دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاخير فينا ان لم نقلها.. ويا سيادتو الخلق ضايقي
نشر في الوطن يوم 27 - 10 - 2014

نسمع ونقرأ ونشاهد عبر وسائل الإعلام أن كل دول العالم تهتم وتركز على الشباب، لأنهم يمثلون المستقبل ، ولأنهم أصحاب القدرة والطاقات على البناء والتغيير وبمبادرات الشباب يتم إنجاز الكثير من المشروعات ، ومن واقع تجاربي مع العمل الشبابي أقول إنه في فترة تولي الأحزاب لادارة البلاد في السنوات الماضية كان العمل الشبابي مكبلا بالكثير من القيود وكانت بعض الأحزاب لا تهتم بكياناتها الشبابية ، ولذلك لم يكن لشباب الأحزاب دور في الحياة العامة، وبعد الإنقاذ كانت الخطب السياسية تنادي بتمكين الشباب وإتاحة الفرصة لهم في المواقع السياسية والتشريعية والتنفيذية، ولكن رغم كل تلك النداءات ظل اسهام الشباب في مجال العمل الطوعي ضعيفاً.
وأخونا محمد أحمد قال أكبر دليل على ذلك إننا افتقدنا دور الشباب بعد موسم الأمطار الناجح لأننا كنا نتوقع دورهم في استصلاح الأراضي وتوسيع الرقعة الزراعية المطرية، وكانت فرصة لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل، وتخيلوا أن محصول السمسم والذي يعتبر من محاصيل الصادر التي توفر النقد الأجنبي يواجه مشكلة نقص الأيدي العاملة لدرجة أن إحدى الولايات منحت التلاميذ عشرة أيام عطلة للمشاركة في حصاد السمسم، وفي واحدة من الإذاعات استمعت لشكوى عدد من المزارعين بمنطقة القضارف، وقد ذكروا أنهم دفعوا الملايين لاستلام حاصدات، ولكنهم قبضوا الريح مما دفعهم لفتح بلاغات في مواجهة الجهة التي وعدتهم بتوفير الحاصدات.
وكنت أرجو أن تتضافر كل الجهود لإنجاح موسم الحصاد وأن يكون للشباب الدور الأبرز ، ونحن نعلم أن الأيدي العاملة و التي اعتادت أن تشارك في عمليات الحصاد قد تناقصت بعد إنفصال الجنوب وبعد الزحف نحو مناطق التعدين والبحث عن الذهب، والوافدون وجدوها فرصة ليتعززوا ولكن الخبر الأكيد أن الإنتاج من كل المحاصيل سيكون وفيراً وأرجو أن أنقل بعض التجارب العملية التي عايشتها عند ما عملت مديراً سابقاً للشباب في ولاية الخرطوم وخلال تلك الفترة لاحظت أن أحزاباً تعد على أصابع اليد هي التي كانت تهتم بالشباب وكان اسهامهم واضح في المناشط الثقافية والإجتماعية ، وأذكر من بين تلك التنظيمات الشبابية التي كانت في الساحة اتحاد الشباب السوداني والذي كان يعتبر من أقوى وأنشط التنظيمات وكان يقوم بتنفيذ البرامج والمناشط المتنوعة، وقد أسهم في تفعيل دور المجتمع واتحاد الشباب السوداني الذي عرف بانه يحسب على الحزب الشيوعي السوداني كان يحتل عدداً من المقاعد في العديد من المنظمات الشبابية العالمية وكان يشارك باسم الشباب السوداني في المهرجانات واللقاءات العالمية.
