إن قضايا الطفولة من القضايا المهمة والحساسة، وهي قضية محورية وهدف إستراتيجي يدخل في جميع خطط وبرامج التنمية، وأن اهتمام الدولة بهذه الشريحة نابع من الاهتمام بمستقبل أبنائنا والسعي لتأمين حقوقهم، والمؤشرات تعكس الأوضاع المأساوية البائسة لواقع الطفولة في السودان. ورغم الجهود التي بذلت في خلق واقع أفضل إلا أن هناك «3» ملايين طفل يعانون من سوء التغدية و 60% منهم يعانون من إشكاليات في مناطق النزاع. ومواصلة للجهود نظمت جمعية «إعلاميون من أجل الأطفال» بالتعاون مع المجلس القومي لرعاية الطفولة والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ومنظمة اليونسيف ومعهد حقوق الطفل احتفالاً بمرور 25 عاماً على اتفاقية حقوق الطفل، ورشة عمل بعنوان «نحو التزام مهني لحقوق الطفل إعلامياً» بحضور عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين. ولدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية أمس أكدت الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة آمال محمود على دور الإعلام في تناول قضايا الطفولة، وقالت نحتاج الى خلق توازن مهني وعدم خلط بين الاختصاصات والأدوار، مشيرة الى ان دور المجلس يكمن في متابعة تنفيذ الدولة للقوانين والاتفاقيات، وأضافت ان تنفيذ عقوبات انتهاك الأطفال لا تراجع عنها والآن نعكف على دراسة تحديات التطبيق، لافتة الى ضرر التقاطعات التي يضعها الإعلام في تناوله للقضايا، داعية الى تجويد العمل لتحقيق وضع أفضل للأطفال. وقالت إن الورشة واحدة من لبنات النظم وجهود كبيرة لحمايتهم ورعايتهم من كل أشكال العنف، وأضافت أن المهنية محور مهم لبناء نظم الحماية، مشددة على أهمية التشاور في كيفية المتابعة والمناصحة والاهتمام بقضايا الأطفال إعلامياً وجعلها من الأولويات، وهو مؤشر للسير في المسار الصحيح، مبينة أن الورشة تتناول عدداً من القضايا المهمة وستكون إضافة للجهود كشركاء. وفي سياق متصل أكد الأمين العام لاتحاد الصحافيين الصادق الرزيقي على أهمية مثل هذه الدورات للصحافيين والتي تكسبهم الخبرات وتحولهم إلى ناشطين في خدمة قضايا المجتمع، وأشاد بجهود الجمعية، وقال إن الاتحاد ينظر الى هذه التكوينات الفاعلة بأن الأمور تسير في اتجاهها الصحيح، مشيراً الى التزايد العالمي في تناول قضايا الأطفال. وأعرب عن أمانيه بأن تخرج توصيات الورشة لخدمة قضايا أطفال السودان خاصة الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة. وفي ذات السياق، أبان الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات العبيد مروح أن قضايا الأطفال ليست محل خلاف، وقال إنهم ضحايا لأحداث في المجتمع، داعياً الأجهزة الإعلامية لتناول قوانين الأطفال حتى يكتمل الإدراك والوعي لدى المجتمع بأهميتها، وأشار الى ضرورة الالتزام والمهنية في نتاول قضايا الأطفال وتجسدها على أرض الواقع للوصول إلى وعي متكامل للحقوق. ومن جانبها أكدت ممثل قسم حماية الطفولة باليونسيف دينس ألور أن أوضاع الأطفال بالسودان تواجه بعض التحديات التي تؤثر على مستقبلهم، مشيرة الى جهود اليونسيف للوصول للأطفال الأكثر ضعفاً وهشاشة على مستوى المحليات والمجتمعات، وكشفت عن 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغدية و60% منهم يعانون من إشكاليات في مناطق النزاع، وقالت رغم التحديات التي تواجه العمل إلا أن هناك تقدما ملحوظا في التعاون مع الأجهزة الحكومية والشركاء في مجال التعليم والصحة، معلنة عن استعدادهم لتقديم الدعم الكافي لوضع مبادئ إستراتيجية للتعامل مع قضايا الأطفال.