موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    نهب أكثر من 45 الف جوال سماد بمشروع الجزيرة    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    ابتسامات البرهان والمبعوث الروسي .. ما القصة؟    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشهيد الشفيع احمد الشيخ في الليلة الظلماء يفتقد البدر
نشر في الراكوبة يوم 30 - 07 - 2013

" فى الليلة الظلماء يفتقد البدر" : الشفيع أحمد الشيخ
صديق الزيلعى
تمر علينا هذه الايام الذكرى ال42 لتعذيب واغتيال الشفيع احمد الشيخ احد ابرز القادة النقابيين السودانيين. وافضل احتفاء بالحياة الزاخرة بجلائل الاعمال التى عاشها الشفيع هو ابراز مواقفه واسهاماته وكتاباته وجعلها نبراسا نهتدى به فى سعينا نحو تحقيق التحول الديمقراطى فى بلادنا وهو هذف نبيل كرس الشفيع كل حياته لتحقيقه. وحياة الشفيع ذات اهمية خاصة للاجيال الجديدة التى تفتحت على الوعى فى ظل الانقاذ ولم تتعرف على التجربة السياسية والنقابية السودانية. خاصة وان تلك الاجيال ، الصاعدة فى مدارج النضال الوطنى، تسعى لبناء منظماتها الخاصة. وندعوا ان تبنى على ما حققته الاجيال السابقة يمحصون تجربتها بعين ناقدة ليحافظوا على ايجابياتها ويتخطوا سلبياتها.
ساهم الشفيع فى انشاء هيئة شئون عمال السكة الحديد فى عام 1947 وتصدى لقيادة نقابة عمال السكة الحديد منذ ذلك الحين وساهم بفعالية فى انشاء اتحاد عام نقابات عمال السودان فى 1950 وتقلد منصب سكرتيره العام حتى اغتياله فى 1971. وكان اول عامل سودانى يتبوأ منصب الوزارة بصفته النقابية حيث انتخبته مجالس ادارات نقابات العمال ليكون وزيرا ممثلا للعمال فى وزارة اكتوبر الاولى. واشتهر خلال نشاطه النقابى بسعة الافق النقابى والجراة فى احقاق الحق والقدرة الفذة على التنظيم والروح الديمقراطى فى تفهم الرأى الاخر والتسامح مع التنوع مما ادى لتعايش تيارات فكرية متعددة فى العمل النقابى تتصارع بمبدئية عن طريق طرح برامج انتخابية ولكنها ، فى النهاية، تتمسك بوحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابى وتعمل فى اطار الشعار المشهور والذى ساهم الشفيع فى صياغته والتبشير به: " النقابة للجميع ولكل حزبه".
لم يقتصر نشاط الشفيع على السودان وانما شارك بفعالية فى الحركة النقابية الاقليمية و العالمية. وساهم فى تاسيس اتحاد العمال العرب وكان صوتا بارزا وسط النقابات الافريقية والعالمية مما اهله ليتبوأ مناصب قيادية فى اتحاد النقابات العالمى. لذلك ، لم يكن غريبا، كمية الاحتجاجات التى وصلت لسلطة نميرى من كافة ارجاء المعمورة تدين وتستنكر تعذيب واغتيال هذا القائد النقابى الفريد. كما قادت النقابات الاوربية حملت لمقاطعة السفن السودانية التى ترسو فى الموانئ الاوربية وقاد اتحاد النقابات العالمية حملة تضامن مع عمال وشعب السودان واصدر كتابا خاصا عن حياة الشفيع ترجم لعدة لغات ووزع على نطاق واسع.