أما شباب حزب البعث فبالرغم من قلة أنصاره إلا أنه كان ينفذ العديد من البرامج وكانت له قدرات كبيرة على الحركة غطت له نقصه العددي، أما شباب البناء ورائدات النهضة فهي كيانات شبابية محسوبة على الجبهة القومية الإسلامية وكانت تتمتع بقدرة كبيرة على الحركة شملت كل أنحاء السودان وبعد امطار وسيول العام 1988، وبعد أن تأثرت العديد من المنازل والمرافق الحكومية بآثار الأمطار وبعد انقطاع عدد من الطرق الرئيسية وتصاعد الخوف من تفشي الأوبئة والأمراض والحشرات الناقلة للملاريا وضح أن الأمر يستدعى تدخل الجهات الرسمية الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، ومن بين تلك المنظمات ظهرت في الساحة منظمة شباب البناء والتي حرصت على الإستفادة من الفرص المتاحة لتنمية قدرات شباب المنظمة، وقد استطاعت منظمة شباب البناء أن تفعل دور المجتمع لمجابهة أخطار الكارثة وقد نجحت المنظمة في تكثيف حملات التحصين ضد السحائي وتمكنت من توفير أعداد كبيرة من الأطباء وكميات من الأمصال واللقاحات وتمكنت المنظمة من توفير عدد مقدر من القوى البشرية والآليات وفي مجال العمل الإجتماعي عملت منظمة شباب البناء على الترويج لزواج الزهراء والذي عقد الكثير من الزيجات الناجحة ومنظمة شباب البناء استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات بفضل القيادة التي كانت تتولى أمر المنظمة في ذلك الوقت والمتمثلة في الدكتور محمد المهدي مندور المهدي رئيس المنظمة والشيخ علي عبدالله يعقوب رئيس مجلس أمناء المنظمة واستطاعت منظمة شباب البناء أن تبني لها قواعد داخل الجامعات والمعاهد وأن يكون لها تأثير في الشارع العام، أما في فترة النميري وخلال عهد مايو فقد كان الإهتمام كبير بتنظيمات ثورة مايو مثل الطلائع والرواد والشباب، وقد كانت مايو تركز كثيراً على وزرة الشباب والرياضة حتى أعتبرت من الوزارات المميزة التي يتولى أمرها وزراء من العيار الثقيل من أمثال الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر رحمة الله عليه وكانت الوزارة تحظى بميزانية كبيرة يصرف منها بسخاء على مناشط التنظيمات. ومن أهم البرامج التي كانت تهتم بها وزارة الشباب والرياضة في ذلك الوقت المعسكرات الصيفية والتي كانت تقام في مزرعة عثمان صالح بالباقير أو في منطقة الجيلي وبفضل الدعم والإهتمام والمتابعة ، استطاع الشباب أن يقوم ببناء العديد من بيوت الشباب في معظم الولايات، وأذكر منها بيت الشباب في مليط وبيت الشباب في حلفا وبيت الشباب في كسلا وبيت الشباب في مدني، وعندما تذكر معسكرات الشباب يشار لادارة المعسكرات التي كانت تمثل فريقاً منسجماً برئاسة الأستاذ عبدالله الجاك والذي استطاع بان يوفر لادارة المعسكرات كل الإحتياجات الضرورية من معينات عمل ومعدات وعربات وكادر بشري، وفي عهد مايو يذكر الاهالي مزرعة الكشافة في أم دوم لأنها كانت عبارة عن حقل لتدريب الشباب وبالفعل تم إختيار مجموعة من الشباب الذين مارسوا العمل في المزرعة لينقلوا تجاربهم لمشروع الرهد في بداية عهده ورواد سوق الخضار بالخرطوم يذكرون مزرعة أم دوم بكل خير لأنها كانت تغرق زنك الخضار بالخرطوم بكميات وفيرة من الخضروات والبيض.
ومن الايجابيات التي تحسب لصالح وزارة الشباب والرياضة عملية تشغيل الشباب في مشاريع السكر ليعملوا في سكب القصب، وكنت أشاهد المئات من الشباب وهم يحملون حقائبهم مداخل الوزارة استعداداً للتوجه لمصانع السكر للعمل الموسمي وفي منحى آخر كانت وزارة الشباب تعمل على تفويج الشباب للمشاركة في جنى القطن أو حصاد الذرة وأذكر تجربة رائدة لجنى القطن تمت في منطقة المسلمية، وأشرف عليها الوكيل الأول طه محمد طه، وقام بتوفير كمية من الكاسات وكور القدم لتحفيز الفرق المشاركة في منافسة اللقيط والتي كانت تحسب فيها النقاط بعدد القفف التي تجمع وهي معبأ بالقطن وكان العمل ينطلق من مركز شباب المسلمية.
وياسيادتو الخلق ضايقى ومحصول السمسم يتعرض لنقص الأيدي العاملة وأخونا محمد أحمد يتساءل أين شباب المؤتمر الوطني وأين شباب الأحزاب المشاركة في الحكومة العريضة ؟ وأين التربية الوطنية ولماذا لم تدفع الشباب للتسابق نحو حماية الإنتاج والمشاركة في الحصاد والأهالي يتساءلون أين الدبابين وأين الدفاع الشعبي والخدمة الوطنية وهل كلهم ينتظرون اليوم الأسود؟ وأخونا محمد أحمد الأغبش يقول وأين الشباب الذي كان يملأ ساحات الفداء ألم يعلموا بأن الاطعام من الجوع أسبقية على الأمن من الخوف والشباب الذين كانوا يقودون الدبابات وقت الحرب ألا يعتقدون أن التركتور والمحرات والسلوكة فيها أجر إذا تم استخدامها لتأمين الطعام وأن المرء يدخل الجنة بشق تمرة..
