قارئ الجريدة أحياناً يصاب بالملل من الكتابات الطويلة ويكتفي بالعنوان في الخط الكبير.. ولكنه يبحث عن الاستراحة أو اليومية الطريفة يطالعها برغبة يجد فيها راحة وترفيه للنفس التي تضيق أحياناً من هذا المجتمع الجاف المكشر.. وكذلك القارئ يبحث عن الكاريكاتير الساخر الهادف وتعجبني كثيراً هذه الكاريكاتيرات وبصفة خاصة كاريكاتير الأستاذ فائز بجريدة «الإنتباهة» والدار. إن الاستراحة والكاريكاتير فيهما علاج للقضايا نقد هادف بطريقة ساخرة وباسمة.. ولهذه اليوميات كتابها المتخصصون وأقلامها البارعة.. وليس كل من هبّ يستطيع أن يكتب استراحة أو يومية.. وكان كتاب هذه اليوميات مجموعة من الأقلام الرائعة وقد اختفى أغلبهم منهم من رحل لتلك الدار الآخرة.. ومنهم من قضى نحبه وما بدلوا تبديلاً كشأن الحياة.. وتبقى من هؤلاء كتاب الاستراحات نفر قليل أذكر منهم الأستاذ الجليل والكاتب النحرير محمد عبد الله الريح الملقب بالسيد حساس محمد حساس وفي الذاكرة الآن وفي هذه المساحة أقدم اختصاصي بارع وقلم رائع من كتاب هذه اليوميات الطريفة الهادفة اسمه محمود الخضر عاليب الذي أضاف للمكتبة السودانية والعربية كتابه الرائع بعنوان «يوميات عاليب» صدر في هذه الأيام من مكتبة صكّ العملة الممتازة وقدمه البروف صاحب القلم الرفيع علي محمد شمو المعروف لديكم وهو عمدة الصحافة وشيخها. سيداتي سادتي.. البسمة والجمال والفرحة في حياتنا شيء ضروري وهام وغذاء للنفس حينما تصاب بالملل والضجر وحينما يقابلك شخص باسم ضاحك يرحب بك تطيب نفسك وتقول هذا يوم سعيد طيب مبارك الذي التقي فيه بهذه البسمة وحينما ترى طفلاً صغيراً يبتسم قد تسعد نفسك وتظل تسعد وتداعبه.. وكذلك الجمال في حياتنا في المرأة وفي الخضرة والوجه الحسن وفي هذا الكون والإبداع فيه وفي النجوم والقمر وحينما تشرق الشمس وتجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم. وكما قال قديماً شيخنا إيليا أبو ماضي وهو كما تعلمون شاعر تليد وفيلسوف.. وهو جعلي لو كنتم لا تعلمون وقد قال شعراً في الجمال والحكمة قال: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.. وقال ابتسم تبتسم لك الحياة. سيداتي سادتي.. حينما تطالعون كتاباً جميلاً لا تفارقونه هذا الكتاب حتى تكملوا كل سطوره وصفحاته وكما قيل خير جليس في الزمان كتاب ولعلني في هذا المقام أقول لكم انتباه: سوف أقدم لكم كتاب رائع باسم هادف هو من تأليف الأستاذ عاليب وعنوانه يوميات عاليب.. عبارة عن يوميات واستراحات كان يكتبها في جريدة الأيام في باب يوميات العاصمة الذي احتلاه بقلمه الساخر الفياض ولعلكم تريدون سيداتي سادتي أن تعرفون من هذا العاليب ومن أين أتى اسمه محمود الخضر عاليب من أهالي مدينة بربر وقد أبدع في هذا الكتاب من روائعه ويومياته الحديثة التي كان يكتبها بجريدة الأيام منذ زمان طويل وقد احتل باب يوميات العاصمة احتلالاً عسكرياً بقلمه الفياض، وقد طبع هذا الكتاب الباسم بمساهمة مركز عبد الكريم ميرغني وقدمه كما ذكرت لكم البروف علي شمو كانت طباعته بمطابع صكّ العملة يعني كتاب بقى ود قبائل قبيلة مركز عبد الكريم ميرغني وقبيلة قلم علي شمو وقبيلة مطبعة صكّ العملة الممتازة ثم قبيلة قلم عاليب وانفراد قلمه الساخر الذي أخرج هذا الكتاب ود القبائل يعني مو زي الكتب «التايواند» «Taiwan» وقبيلته الأخرى هي العمدة الحاج علي صالح كاتب هذه السطور وأنا ماني زولاً هين يعني من كتاب الاستراحة وعمدة سابق وكمان جعلي أنا منو أنا حبّ القنا يعني كتاب عاليب يستحق أن يكون له قبائل من الكتاب والقُراء والما طالع هذا الكتاب نصف عمره ضائع.. وعاليب هذا اسمه بالكامل وبالقديم وليس الجديد: هو محمود الخضر عاليب وكان أفندي كبير مفتش زراعي بالجزيرة بالمشروع الكبير ولكنه ليس هو ذلك الأفندي المعروف عند الناس بلباسه الملون وجزمته الإيطالية والخناقة «الكرافتة» كلا فإن عاليب يلبس نعلات قطع الجنينة ومرات في المجمعات يلبس مركوب نمر أو مركوب جلد أسد وهو دايماً يحمل عكازه في يده وسكينه في الضراع والقلم في جيبه وهو لابس ساعة في يده بل يلبس ساعة جيب.. ويقول عنه زملاءه من الأفندية إنه رجعي ولعلني أول مرة أشاهد أفندي بهذه الصورة وذكرني أفندية أيام زمان ناس أحمد صديق وأحمد أبو النجا وقلت له ذات مرة وأنا أداعبه إنت أفندي لماذا تحمل عكاز وسكين وقال لي وهو يضحك كعادته يعني العكاز والسكين يخلوه ليكم انتو العمد، وعاليب هذا يمتلك بيت حدادي مدادي وعنده عربية محترمة وقلت له من أين له هذا وهو أفندي ذو مرتب محدود وقلت يمكن بياكل بلصة يعني الرشوة لأنه كان مفتش بالمشروع قلت له من أين لك هذا قال لي إن الله يرزق من يشاء بغير حساب وهو دائماً باسم يذكرني بقول إيليا أبو ماضي كن جميلاً ترى الوجود جميلاً وهذا يذكرنا بما قاله الربان مجذوب إبراهيم من أهالي الحرة بالكتياب قال: إن الحياة بطبعها نغم ونحن له صدى من مات فيه جمالها فحياته فيها سدى إن كتاب عاليب تتمثل فيه القيم واليوميات الهادفة وصدر في هذه الأيام مدين لكم أن تطالعوه وتجدونه بالمكتبات بالخرطوم وأم درمان وبحري ومكتبة الدار السودانية ومكتبة مروي بوكشب. إن معرفتي بالكتاب النادر تدفعني أن أقدمه لكم مع تحياتي للصديق عاليب ومزيداً من الكتاب نتوقع الجزء الثاني والثالث بمشيئة الله إذا أمدّ الله في الأيام.. التحية لك ولعلمك الفياض مع الشكر.