وحقا " فى الليلة الظلماء يفتقد البدر" وقد تكرر خلال السنوات الماضية التساؤل المشروع: اين الحركة النقابية من قضية الديمقراطية؟ لماذا قعدت الحركة التى قادت ثورة اكتوبر وانتفاضة ابريل عن دورها الطليعى؟ لن اجاوب على هذه التساولات الان ولكن سافرد لها مقالا خاصا. ولكن قراءة سريعة فى حياة الشفيع تعطى القارئ فرصة ليقارن بين كيف كانت الحركة تحت قيادة الشفيع وواقعها الراهن ليعرف بعض العوامل التى اقعدت بها. ونقول بان اعادة الحركة النقابية لسيرتها الاولى يستلزم جهود شاقة و كبيرة: فكرية وتنظيمية ودراسة عميقة للواقع. ونعتقد ان احد مستلزمات ذلك الحراك هو دراسة التجربة النقابية السابقة، ليس بغرض استنساخها حرفيا ولكن بهدف دراسة اساليب العمل ومناهج الادارة وطرق تدريب الكوادر وكيفية تقديم المطالب والمرونة فى التفاوض حولها والحزم عند اللزوم لاستحقاق الحق. وان يتم كل ذلك بعقل ناقد متفتح على الجديد وغير منكفئ على القديم. عقل يستوعب المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى حدثت فى بلادنا وقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر.
ما ننشره اليوم هو مساهمة متواضعة للتعريف بجهد الشفيع وجيله وياتى ذلك فى اطار السعى لجعل تجربة الماضى متاحة للاجيال الجديدة. وسوف ننشر بعض وثائق الفترة الاولى لانشاء الحركة النقابية وهى مجرد نماذج لوثائق تلك الفترة والتى تميزت بمواجهات قوية مع الدولة الاستعمارية واشهرها هو اضراب ال33 يوم الذى اجبر الدولة الاستعمارية على التراجع والاعتراف بالهيئة كممثل شرعى للعمال. وسنحاول فى المرات القادمة نشر بعض وثائق الفترات الاخرى. ففى تلك الفترة ارتبط نضال العمال المطلبى لتحسين اوضاعهم بالنضال الوطنى ضد الاستعمار. وفى تعليق للشفيع بان المخدم هو الدولة الاستعمارية التى تستغل العمال وهكذا نيل الحقوق يستدعى ربط النضال الاقتصادى بالنضال السياسى الوطنى.
ونود ان نشير الى بعض الملاحظات السريعة حول هذه البيانات التى لن تفوت على فطنة القارى:
(1) الشجاعة والجرأة فى مواجهة الحاكم العام والسكرتير الادارى عندما كانت ا لدولة الاستعمارية فى اوج قوتها وعندما كانت بعض الفئات تخاطبهما بخادمكم المطيع.
(2) الارتباط الوثيق بين قيادة النقابة وقواعدها حيث تخاطب القيادة القواعد بشكل مستمر ومنتظم لاطلاعها على كل ما يدور مما رسخ العمل النقابى وسط العمال وزاد من وعيهم وتفهمهم لكافة القضايا النقابية وثبت قواعد الديمقراطية النقابية
(3) قبول قيادة نقابة عمال السكة الحديد برأى الاجتماع رغم انه مخالف لرايها رغم انها النقابة الاقدم والاقوى والاكبر والاكثر تنظيما مما يشكل نموذجا لارقى اشكال الديمقراطية النقابية
(4) الموقف الوطنى الداعم لطلاب مدرسة خورطقت الثانوية عندما قصل الاستعمار المئات من الطلاب. وهى سنة حميدة واصلتها الحركة النقابية عندما دعمت اضراب البوليس واضرابات المزارعين والمعلمين.
