كنت ضيفاً مساء أمس الأول فى برنامج «صحافة على الهواء» الذي يقدمه الزميل الأستاذ عبد المولى الصديق في الإذاعة الرياضية كان موضوع الحلقة عن «التهرب الضريبي للاعبين المحليين والأجانب والمدربين». فرض الضرائب على قطاع منتج وعاملين بهذا القطاع أمر طبيعي ولا يثير ضجة ولكن تكثر التساؤلات والاسئلة حين يتعلق الأمر بفئة ما تمتنع بطريقة أو بأخرى عن دفع الاستحقاقات الضريبية، مما يعد هذا الأمر مخالفة صريحة للقوانين الخاصة بالدخل الشخصي والتهرب الضريبي ويدخل في باب الخيانة الوطنية. اعتادت المؤسسات الرياضية، الأندية والاتحادات إعفاء اللاعبين والأجهزة الفنية من خضوعها لقانون الضرائب، فاللاعب أو المدرب ومساعدوه ومديرو الكرة كلهم لا يدفعون الضرائب المفروضة وحسب نسبة الدخل. قبل سنوات قليلة انتبه ديوان الضرائب لهذا الأمر وفرض على الاتحاد العام أن يزوده بعقودات اللاعبين التي تتضمن قيمة التعاقد حتى يستطيع احتساب قيمة الضريبة وفق الدخل الشخصي، ولكن اصطدم الديوان بأن المبالغ التي ترد في العقود تختلف عن المبالغ التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة. إن ما تمارسه الأندية في العقودات يعتبر تهرباً ضريبياً واضحاً يستحق المحاسبة لكل الأطراف المخدم واللاعب والاتحاد. عدد كبير من المدربين واللاعبين الأجانب عند الاتفاق معهم يطلبون عدم خصم الضرائب منهم، وفي سبيل الظفر بخدمات اللاعب ترضخ الندية لمطالبهم، فمثلاً مدرب الهلال غارزيتو جاء في عقدة بأن راتبه«خمسون الف دولار شهرياً» خاليا من الضرائب، مما يعني أن يتحمل النادي ضريبة الدخل الشهري عن المدرب. الضريبة مال عام ولا تتحمل التلاعب أو التهرب، ولكن مسؤولي الأندية لا يأبهون لها ولا يعيرونها كبير اهتمام ، كما أن ديوان الضرائب لا يقوم بمهامه على أكمل وجه من خلال توعية اللاعبين والإدارات في المؤسسات الرياضية المختلفة. الأمر لا يقتصر على لاعبي الكرة فقط، وإنما على اللاعبين في جميع المناشط الأخرى، فهنالك لاعبون في مناشط أخرى أيضا يتقاضون أموالاً وحوافز ومرتبات ولا تصلهم أيادي الضرائب. مؤسف أن تجد لاعبا أو مدربا أو إداريا يتحدث عن النقص وتردي الخدمات التي تقدمها الدولة وهو في نفس الوقت لا يقوم بواجبه في دفع ما عليه من ضرائب، أي أنه يريد أن يستمتع بالخدمات والحقوق ولا يريد أن يقوم بواجبه كمواطن صالح بدفع ما عليه من استحقاقات ضريبية يذهب صرفها لهذا الخدمات التي يستمتع بها المواطن والأجنبي. في العالم كله الدولة لا تتهاون في الضرائب ويعتبر التهرب الضريبي من الجرائم الكبرى، والقوانين في التهرب الضريبي رادعة على كل إنسان، صغر حجم دخله أو كبر، سياسياً كان أو رياضياً رئيس جمهورية أو ماسح أحذية. قال أحدهم بأن المواطن الأوروبي يتفاخر بدفعه للضرائب وبعض منا يتفاخر بالتهرب من الضرائب، وهذا خلل في التربية في والثقافة ويجب أن تكون هنالك توعية للمواطن في هذا الأمر منذ صغره. آخر الكلم أعتقد أن الأستاذ عبد المولى قد رمى حجراً في البركة الساكنة التي أتمنى أن تنال الاهتمام من النقاش الجاد والوصول لكيفية دفع الأندية واللاعبين للالتزام بدفع ما عليهم من استحقاقات ضريبية.