وياسيادتو لماذا لا تتكون كتائب لتوفير القوت بدلا عن تكليف الشباب بزراعة عدد من الأشجار في غير مواضعها لقضاء فترة الخدمة الوطنية.. وياسيادة عبدالقادر محمد زين أرجو مراجعة دور الخدمة الوطنية وتوظيف الشباب لأداء الخدمة الوطنية الجد التي تلبي احتياجات البلاد، وما فائدة الخدمة الوطنية إذا كان محصولنا النقدي الذي يوفر العلاج والغذاء معرض للاهدار بسبب نقص الأيدس العاملة والشباب يقضي فترة الخدمة الوطنية في مجالات لا تمثل أسبقية..؟؟
وياسيادتو الخلق ضايقى والبعض لا زال يمارس الأعمال الإنصرافية ويظهر في المناسبات للتهليل والهتاف والناس محتاجة للانتاج وجوال البصل ضرب في الخمسمائة جنيه واخونا محمد احمد قال والله قبل أكثر من عشر سنوات استمعت لعدد من الشباب من اهل الوجعة كانوا يتكلمون عن مشروع لتشييد سد بسواعد الشباب يحمي منطقة شرق النيل من السيول، ويحمل اسم الشهيد الزبير محمد صالح وقال شوفوا بعض الشباب بفكر كيف في حماية الأرواح والممتلكات وفي نفس الوقت بيفكر في الإستفادة من حصاد المياه في تشغيل الشباب في الزراعة وليت وزارة الشباب والرياضة اليوم تستيقظ وتحرك الشباب نحو الإنتاج لأن الخلق ضايقي ومن المفارقات التي قابلتني أثناء عملي في مجال الشباب أن بعض المسؤولين وبالرغم من درجاتهم العلمية إلا انهم كانوا من النوع المحبط، وقد يظن البعض بان أفقهم ضيق وأذكر واقعة بعينها حدثت عندما ذهبت لوزير يحمل درجة الدكتوراة ويتولى وزارة سيادية وعرضت عليه فكرة سفر الشباب للمشاركة في حصاد الذرة في منطقة القدمبلية وكانت اجابة سيادته المتعجلة معقول الشباب حيقبل يأكل الكجيك ولمن لا يعرفون الكجيك فهو السمك الناشف؟
وربما يكون سيادة الوزير الدكتور قد اعتقد باننا نعمل لتخريج شباب سيحترف عمليات الحصاد ولم يخطر بذهنه أن فترة المشاركة في الحصاد قصيرة وهي عبارة عن حصة عملية في التربية الوطنية وليس بالضرورة أن يأكل فيها الشباب الكجيك ويمكن أن يقدم لهم العدس أو الفول أو البوش وتلك الوقفة تشير إلى أن بعض المسؤولين يمثلون أكبر عقبة أمام العمل الشبابي وثل هؤلاء هم الذين يحرمون الشباب من اكتساب الخبرات وبعض القيادات يعتبر العمل الشبابي نوع من الرف فلا يمنحه أسبقية في الصرف..
وياسياتو أن نظرة التهميش للعمل الشبابي قد تبدو في طريقة اختيار وزراء الشباب ومن اي عيار لان الوزير احياناً قد يكون ضمن موازنات يعني الصورة أقرب للقرعة ووزارة الشباب تعتبر من وزارات الدرجة التاسعة بعد وزارات المالية والداخلية والدفاع واخيراً ظهرت وزارة النفط..