(5) هذه البيانات هى حصيلة اسبوعين من النشاط النقابى مما يعطينا فكرة عن حجم وثائق الحركة النقابية ولكن ، ويا ويلى من لكن، ضاع ودمر اغلبها بغعل فاعل ( ساتعرض له فى مقال منفصل):
البيانات:
نقابة عمال السكة الحديد بعطبرة – مجلس الادارة الاعلى
أيها الزملاء: لا شك ان مشكلة الطلبة وتشريدهم لم تعد مشكلة تخص الطلبة وحدهم ولكنها فى الواقع اصبحت مشكلة تهدد هذا النذر الحقير من التعليم الذى تحصلت عليه البلاد بفضل كفاح شعبها المناضل مدى خمسين عامل من الذل والعبودية. وان سياسة التشريد التى اتبعتها المعارف مع ابنائنا الطلبة مما ادى للقذف بهم بالمئات خارج دور العلم وهم فى مثل هذه السن المبكرة. لا شك انها سياسة خطيرة جدا ستؤدى حتما لكوارث اخلاقية بهؤلاء الابناء، علاوة ما فى ذلك من تحد مشين للشعب السودانى المتعطش لتعليم ابنائه التواق لنور المعرفة والتقدم. ان سياسة التشريد لا شك انها سياسة صارمة لا تخدم غرضا ولاتحقق استقرارا ولكنها سياسة املتها روح الدكتاتورية وفكرة ناتجة عن عقلية لا تفكر بواقع شعبنا وظروفه القاسية. بيد اننا نعود ونتساءل ما الذى يراد بابنائنا الطلبة؟ أهو الاستقرار فى حياتهم المدرسية ام الاذلال والاضطهاد لتحطيم روحهم المعنوية؟ ان كانت الاولى فهل يظنون انهم يبلغون الاستقرار المنشود بسياسة فاشلة تقوم على الاحتقار والتنكيل والتشريد ام تراهم يظنون انهم ينقذون مستقبل التعليم من الفوضى المزعومة بتشريد المئات من الطلبة واغلاق مدارس باكملها بجرة من قلم؟
ان على المعارف ان تتخلى عن سياستها الفاشلة وتقلع عن نظرتها العدوانية نحو الطلبة ومستقبلهم لانها تعلم قبل غيرها ان الاستقرار المنشود لا يمكن ان يتم على انقاض حريات الطلبة وتجاهل مطالبهم وبدون تهيئة الجوء التربوى الصالح الذى دعائمه الاحترام والثقة المتبادلة بين الطلبة والمدرسين.
أيها الزملاء: ان الموتمر العمالى كهيئة شعبية لها وزنها الاجتماعى فى البلاد لا يمكنه ان يغمض عينيه عن هذه الهازل التى ترتكب فى وضح النهار لان مشكلة تشريد الطلبة لهى امر خطير للغاية لا يمكن السكوت عليه. واذا كانت المعارف تجد لها سندا فى الجمعية التشريعية و الحكومة فى تصرفاتها، فما احرى العمال بحماية الطلبة وهم أبناؤهم. بل قد يكون هذا الطالب المشرد أبن لعامل مشرد.
ان ابناؤنا الطلبة يقفون اليوم وحدهم فى خط النار الاول لا دفاعا عن انفسهم فحسب بل دفاعا عن مستقبل التعليم باكمله . وهم فى موقفهم هذا انما يواجهون قوة متحدة لا قدرة لهم على مقاومتها دون مساعدة فعالة من الطبقة العاملة السودانية بطلة الكفاح فى اى شكل من اشكاله. فلا غرابة ان شعر المؤتمر العمالى بهذا الواجب المقدس واعلن عن عزمه فى خوض المعركة جنبا الى جنب مع الطلبة الذبن كانوا وما زالوا اول المؤيدين لكفاح العمال فى جميع اطواره. ولهذا رأى المؤتمر العمالى فى جلسته بتاريخ 19 الجارى ان يعلن الاضراب العام لمدة ثلاثة ايام ابتداء من السبت 27/11/1950 أى بعد فترة انذار سبعة ايام لتعيد المعارف النظر فى موقفها وارجاع الطلبة المفصولين الى مدارسهم ووضع حد لحالة القلق على مستقبل التعليم فى هذه البلاد بفعل هذه الاجراءات الشاذة.
