سارة إبراهيم عباس يواجه العالم العربي تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي بعد اتساع دائرة الفجوة الغذائية فيه وتزايدها في منتصف التسعينيات، فبعد أن كانت الفجوة الغذائية في العام 1990 حوالي «118» مليار دولار أميركي، ارتفعت في العام 2011 إلى حدود «343» مليار والآن تقدر ب«50» مليار دولار، وبالرغم من الثروة الضخمة في الوطن العربي فإنها لا تفي بالاحتياجات المتزايدة للسكان العرب، ولتضيق هذه الفجوة اطلق رئيس الجمهورية في العام 2013م، مبادرة لتحقيق الامن الغذائي العربي في القمة العربية التنموية بالرياض بالمملكة العربية السعودية وفتح ابواب السودان للاستثمار الزراعي العربي للمساهمة في سد الفجوة الغذائية وتحقيق الامن الغذائي، وتلتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الاكتفاء الذاتي للدول العربية، وفي هذا الاتجاه نظم الاتحاد المهني للمهندسين الزراعيين السودانيين اجتماع المكتب التنفيذي الدورة رقم «79» لاتحاد المهندسين الزارعيين العرب الذي انطلقت فعالياته امس بفندق القراند هوليداي فيلا، وذلك بمشاركة عدد من الدول العربية. ولدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية رهن مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي نجاح مبادرة الأمن الغذائي العربي بتوفير التمويل اللازم، مؤكداً سعي الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار بالبلاد مجدداً التزام الدولة لدعم مبادرة الأمن الغذائي، متعهداً بحل قضايا الاتحاد العام للمهندسين الزراعيين بتوفير المدخلات والتدريب للانتقال من الزراعة التقليدية للاقتصادية. من جانبه شكا وزير الزراعة ابراهيم محمود حامد، من ضعف البنية التحتية للقطاع الزراعي واعتبرها من معوقات الاستثمار فى الزراعة. واتهم دولاً -لم يسمها- باستخدام الموارد لتأجيج الصراع فى الدول الاخرى، لافتاً الى ان الأمن والاستقرار هو الركيزة الاساسية للأمن الغذائي وقال ان الازمة الغذائية التى ضربت كل دول العالم تحتاج ل«3» ترليون دولار لاستغلال موارد افريقيا واسيا، وقال ان الغذاء هو أخطر سلاح لتركيع واذلال الشعوب، وكشف عن تخصيص مليون ونصف المليون فدان للاستثمار العربي. وفي سياق متصل طالب رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب عبد السلام الدباغ، الدول الغربية بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية محذّراً الدول العربية التى تعتمد على البترول كمورد اساسى من الانهيار الاقتصادي فى حال انخفاض سعر اسعار النفط عالمياً، داعياً الى ابتكار اساليب جديدة وتنويع في الموارد المتاحة لمعالجة الازمة الاقتصادية التى تضرب معظم البلدان العربية، مشدداً على اهمية التعاون العربي وتوحيد الكيانات العربية والافريقية لحل الازمة الغذائية وازالة المعوقات وتوسيع سوق العمل، ورفض ما أسماه سعي بعض الدول العربية لزعزعة الاستقرار فى الدول الاخرى والنيل من استقرارها، وطالب بإزالة المعيقات التى تواجه التعاون العربي المشترك فى ظل النظام الليبرالي الذى اصبح يتدخل فى الشؤون الداخلية فى الدول العربية. وقال ان الدول العربية والافريقية اكثر تباعداً بسبب الكثافة السكانية والتعددية السياسية. ومن جهته ارجع الامين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب د. يحيى بكور، العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على السودان الى الاستهداف الامبريالي الذي تتعرض له الامة ومقدساتها، بغرض اضعافها وزعزعة الثقة بقادتها وتغذية الحركات الانفصالية، واضاف ان الاحتياطي للغذاء والموارد البشرية والطبيعية اذا احسن استثمارها في السودان سنخرج من ازمة الغذاء العربي، مشدداً على اهمية تضامن القادة العرب لمجابهة الاعداء الذين يسعون الى زرع الفتن والنزاعات بين ابناء الدولة الواحدة، وكشف عن وجود دول لم يسمها تستخدم اجندة خاصة لتحقيق مصالحها الذاتية، بحجة حل النزاعات ما يسهم ذلك في تدمير الدول الاقتصادية والاجتماعية ويدخلها في مشاكل باسم الديمقراطية حيناً ومحاربة الارهاب حيناً اخر، موكداً على الاهمية الاقتصاد والجغرافية للسودان لانه بوابة العرب الرئيسية لافريقيا والوطن العربي، وعبره يسير التعاون العربي الافريقي في اتجاهه الصحيح ويؤمن الاستغلال الامثل للموارد الطبيعية ويضمن تحسين الانتاج الزراعي والحيواني، باعتباره المكان الافضل للاستثمار في الامن الغذائي لما يزخر به من امكانيات طبيعية وموراد بشرية. وفي ذات السياق كشف رئيس الاتحاد م. الوسيلة حسن منوفلي عن فجوة غذائية بالعالم العربي تقدر ب«50» مليون دولار، مشدداً على ضرورة ادخال تعديلات في الدستور القومي مطالباً بتفعيل قانون الزراعة وتقنين المهنة، وقال لابد من ارادة سياسية عربية لاهمية تمويل القطاع الزراعي للمساهمة في تنمية المجتمعات وسد فجوة الغذاء العربية ، واضاف نريد ان ننعتق من الوظيفة ونلج الى الاستثمار للمساهمة في الامن الغذائي ، مشدداً على اهمية تدريب الكوادر ورفع القدرات لاحداث نقلة نوعية في المجال الزراعي .