هنالك الكثير من العبارات البراقة التي ظلت تعبر الأذان دونما يكون وجود واضح وملموس على ارض الواقع، فقد أضحت عبارات تتبارى فيها الأحزاب من باب الكسب السياسي ليس إلا على الرغم من قناعتهم بأهميتها في الحراك المجتمعي وإحداث التغيير الايجابي المنشود .... ولعل من ابرز تلك الشعارات مقولة الاهتمام بالشباب وإشراك الشباب وتمكين الشباب وغيرها من المفردات التي تعظم أمر الشباب والذي لا يحتاج إلى مزايدات فدور الشباب في عمليات التغيير على مر الأزمات والحقب بين وظاهر للعيان إلا أن ظل يتردد كعبارات وشعارات حتى تاريخ قريب وظلت الإدارات والمؤسسات التي تعمل في مجال الشباب من أكثر الإدارات ركوداً والشاهد على ذلك وزارة الشباب والرياضية التي قلما تجد تنافساً من الأحزاب في عمليات توزيع الحقب والمهام وتحضرني هنا مقولة احد بلدياتنا حين سئل عن قريبه الذي اسندت اليه مهام وزارة الشباب والرياضية قال لهم «وزارة بتاع لعب» ليس ملاماً على هذا فقد كانت الذهنية السائدة للنخب السياسية آنذاك غير مدركة لدور الشباب ... إلا انه وعقب المتغيرات التي شهدتها المنطقة وثورة الربيع العربي التي أحدثت تغييرات لأنظمة دامت لعقود والتي كانت شرارتها ووقودها ومفجروها الشباب أدركت أهمية دور تلك الشريحة الفاعلة فعمدت إلى زيادة الاهتمام بهم وافراد مساحات اكبر لهم وإشراكهم في العديد من المجالات ولعل ابرز ملامح هذا الاهتمام التغيير الأخير للسلطة على مستوى المركز والولاية والذي ينم عن جدية في إشراك الشباب وإنزالهم في مكانتهم الريادية. والواقع الذي نلمسه بولاية كسلا من حراك شبابي فاعل يؤكد أن هذه الشريحة في جعبتها الكثير والكثير فقد ظلت الإدارة العامة للشباب والرياضية في حركة دائبة تعمل بين أوساط شباب الولاية ومحلياتها في صمت دونما إعلام يذكر ولعل مشروع الشباب يقود الذي ينفذ حالياً في ولايتين من ولايات السودان«كسلا غرب دارفور» يعد من المبادرات الناجحة والتي بدأت تتضح معالمها وتنزل شعار المشروع قيادة ومناصرة وتمكيناً وتنمية وان لم يكتمل بعد وذلك لان فترة المشروع تستمر لمدة 10142015م بناءً على ما أوضحه مدير إدارة الشباب الأستاذ احمد حامد سعيد أن مشروع الشباب يقود يأتي بالشراكة مع منظمة اليونيسيف وبدعم من الوكالة الكندية للتنمية (cida) ينفذ في الولاية بمحليتي كسلا وريفي أروما وبشركاء من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بالإضافة للرعاية الاجتماعية... وأشار حامد إلى انه تم تأهيل «3» مراكز للشباب بجانب تدريب الشباب والعاملين معهم والمجتمع المحيط بالمراكز الشبابية إلى جانب العديد من البرامج والأنشطة المصاحبة مبيناً أن المشروع عمل على دعم الخطة الخمسية للولاية المتعلقة ببرامج الشباب من خلال تطوير اللوائح والنظم للمراكز والمؤسسات والتنظيمات الشبابية كما أكد مدير إدارة الشباب أن المشروع عمل في مجال دعم السياسات الصديقة للشباب واليافعين عبر برامج متخصصة في رفع قدرات المؤسسية لإدارة الشباب وتناقل الخبرات والتجارب بين الولاية والمحليات فضلاً عن برامج الخدمات الصديقة للشباب واليافعين وذلك بإقامة الدورات التدريبية وتحريك المجتمع حيث تم تدريب أكثر من «500» شاب وشابة فضلاً عن دعم ما يربو عن «10» مبادرات شبابية في مجال تنمية المجتمع ... كما أكد مدير إدارة الشباب إن المشروع يعمل على تمكين الشباب على ممارسة انشتطهم بالإضافة إلى عمل تكوين وتطوير جمعيات بيئية تعمل على التشجير وإصحاح البيئة بجانب عمل المشروع في مجال التعليم وفرص العمل للشباب واليافعين خارج المدارس فقد تم فتح مراكز وفصول لمحو الأمية حتى بلغت «80» مركزاً وتم تدريب عدد «160» معلماً على المنهج البديل كما عمل المشروع على مسح سوق العمل بالولاية ودراسة الحاجة الفعلية وعلى ضوء ذلك تم تنظيم دورات متخصصة في التدريب المهني للشباب.