20/11/1950 مكتب سكرتارية نقابة عمال السكة الحديد بعطبرة
نقابة عمال السكة الحديد السودانية بعطبرة – مجلس الادارة الاعلى
السواقين والعطشجية
ان الظروف القاسية التى يؤدى فيها السواقين والعطشجية اعمالهم المرهقة والمعاملة الشاذة التى يعاملون بها من جانب المصلحة مما جعل حياتهم تتسم بعدم الاستقرار فى كل اطوارها. كل ذلك يجعلنا ان نولى مشكلتهم اهمية قصوى ونناضل بكل عزمنا لرد حقوقهم اليهم. ان مشكلة السواقين والعطشجية الخاصة بساعات العمل انما هى مشكلة مزمنة طالما ابدينا استعدادنا لعلاجها سلميا عن طريق المكاتبات والاجتماعات المشتركة. ولكن لقد اتضح الينا جليا ان المصلحة عازمة عن انصافهم متزرعة بحجج واهية لا تستند الى المنطق بحال من الاحوال. واليكم المشكلة:
لقد سبق ان حددت ساعات العمل للسواقين والعطشجية ب 180 ساعة فى الشهر وقد سرى مفعول هذا التحديد فعلا فى فترة معينة من الزمن فصار كل من السواقين والعطشجية يعمل 180 ساعة وما زاد على ذلك فى بحر الشهر يحسب لهم راحة. واستمر العمل على هذا الحال الى ان جاءت ظروف السيل فصدر اعلان من مكتب المرمة يحث السواقين والعطشجية لمواصلة العمل دون اخذ راحات على ان يحسب لهم ما زاد عن 180 ساعة عملا اضافيا يأخذون عليه اجرا. فيما بعد مدة السيل وكم كانت دهشتنا عندما وصل الى مجلس الادارة خطابا بتاريخ 8/7 من العام الماضى ان ساعات عمل السواقين والعطشجية ستحدد بين 185/195 ساعة فى الشهر. وقد كان هذا بمثابة التملص من تلك الالتزامات واذا بجميع الوعود التى بذلت لم تكن سوى تضليل. واخيرا قرر المدير العام ان تكون ساعات عمل السواقين 190 ساعة فى الشهر وبهذا القرار المجحف يكون متوسط مافقده السواق او العطشجى اجر 50 ساعة من مجموع ساعات العمل فى المدة المنصرمة. هذا علاوة على ان ال 190 ساعة فى عمل مرهق كهذا الذى يؤديه السواق والعطشجى شئ لا يمكن تصوره. ونحن نؤكد انه اذا تمادت المصلحة فى طريقها هذا سوف تدفعنا دفعا لاتخاذ مواقف ايجابية هى المسئولة عن كل نتائجها.
العطشجية ونقل الدوات: نشير الى نشرتنا السابقة فيما يخص مشكلة العطشجية والقرار القاضى بامتناعهم عن حمل الادوات التى هى عمل ليس من اختصاصهم وذلكم ابتداء من يوم 28/11/1950 الجارى وبناء عليه قد استدعى مكتب العمل السكرتير ومساعده واعلنهما شفويا بان المصلحة تنوى ايقاف العطشجية عن العمل رغم ان المدة التى اعطيت انذارا لهذا الاضراب عن حمل الادوات كانت 15 يوما.
اننا نؤكد ان هذا الاجراء الذى تنوى المصلحة اتخاذه ليس له ما يبرره على الاطلاق.
وهكذا يتضح لنا فى كل يوم بما لا يدع مجالا للشك فى حقيقة النوايا السيئة التى تكنها المصلحة وكيف انها تسعى لتعقيد المشاكل وخلق مضاعفات لها فى الوقت الذى كان فى امكانها حل المشكلة من اساسها دون ان يكلفها ذلك سوى قليل من التبصر
27/11/1950 مخلصكم الشفيع احمد الشيخ السكرتير العام
نقابة عمال السكة الحديد السودانية بعطبرة
نشرة مركزية
طلب اعتذار
وصل الى نقابة عمال السكة الحديد خطاب من السكرتير الادارى لحكومة السودان يطلب فيه من مجلس الادارة ان يقدم اعتذارا بنفسه الى مدير عام السكة الحديد فى مكتبه نسبة للقرار القاضى بالاضراب لمدة ثلاثة ايام الذى اجل لاعطاء الفرصة للوساطة الكريمة التى تدخلت لحل النزاع. ولا شك ان المراد من هذا الاعتذار هو دك صرح هذه النقابة وتعريض كرامة اعضائها للامتهان ليسلس قيادتهم ويمشوا فى ركاب الذل والهوان.