وياسياتو إذا كانت الحكومة وحزب المؤتمر الوطني يعتبرون الشباب أسبقية بالجد فعليهم أن يضعوا في وزارة الشباب والرياضة وزيراً من العيار الثقيل تكون كلمته مسموعة وطلباته مستجابة، وفي عهد مايو كان العاملين في وزارة الشباب يعتبروا أنفسهم من النوع السوبر والواحد منهم يفتخر بانه موظف في وزارة الشباب والرياضة، وفي عهد مايو تميزت الوزارة وتولى أمرها الرائد زين العابدين وكان يعاونه البروف علي شمو كوزير دولة والأستاذ أحمد عبد الحليم وكيلا للوزارة والأستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن مديراً للشباب ومن المشروعات التي لا تنسى في عهد مايو مشروع مكافحة الزحف الصحراوي في وادي البشيري بدارفور والذي شارك فيه الشباب من الدول العربية، وفي عهد مايو شارك الشباب في مشروع تسمين الماشية جنوب الخرطوم، كما شاركوا في تشييد مركز شباب أورتشي وشاركوا في حملة محاربة الفأر في ولاية الجزيرة، وفي معسكر دولي بالخرطوم قام الشباب بتشييد عنبر الحوادث بمركز صحي المايقوما وتواصل الإهتمام والتركيز على وزارة الشباب والرياضة بعد انتفاضة 1985 حيث أقيم مهرجان الشباب العربي الأول في العام 1987 وشاركت فيه التنظيمات الشبابية من معظم الأحزاب السياسية وبعد 1989 وفي بداية عهد الانقاذ تواصلت نفس روح الحماس والمد الشبابي وتمكنت الوزارة من استقطاب العديد من رموز الفن والمسرح.
وأذكر منهم المسرحي القدير الهادي الصديق والممثل البارع محمد شريف علي ومن الشعراء أذكر الشاب مختار دفع الله والذي شاركنا في رحلة لمصنع عسلاية ووقتها تنبأت للشاب مختار دفع الله بأنه سيكون ذا شأن عظيم بين الشعراء وبالفعل لقد احتل اليوم المكانة التي يستحقها بين كبار الشعراء وفي نفس اتجاه الوزارة لاستقطاب الجهود استطاعت وزارة الشباب أن تستميل إليها المئات من الصناع الحرفيين ليشاركوا في اعادة تأهيل المدارس، وقد كانت قوافل الحرفيين تتحرك بقيادة المقدم يوسف عبد الفتاح «رامبو» وفي العام 1988 أذكر انني اطلقت شعار «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع» وحتى نتمكن من تطبيق الشعار قامت ادارة الشباب بزراعة مطرية في مساحات شاسعة بمنطقة شرق النيل بالقرب من قرى ابو زليق والشيخ عوض الكريم وللوقوف على التجربة تحركت بصات من داخل وزارة الشباب لنقل ممثلين لمنظمة الأغذية للتعرف على جهود الشباب وتجربة العمل الزراعي التي أنجزتها ادارة الشباب بولاية الخرطوم، وقد كان التدشين الفعلي لشعار نأكل مما نزرع في51/9/9891م بمركز شباب السجانة.
ويا سيادتو قد يظن البعض بانني سادن كبير بعد أشادتي بإنجازات الشباب في عهد مايو، ولكن الحقيقة تقول إنني قد فصلت من الخدمة في عهد مايو ثلاث مرات وتمت إعادتي للخدمة في المرة الأخيرة بواسطة أمر لجنة المفصولين التي تكونت بعد الانتفاضة وفي 1990 ذهبت بطوعي واختياري للمعاش وأحمل بعض التجارب التي لا تنسى.
وياسيادتو الخلق ضايقي والشكاوى والبلاغات والعرضحالات التي أكتبها على لسان الأهالي لا تجد الإهتمام ولا يرد عليها ويبدو أنني أنفخ في قربة مقدودة، ولكني اليوم أجد نفسي مضطراً لإعادة شكوى سابقة مضى عليها ما يقارب العام وكانت عن مخالفات في مباني مكاتب إدارة تعليم مرحلة الأساس بمحلية الخرطوم، وكنت قد ذكرت أن الأبواب والشبابيك المستعملة في المباني الجديدة قد تم تصنيعها من مادة أشبه بالصفيح وهي من النوع الذي يستعمل في المباني العشوائية التي يتوقع أصحابها الإزالة في أي وقت وكنت أتوقع عقب إثارة الموضوع أن يتحرك الوجيع للتأكد من صحة المعلومة والقيام بالمحاسبة اللازمة واليوم أضيف بأن أجزاء من الأرضيات قد بدأت تنهار بما عليها من إنترلوك والصورة توضح ذلك وياسيادتو أرجو إرسال تيم من المهندسين لمقارنة ما تم تنفيذه مع كراسة العطاء وأخونا محمد أحمد يقول لا يعقل أن تبدأ مباني في التصدع والإنهيارات وهي لم تكمل عامها الأول والتحقيق والمحاسبة أصبحت مطلب شعبي.
