ما من وضع في الولايات يستحق النظر اليه بعين الاعتبار و البلاد تدخل مرحلة مهمة من مراحل الشراكة السياسية بتوسيع المشاركة الحزبية كما الوضع القائم في المنطقة الجغرافية المعينة بجنوب كردفان، وحينما نقول جنوب كردفان فاني أرى ان هذه المنطقة من اكثر المناطق التي استحوذت على صناعة الاحداث في مرمى القضايا السياسية عقب انفصال الجنوب وذلك كونها من المناطق الاستراتيجية من حيث المواقع الجغرافي لها مع دولة الجنوب و من حيث انها من المناطق المنتجة للبترول من حقول بليلة والفولة ومنها مساحات كبيرة صالحة للتنمية الزراعية ومنها ايضًا عدد مقدر من الثروة الحيوانية ومن المعادن الأخرى كالذهب وفوق هذا وذاك فيها انسان طموحاته السياسية لا تحدها حدود و ما زال في سياق بحثه لتعزيز هذه الطموحات ويبحث له عن دور اكبر. المعادلة السياسية لمنطقة جنوب كردفان تجعلنا نقف في الصفوف الأمامية وننادي مع قيادات المنطقة والحادبين على الاصلاح مثل السيد الوالي مولانا احمد هارون بضرورة ان تعطي القوى السياسية في المنطقة فرصة كافية لتتولى زمام المبادرة و لتكون شريكة اصيلة في الحكومة مع المؤتمر الوطني في الفترة المقبلة كي يتحمل الجميع في المنطقة مسؤولية اصلاح ما دمرته الحرب. ويأتي هنا الحديث عن الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة الولاية في حوارها مع القوى السياسية والتوافق الذي توصلت اليه معهم فهذا ينبغي ان يكون نقطة الانطلاقة لبناء الاستقرار في جنوب كردفان استقرارًا يتلاءم مع حجم الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة وحققها الوالي احمد هارون على الصعيد السياسي وهذا كله لن يتحقق ما لم يكن هناك اعتراف صريح من صناع القرار بالإسهامات السياسية والوطنية والفكرية لابناء المنطقة وهم النوبة والمسيرية على وجه التحديد اقول هؤلاء لانهم من اكثر المجموعات السكانية في المنطقة التي تؤثر وتتاثر بالفعل السياسي في المنطقة وابناء المنطقة صوتهم عالٍ ولهم مداخل في الميديا العالمية وفي المنابر والمؤسسات الطوعية في المجتمع الاقليمي العاملة في مجال حقوق الانسان وكذا المسيرية لهم صراع معروف في منطقة أبيي طرفه مجموعة سكانية هم دينكا نقوك وهؤلاء يعترفون بولائهم لدولة الجنوب اكثر من السودان الأم الذي يوجدون فيه حتى الآن، وفي تقديري لا المسيرية سيتنازلون عن حقهم الرقعة الجغرافية المعروفة بأبيي ولا دينكا نقوك حتى بعد قرار لجنة التحكيم الدولية في لاهاي وستظل هذه المنطقة محل نزاع يشتد ويخفت من حين لآخر.. اذن تقاطعات الصراع في جنوب كردفان في حاجة لدعم قوي وارادة سياسية مركزية تعين مولانا هارون وتطلق يده في صناعة الحل الذي يحفظ للمنطقة استقرارها، صحيح كما ذكرنا تنظيف المنطقة من فلول وجيوب قوات عبد العزيز الحلو أولوية اليوم لكنها لن تكون مسألة بلا نهاية فالعودة بالقضية لمنبر التفاوض هو الواجب بل هو الخطوة السليمة التي تجنب البلاد فواتير الحرب ونحن بالمناسبة في حاجة لنفهم ماذا يريد عبدالعزيز الحلو ولمصلحة من يقاتل اهله ويدمر بلده. فالسعي لاجماع أبناء جنوب كردفان والاستعانة بهم نراه البداية الصحيحة لاي خطوة قادمة في اطار فرص الحل السلمي، فالنشاط السياسي الإيجابي يحقق الاجتماع ويؤمن الانتصارات ويرسخ قناعة ان التمرد ما عاد سبيلاً لطرح القضايا ذات الطابع السياسي فالحكومة كي تستعيد زمام المبادرة وتمسك به فهناك حلول مفتاحية متمثلة في برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واداري تستوعب كل مكونات الولاية وناشيطها وهذا الامر اصبح الآن ضرورة تمليها الظروف الحالية وما مرت به الولاية من ازمة ولا اعتقد ان المحافظة على ما تم وحراسته يمكن ان تتم دون مشاركة القوى المحلية.