ان نقابة عمال السكة الحديد من القوة بمكان ولذلك فهى عازمة على قبول هذا التحدى وتؤكد للسكرتير الادارى أنه لا توجد قوة على الارض ترغمها على الخضوع والنزول الى هذا الدرك السحيق الذى ارادته لها الحكومة. ان الطبقة العاملة اذ تتحرك فهى كالمارد الجبار تنفض عنه غبار الكسل والخمول وهى كالبركان تحرق كل من يمسها بضرر. اننا العمال سوف نضحى بكل ما لدينا فى سبيل مصالحنا وصيانة كرامتنا وليست هنالك قوة فوق الارض تستطيع ان تحول بيننا وبين اهدافنا.
العطشجية
زملائى: استمعتم بالامس من محطة الاذاعة الى ذلك البيان الذى اذاعه مدير مكتب العمل والذى جاء فيه ان نقابة عمال السكة الحديد رفضت الاجتماع به لحل المشكلة الناجمة عن امتناع العطشجية عن حمل الادوات. اننا نؤكد ان هذا الذى جاء على لسان مدير مكتب العمل لا اساس له من الصحة وكنا نربأ برجل مسئول ان يلجأ لمثل هذا التلفيق المنافى للحقائق. والحقيقة ان مدير مكتب العمل الذى ادعى انه حضر بالطائرة لحل مشكلة العطشجية لم يتصل على الاطلاق بالنقابة بل ولم يطلب منها كتابة برغبته هذه. وكل ما هناك ان ضابط العمل للسكة الحديد طلب السكرتير العام ومساعده واخطرهما بان مدير مكتب سوف يحضر لعطبرة وسوف يكون مستعدا لمقابلة اى احد يرغب فى مقابلته فهل تريد مقابلته فرد السكرتير بالنفى واردف قائلا اذا كان لمدير العمل اى رغبة فى مقابلتنا فليذكر لنا ذلك. وعلى اثر هذه المحادثة الشفوية ارسل ضابط العمل صورة الخطاب التالى:
" حضرة رئيس نقابة عمال السكة الحديد
سيدى العزيز سيكون مدير العمل المستر ساندرسون بعطبرة بتاريخ 28 الجارى وسيكون مستعدا لمقابلة اى أحد يريد مقابلته. سيكون حضوره فى عطبرة الساعة 10/10
المخلص جرمان عن المدير العام "
ان هذا الخطاب وحده كفيل بان يفضح ذلك الادعاء القائل بان مدير العمل حضر لعلاج مشكلة العطشجية بالطائرة والا ما المانع ان يرسل مدير مكتب العمل خطابا يهذا المعنى. اننا نرى ان مثل هذا الخطاب الذى ارسله ضابط العمل يصلح ان يكون اعلان عام حتى يطلع عليه كل من يريد مقابلة مدير العمل. وان نقابة السكة الحديد مع الاسف ليست مكانا للاعلانات العامة. بل اننا نؤكد ان مدير العمل لو طلب منا الاجتماع لحل مشكلة العطشجية لما وجد منا سوى القبول.
وختاما اننا نذكر زملائنا العمال بان لا يقيموا وزنا لذلك الهراء والتضليل الذى ترسله محطة الاذاعة الحكومية فى هذه الايام لان مهمتها هى اضعاف موقف العمال حتى ولو كان ذلك بالتلفيق.