وفي مسك الختام أوجه الرسالة لسعادة المعتمد عمر نمر وأقول إن المعلمين في محلية الخرطوم يعملون فعلا بروح أصحاب الرسالات، وقد وجدتهم في معظم مدارس المحلية وهم يعملون في ظروف قاسية وطاردة ولأن المعلم كاد أن يكون رسولا فإنه يتحمل فوق طاقته في سبيل أداء الرسالة وإنجاح العملية التربوية ومن صور التحمل و الإلتزام بأداء الواجب فقد وجدت الأستاذ كمال نائب مدير تعليم مرحلة الأساس وهو يغرز حقنة السكري بنفسه في ذراعه داخل المكتب حرصاً منه على زمن العمل، وقد كان في المشهد رسالة معبرة عن معاناة المعلمين وفي مدرسة هاشم عابدون بالحلة الجديدة جنوب وجدت مدير المدرسة ومعه الخفير وهم يعملون في خلطة خرصانة لتجهيز أرضية المزيرة لتوفير المياه للتلاميذ ومدرسة هاشم عابدون تعتبر الأسوأ من حيث البيئة المدرسية، وقد وجدت بعض المباني فيها وهي تشبه الخرابة وبالرغم من ذلك وجدت إدارة المدرسة تعمل بكل همة ونشاط ولم يتسرب اليأس أو الأحباط إلى نفوسهم ووجدت عند مدير المدرسة روحاً من الإصرار والحماس وهو يحاول أن يصنع من الفسيخ شربات وأثناء جولتي داخل المدرسة وجدت فصولا متهالكة وفصل ليس به أبواب ولا شبابيك والمدير يسعى لتوفير كمية من الكرتون لحماية تلاميذه من برد الشتاء وأثناء جولتي داخل المدرسة وجدت فصلين خارج الخدمة بسبب سقوفات الإسبستس التي بدأت تنثر مادة من البودرة ويقال إنها مادة مسرطنة..
وياسعادتو إن سقوفات الاسبستس قد تمت إزالتها بأمر الصحة وحتى مصنع الاسبستس في الشجرة قد تم إغلاقه تماماً أما الصرف الصحي داخل المدرسة فهو شبه متعطل وبسبب دخول التانكر لسحب المخالفات من حوض التخمير ظل جانباً من السور الشرقي منهار يعني أن المدرسة مفتوحة على مدار الساعة، ومدير المدرسة الذي بدأت بصماته تظهر كان متفائلا وهو يقول بإذن الله سنغير حال المدرسة وسنجعل منها أنموذجاً للتحدي، ومن الإشراقات في مدرسة هاشم عابدون دخلت الفصل الثامن والذي أعيد تأهيله ليحمل إسم أحد الشهداء وحقيقة لقد أصبح الفصل بدرجة خمسة نجوم ولفت إنتباهي وجود مكتبة مهيأة بصورة ممتازة، وأثناء جولتي داخل المدرسة كان هناك فريق طبي يعمل في الكشف على التلاميذ وخلال تواجدي بالمدرسة وصلت لمدير المدرسة رسالة عبر الهاتف تفيد بأن أسرة الشهيد ستقوم بتأهيل فصل آخر بنفس المواصفات..
ويا سعادة المعتمد أرجو أن تتكرم بزيارة لمدرسة هاشم عابدون للوقوف على الجهد المميز الذي تبذله إدارة المدرسة لتغيير واقع المدرسة بالمتاح وبفضل إستقطاب الجهود والامكانات وأرجو أن تجد مدرسة هاشم عابدون الدعم والمساندة من المحلية لتشجيع الغير ليسلكوا طريق المدير المكافح الذي لا يعرف المستحيل ونداء لخريجي مدرسة هاشم عابدون أن تدافعوا نحو مدرستكم السابقه لتعيدوا لها سيرتها الأولى ولن ننسى أياماً مضت ومدرسة هاشم عابدون تستحق أن تبقى أنموذجاً تقديراً ووفاءً للاستاذ هاشم عابدون حماد رحمة الله عليه فقد تخرج على يديه جيل من القيادات ونحن كزملاء لمعلم الأجيال الراحل هاشم عابدون سنقف مع إدارة المدرسة حتى تتحقق فكرة المدرسة الأنموذج وآخر إشادة بصديقة المدرسة التي قدمت مبرداً جديداً وبوتجاز للمدرسة والعافية درجات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.