نواصل اليوم ما انقطع من حديث عن مفهوم معتصم محمود للمهنية في مجال الصحافة والتي تعتبر في نظره إجادة للاساءة والشتائم والاستخفاف بالآخرين والتشكيك في أمانة الناس وشرفهم وأخلاقهم كما انه يعتقد ان معيار المهنية يقاس بما يتقاضاه الصحفي من مرتب وهو منطق يعكس الخواء الفكري لصحفي تجاوزت خبرته في المجالين السياسي والرياضي اكثر من 30 عاماً، ذلك لأن كاتباً صحفياً واعداً مثل أكرم حماد يتقاضى مرتباً معقولاً يتفوق على صحافيين يتقاضون أضعاف أضعاف مرتبه بشجاعة الرأي وقوة المنطق وسلاسة الأسلوب وجزالة المفردة والدفاع المستميت عن الحق والحقيقة ودون اي مجاملة أو مهادنة من اجل مصلحة او مكاسب ذاتية وهو أنموذج يؤكد الخلل في مفهوم بعض رؤساء التحرير الذين يمنحون مرتبات كبيرة للصحفي الذي يجيد الهجوم والتهاتر وإثارة المشاكل، وليس للصحفي الجاد والمحترم والموضوعي في زمن صحافة العصبية والتطرف التي تعتبر واحدة من اهم اسباب أزمة الكرة وتراجعها المتواصل والمستمر والذي كانت آخر نتائجه هزيمة المنتخب على أرضه ووسط جماهيره ليخرج من التصفيات الافريقية وهو يجرجر أذيال الخيبة والفشل التي لم تحرك ساكن الجهاز الفني أو الاتحاد العام لتقديم استقالاتهم اعترافاً بفشلهم الذريع في تحقيق اي نتائج ايجابية على مستوى الاندية والمنتخب الذي اصبح ملطشة لدول لا تملك امكانياتنا وخبراتنا وتاريخنا الذي اصبح أثراً بعد عين في ظل هزائم مذلة ومخجلة لم تتوقف منذ ما يقارب الخمسة عقود سوى بعض الومضات التي نعيش على إشراقها كلما ادلهمت بنا الأمور وقادتنا الى اجترار ماضي ذهبي صنعته الاجيال المتعاقبة بالجهد والعرق والفنيات واضعناه بمشاكلنا وخلافاتنا وصراعاتنا التي فجرتها وأشعلتها صحافة العصبية والمصالح..! معتصم محمود لو كان يملك ذرة من الاحساس بما يسببه للناس من جرح للمشاعر ونزيف بالدواخل باساءاته الشخصية لتوقف عن الكتابة واعتكف بمنزله يطلب العفو والغفران من المئات الذين ندموا على اليوم الذي دخلوا فيه المجال الرياضي ولم يجدوا فيه غير الشتائم والجحود والنكران.. فهل المهنية المفترى عليها والتي يتحدث عنها معتصم محمود هي محاربة ومعاداة نجم في قامة ومكانة وتاريخ هيثم مصطفى الذي أعطى ناديه بلا حدود, وأسعد الملايين من جماهيره بقيادة الفريق للانتصارات والإنجازات ليكون جزاءه تحريض معتصم للبرير لشطبه والذي افقد الهلال نصف قوته في خلق الفرص للمهاجمين لاحراز الأهداف ولم يكتف معتصم بشطب هيثم بل ظل يلاحقه بالهجوم والإساءات والاكاذيب حتى لا يعود للهلال الذي لو عاش معتصم والمجلس الذي اتخذ اسوأ قرار في تاريخ النادي مئات السنين فلن يقدموا واحداً على مليون مما قدمه هيثم الذي سيظل باقياً في قلوب الجماهير رغم محاولات الكيد والعداء وممارسة الأحقاد التي ستعطيه مزيداً من الاحترام والتقدير وسط عشاق الأزرق الذين يدركون ان القائد ما كان من الممكن ان يترك الهلال حتى لو وزنوه ذهباً لولا الذين أبعدوه خوفاً من شخصيته وسطوته ورفضه لأي تقصير أو مساس باللاعبين الذين كان يتبني قضاياهم ويعمل على حل مشاكلهم من ماله الخاص اذا لم يتوفر المال بالنادي.. وكما قال الشاعر: ما حطموك يا هيثم وإنما بك حطموا من ذا يحطم رفرف الجوزاء وهل المهنية التي يتمشدق بها معتصم كذباً وافتراء هي الهجوم على طه علي البشير رئيس مجلس ادارة شركة «الشرف» وتحميله مسؤولية ما ينشر في الصحيفة من اخبار هلالية يعتبرها حامي حمى المجلس معارضة للكاردينال ومعادية للهلال رغم علمه التام ان رئيس مجلس اية ادارة شركة ناشرة لا علاقة له بما ينشر ولا يتدخل في هذا الأمر الذي هو مسؤولية رئيس التحرير الذي يشرف على العمل ويقوم بتكليف المحررين ومراجعة المواد والقيام بعملية الحذف او التعديل واجازة المادة او حجبها من النشر بناء على تقديره والذي هو غير مطالب بتبريره لأي صحفي او كاتب عمود فهذه هي مهام وصلاحيات رئيس التحرير التي لا تستطيع اي جهة التدخل فيها إلا من خلال محاسبة مجلس الإدارة له على مستوى الاداء او الخروج على السياسة التحريرية للصحيفة.. أما المهنية التي يلوي معتصم عنقها لتصفية حساباته مع طه علي البشير فهي نوع من البلطجة الصحفية التي تحتاج لمن يوقفها عند حدها بعد ان تجاوزت كل الحدود واصبحت تشكل خطراً حقيقياً على الصحافة والرياضة اللتين فقدتا الكثير من قيمهما وأخلاقياتهما بسبب حملات الاساءة والتجريح التي أصبحت هي القاعدة والأساس، بينما أصبحت الموضوعية والجدية والمسؤولية هي الاستثناء في عمل يقوم أساساً على أمانة القلم وشرف الكلمة. واعتقد أن طه علي البشير له الف حق في الابتعاد والنأى بنفسه على النادي الذي أحبه ونذر حياته لخدمة وحمله على أكتافه أكثر من ثلاثة عقود بسبب حملات الهجوم والشتائم والأكاذيب التي كما قلت لم تجد من يوقفها، فابتعدت القيادات حفاظاً على سمعتها وكرامتها من الإهانة والأذى النفسي..