29/11/1950 مخلصكم الشفيع أحمد الشيخ السكرتير العام
نقابة عمال السكة الحديد السودانية بعطبرة
نشرة مركزية
اجتمع المؤتمر العمالى فى جلسة فوق العادة للبت فى الخطاب الذى بعثه السكرتير الادارى لحكومة السودان لاتحاد نقابات العمال يطلب فيه حسب رغبة المجلس التنفيذى سحب قرار الاضراب زد على ذلك ان يسير اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد فى موكب لتقديم اعتذارهم للحاكم العام فى سرايته. لقد قرر المؤتمر العمالى فى تلك الجلسة سحب قرار الاضراب كما قرر عدم الاعتذار لان فى ذلك اذلال للعمال وللشعب السودانى باسره. ولعله من الجدير بالذكر ان ممثلى نقابة عمال السكة الحديد قد عارضوا الجزء الاول من القرار ورغم ذلك فقد حاز على موافقة اغلبية النقابات المشتركة وبذلك اصبح قرارا ملزما نحترمه رغم اختلاف وجهات النظر. هذا ونحن ننتظر تقريرا من الاتحاد واخرا من ممثلينا حتى نستطيع ان نقدم عرضا وافيا موضحين كل العوامل والاعتبارات التى ترتب عليها اتخاذ هذا القرار.
النقابات والاعتذار:
اوضحنا فى نشرتنا الماضية ذلك الخطاب المقدم من سكرتير ادارى حكومة السودان لجميع النقابات يطلب فيه من كل نقابة ان تقدم اعتذارها وتسحب اعلان الاضراب الذى اعلنته محليا لمدير المصلحة التى تنتمى اليها كل نقابة. ولما كان قرار الاضراب معلنا بواسطة اتحاد نقابات العمال فقد تقرر ان تمتنع النقابات عن الرد والاكتفاء بما ارسله الاتحاد العام ممثل النقابات فى هذا الصدد. اما موضوع الاعتذار فهذا اصبح امر مفروغ منه وبعد ان انتهت مدة الانذار دون ان تقدم نقابة واحدة بارتكاب مثل هذه الحماقة.
ان الغريب فى كل هذا هو ان يطلب منا هذا الطلب فى وقت تجيش فيه نفوس العمال بمعنى واحد: لقد صبرنا كثيرا ولن نصبر بعد اليوم ولقد تحملنا كثيرا ولن نتحمل بعد اليوم ، لقد عملنا ما يربو على نصف قرن من الزمن فى اسوا الظروف تحت اقسى انواع الشروط والكبت والارهاب لقد واجهنا من يملك قوة المال وقوة السلاح ويملك جهازا منظما يستغله لمص دمائنا وتشريدنا وارهابنا فنظمنا انفسنا للصراع فكانت معارك دامية وكانت مصادمات فخرجنا منها دائما ظافرين منتصرين. فان لم يكن بشئ فبالخبرة والعظة والكرامة. فما الذى يريدوه منا اليوم؟ أهو الاعتذار؟ الم يكفهم اننا اصبحنا مسرحا تمثل فيه ابشع المواقف التى تشابه اكثر العهود تاخرا حتى يلاحقونا فى اعز مانملك ولا نملك سواه وهو عزتنا وكرامتنا ؟ هل تعرف اننا قوة لا يستهان بها؟ السنا الذين تعتمد عليهم الحكومة فى تسيير اعمالها الاساسية فنحن الذين نسير لها القطارات فى انحاء السودان ونحن الذين نسير البواخر فى فروع النيل ونحن الذين نمد البلاد بالاضاءة ونحن الذين نعمل بين نار المسبك والمصهر تحت وهج الشمس فننتج الملايين لجهاز لا يطعمنا القوت ولا يعطينا الملبس ولا يصرف عنا غائلة الجوع والمرض وفوق ذلك يريدون منا ان نعتذر عن شئ لم نرتكبه بل ارتكبوه فى حقنا وتشريد ابنائنا واغلاق معاهدنا!
