كشف خبير أمني عن معلومات مثيرة وخطيرة بتقديم رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت لأسلحة متقدمة لحركة العدل والمساواة بجانب معدات عسكرية، في الوقت الذي وصل فيه رئيس الحركة جبريل إبراهيم إلى جوبا أمس الأول، وغادر إلى راجا على الحدود الشمالية لدولة الجنوب، ومن المنتظر أن تحط طائرة خاصة قادمة من يوغندا اليوم بمطار جوبا تحمل رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي. دعم ومراقبة فيما منحت حكومة جوبا أسلحة متقدمة لحركة العدل بتوجيه من سلفا كير، كشف الخبير الأمني الفريق حنفي عبد الله عن معلومات خطيرة بشأن دعم وإيواء جوبا للحركات المسلحة، وأوضح أن السلطات تراقب بصفة متواصلة تزايد الدعم للحركات المسلحة الذي وصفه بالدعم المتقدم لمراحل كبيرة. وقال ل«الإنتباهة» أمس، إن الدعم المقدم من جوبا للحركات المسلحة وصل مرحلة متقدمة في الأسلحة والتدريب والتشوين. تسليح متقدم ولفت الفريق حنفي إلى أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات سلَّم سلفا كير أكثر من مرة أدلة واضحة تبين دعم حكومته للحركات المسلحة. ونبه حنفي إلى أن سلفا كير عقب قتال حركة العدل ضمن مجموعته في الفترة الأخيرة، قام بمكافأتها ومنحها أسلحة متقدمة. وأكد أن عمليات التسليح والتدريب تزايدت في الفترة الأخيرة. حتى جوبا وأوضح الفريق حنفي أنه ووفقاً للقانون الدولي، فإن الفرصة متاحة للسودان لملاحقة الحركات المتمردة حتى داخل جوبا. وأضاف: «وفق القانون الدولي الفرصة متاحة لملاحقة الحركات في أي موقع حتى خارج الحدود»، ونبه إلى أن السودان أكد في مواقف كثيرة ألا رغبة له في الحرب والقتال، بيد أن جوبا تسير على طريق الدعم والإيواء. دلائل وشواهد وذكر أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا، طالب جوبا بتجريد حركة العدل والمساواة من السلاح أسوة بما قام به السودان بتجريد القوة التي دخلت هجليج سابقاً. وقال إن عطا في أكثر من زيارة لجوبا كمبعوث رئاسي للرئيس البشير، دفع بأدلة واضحة حول دعم جوبا لحركات دارفور. وأبان أن سلفا كير في كل مرة يؤكد حسمه للمسألة، غير أنها وعود «لا يوفون بها ويتعللون بأن الدعم يأتي من جهات وأطراف أخرى أو جهات خارجية». مقابلة سافرة ووصف الفريق حنفي موقف حكومة جوبا من مواقف السودان الداعمة للسلام وقبوله بالتضحية بقطع غالية من أراضيه وقبوله بالاستفتاء والانفصال بالمقابلة السافرة، وأضاف: «السودان الذي ضحى بقطع غالية من أراضيه واليد التي امتدت بالخير لهم يقابلونها بصورة سافرة الآن، فهم مستمرون في دعم وإيواء وتدريب وتسليح الحركات ولم يوقفوا الدعم حتى الآن». وذكر أنه رغم الاتفاقيات التي وقعها السودان إلا أن دولة الجنوب لا ترغب في تحديد الخط الصفري لجهة أن إقامته يحسم تماماً مسألة الدعم هذه، وجزم بأن جوبا تحاول نقل الصورة القاتمة للأوضاع عندها للسودان بنقل الحرب ودعم الحركات، وقال: «لكن هيهات، سندافع عن حقوقنا وأراضينا». لن نصبر وأكد الفريق حنفي أن السودان «لن يصبر»، على هذه المسألة، وأضاف: «لسنا دعاة حرب لكن جوبا تجبرنا على هذا الاتجاه وهذه الوسيلة غير المرغوب فيها». وتمسك بأن السودان لن يصبر على مسألة الدعم باعتبار أنهم في كل مرة يواصلون دعم الحركات المسلحة، وذكر أن جوبا تحاول الضغط على السودان من خلال الحركات، وتدعي الآن أن السودان أعلن الحرب عليها لنيل مساعدة واستعطاف المنظمات والدول الغربية لتقديم المساعدات لها لضرب هدفين بحجر واحد هما مقابلة التمرد الداخلي وإدخال قوات أجنبية لمساعدتها. وتابع قائلاً: «ليسوا دعاة سلام». بالعين المجردة وكشف الفريق حنفي عن رصد السلطات عبر العين المجردة والصور والوسائل الأخرى، لكل عمليات الدعم التي تقدمها جوبا للحركات، وأوضح أن رصد تلك العملية لا تحتاج إلى عمل استخباري ضخم، وقال: «بالعين المجردة وليس عملاً استخبارياً ضخماً يمكن رصد تلك العملية ورصد الدعم المستمر للحركات المسلحة»، ومضى للقول: «هناك صور ووسائط ومعلومات عن التدريب والمعسكرات وعدد الخريجين من الفنيين وقادة الأسلحة وغيرها من أساليب التدريب، وهناك خبراء أجانب تعرفهم السلطات وتعرف جنسياتهم وتعرف تحركاتهم خطوة بخطوة ومن أين يأتون وكم يتقاضون ومن يدربون وعلى ماذا». وأفصح عن استخدام جوبا لطائرات المنظمات لنقل الأسلحة والعتاد للحركات بالمعسكرات، وقال إن نوعية الأسلحة المنقولة مرصودة تماماً. أوان الردع وأكد الفريق حنفي أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والعسكرية بالبلاد، مستعدة للدفاع عن ساحة الوطن. وقال المسؤول الأمني: «إن أي يد تمتد للسودان بخبث ستقطع»، ولفت إلى أنه آن الأوان للردع. وقال إن على سلفا كير أن ينظر لما يجري ببلاده وأن ينظر لشعبه واللاجئين وآلاف النازحين بسبب الحرب ببلاده. متى يرعوي وذكر أن الرئيس سلفا كير في كل مرة تسلم إليه أدلة دامغة تثبت دعم بلاده للحركات المسلحة يعدُ بالتوقف، لكن الدعم يستمر في التدفق على الحركات. وأضاف: «نأمل أن يرعوي سلفا كير عن هذا المسار الذي يسير فيه، وآن الأوان أن يرعوي عما يفعله».