تعالى وبركاته.. * حقوقي وعضو المكتب التنفيذي للحزب بمركزية الخرطوم رئيس هيئة نقابية فرعية بالسكة الحديد سابقاً