انهم طلبوا المستحيل فارادوا منا الاعتذار ولكننا لم نعتذر لاننا لن نعتذر
2/12/1950 مخلصكم الشفيع احمد الشيخ السكرتير العام
النسخة الاصلية لواحد من البيانات اعلاه :
نقابة عمال السكة الحديد السودانية بعطبرة
نشرة مركزية
استدعى البوليس فى مسء الخميس اعضاء مجلس الادارة المتواجدين بعطبرة وفتح معهم محضر تحقيق على اساس القضية التى رفعتها ضدهم ادارة السكة الحديد بصفتهم الشخصية عن النشرة التى اصدرها مجلس ادارة النقابة بتاريخ 2/12/1950 فيما يختص بموضوع رفض الاعتذار. ولما كانت التهمة موجهة اليهم بصفتهم الشخصية فقد رفض اعضاء المجلس الالاء باى رأى لان النشرة المقصودة صدرت من مجلس الادارة لنقابة عمال السكة الحديد وليست منهم كافراد عاديين.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تلغراف
الشفيع احمد الشيخ السكة الحديد عطبرة
" ارسلت برقية فى اشهر الماضى لصاحب السعادة الحاكم العام بالنص التالى:
" ان الحقوق العامة للحريات التى كفلتها كل القوانين الدولية وخاصة حقوق الانسان التى اقرتها هيئة الامم المتحدة لتجعلنا نحن العمال نحذر سلطتكم التى تسمى بالتشريعية من اتخاذ اى خطوة اجرامية لكبت الحريات اكثر من الان. وان العمال اتخذوا قرارات فى غاية من الخطورة والاهمية فى اجتماع المؤتمر العمالى العام. واعدوا عدتهم لمواجهة كل الظروف التى يعيش فيها الشعب السودانى من ارهاق ووارهاب ويحذرونكم وكل السلطات الخاضعة للحكم الثنائى من اقرار قانون الطوارئ المقدم لجمعيتكم التشريعية والا فانهم مستعدون لاتخاذ خطوات ايجابية حاسمة للحيلولة دون هذه المؤامرة."
وفى 4 ديسمبر قررت الجمعية الاتى: " ان تكون لجنة مختارة للنظر فيما اذا كانت نصوص البرقية التى ارسلها مؤتمر عمال السودان بتاريخ 20 نوفمبر الى معالى الحاكم العام عن موضوع مشروع قانون تعديل قانون دفاع السودان تحتوى على اخلال بامتيازات هذه الجمعية. وان كان الامر كذلك ان توصى الجمعية بنوع الاجراءات التى تتخذ." هذا ويظهر انكم كنتم احد المسئولين عن ارسال هذه البرقية. وقبل ان تقدم اللجنة تقريرها للجمعية بناء على التعليمات الصادرة لها رأت ان تتيح لكم فرصة سماع ماتريد ان تدلى به امامها. ستجتمع اللجنة مرة اخرى فى الساعة التاسعة من صباح يوم الاحد الموافق 10 ديسمبر لتعطيكم فرصة الحضور امامها او تقديم اجابة مكتوبة للنظر فيها فى ذلك الاجتماع. وارجوا ان تتفضلوا بافادتى قبل هذا التاريخ عما اذا كنت ترغب فى الحضور واذا كنت تحتاج الى اى معاونة تمكنك من السفر او ترى ان الوقت غير كاف ليمكنك من تحضير ما تريد ان تدلى به مع ابداء الاسباب للجنة المختارة للنظر فيها. وقد كتبت خطابات مشابهة لهذا الى كل من عبد اللطيف ابوبكر ومحمد السيد سلام والحاج زيدان" (التشريعى)
وصلت البرقية عاليه للسكرتير وقيل انها بصفته الشخصية ايضا. ولما كنا لا نؤمن بتجاهل الجهات المختصة المسئولة وحصر الاتهام فى اشخاص معينين راينا من اللازم احاتكم بصورة البرقية لتكونوا على علم بما يحاك ويدبر فى الخفاء. وقد رد السكرتير على اللجنة المختارة بعدم استعداده للحضور لان الموضوع اولا واخيرا من اختصاص لجنة الاتحاد العام لنقابات السودان.
9/12/1950 مخلصكم الشفيع احمد الشيخ السكرتير العام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.