لأن ديموقراطية أبو كرنك طغت على الأغلبية الصامتة.. وحولتها الى أغلبية مكتومة.. فقد سئم الأمريكان من أفلام هوليوود.. كما سئموا من أفلام الخيال العلمى.. وببساطة سئموا الحلم.. الكابوس.. ووقعوا فى كنف الواقع المؤلم وكأنهم ذرية غير شرعية.. لأكبر أمبراطورية فى تاريخ البشرية!! إن حالة الإحباط الاجتماعي التي يعاني منها فئة أو فئتان من فك أن تعم المجتمع أجمع فيتصدع.. فإن لم يتحقق الحلم فلا بأس.. ولكن تحوله لكابوس لم تقبله ولن تقبله أمريكا!! أن الشعب الأمريكي.. مدلل ومنذ الخمسينيات من القرن الماضى بدأوا يجنون ثمار النصر بالحرب العالمية.. الى أن جاءتهم طامة التحول من قوة الى قوة عظمى.. ودولة عملاقة الى امبراطورية.. وبدأت مسيرة الصراع بين المثل العليا والتى تبنتها ذات يوم أمريكا بعد التخبط العنصرى، الطبقى لعصر رعاة البقر.. بمراحل التكوين الأولى. فآمنت أمريكا واعتدلت حتى أصبحت المؤازر الأول لحقوق الإنسان بالعالم!! وانطلقت.. فكان عصر الفضاء تابعًا تارة ومتبوعًا تارةً أخرى.. وكان الحُلم الأول.. وصول أول رجل فضاء الى القمر.. ونحن أيضًا معها.. فاستبشرت البشرية بتلك الامبراطوية الحديثة ذات القوام المثالى والأخلاقى .. ثم الاختراقات العسكرية النووية وأخرى علمية ... الى أن بدأت فى تقمص دور الامبراطوية.. بدأت بتغيير إستراتيجتها المعروفة، المعتدلة والمحبوبة الى أخرى يشوبها ويشوهها كما يسيِّرها اللوبى الصهيونى .. وهذا بفضل قدرة الكيان الصهيونى على قراءة المستقبل والتنبؤ بالقوة الحقيقية القادمة وإن كان تحت الحكم البريطاني ، آنذاك. أما نحن فلم نتمكن من إقناع أمريكا بأن العرب حليف جاد ،قوي، متماسك يمكن أن يطرح معادلة «خذ وهات» بدلاً من طرح العواطف الجياشة والتى لا تروي ظمأ ولا تغني من جوع.. ورغم انحياز أمريكا لنا في المراحل الأولى من النزاع العربي الصهيوني.. تركنا أمريكا لآل صهيون لكي يتمركزوا.. فالإستراتيجية الصهيونية وُضعت فى منتصف القرن الثامن عشر على يد بن جوريون.. ولم تتغير حتى الآن وإن تغيير المنفذون، رئيس وزراء كان أم رئيس جمهورية.. هدف واحد.. واضح وموقوت !! إسرائيل فوق الجميع.. ألا أنه ومنذ حرب فيتنام.. والأمريكان يبحثون عن المتاعب .. ولم يتعظوا !!؟؟ ألم يتعلموا دروس التاريخ!؟ فقد تتهاوى أمم وتضيع بسبب عجرفتها.. ولكن سقوط أمبراطورية.. قد يكون مؤلمًا كما سيكون مدويًا. . فتتآكل من الداخل حتى تصبح جوفاء كالكهف المهجور.. لتتصدع!! فقد تمكنت أمريكا أن تبنى أمة من لا شيء.. بل تبنى إمبراطورية لا مثيل لها بالتاريخ البشرى.. لكنها انحرفت.. عندما سُرقت أحلام جون كندى .. وقتله، كما حدث لمارتن لوثر كنج.. أولائك الحكماء تخلصوا منهم لنفس السبب الذى هم له ضائعون بكهوف أفغانستان وأزقة بغداد.. فهل يمكنهم الصمود؟؟ والى متى؟؟ إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ذات الألف قاعدة خارجية عسكرية.. أرادت أن تملك وترث الأرض وأيضًا فضاءها فتعثرت.. بسبب جهل حكامها فى أصول إدارة الكون.. وسقوط صفحات التاريخ الحديث وعظاته من بنك معلوماتهم.. إن هذه المقالة ليست هجومًا على الولاياتالمتحدة بقدر ما هى قصيدة رثاء لخسارة فادحة لسند هام للإنسانية. . فمن الخرطوم.. نحن ننصحهم.. ونتعظ !! فى آن واحد لكى يرجعوا الى أصول وآداب العيش على كوكب الأرض .. وهى ببساطة أننا خُلقنا لأمرين فقط.. للعمل والعبادة.. وهما عمودا البقاء وسند الازدهار.. فالعمل هو الإنجاز والتفانى وبلغة الاقتصاد.. الإنتاج والتنمية. وهذا يتطلب العدول عن السّفه وإدراج سياسات تقشفية محسوبة تضع ميزان المدفوعات والموازنة العامة نصب أعينها في كل قراراتها السياسية، خارجية كانت أم داخلية.. ولا تضع مصالح اللوبيات أمام المصلحة العامة.. فتخسر الاثنين.أى ديمقراطية تلك التى تحتفظ بأكثر من ربع شعبها تحت حزام الفقر.. حسب احصائيات الحكومة الفدرالية.. فقد هوت الديمقراطية عندما تخلت عن مبادئها.. وستندثر لو لم تستيقظ.. إن تدنى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى التصنيفات المالية الدولية.. يعد جرس إنذار أخير لهم وللأوربيين.. الذين أيضًا اتبعوا وللأسف نفس المنهج الديمقراطى المبتور.. حيث فقدوا الهدف ونسوا لماذا نحن هنا بالأرض؟؟ فتحولت مصانع السلاح الى مارد يملي شروطه.. يعين وزراء.. رؤساء وزراء.. بل رؤساء جمهوريات.. إذًا كيف ترسم تلك الدول سياساتها الخارجية؟؟ أوكيف تغير من مسارها.. كما تضغط على الآخرين ليغيروا من سياساتهم.. لتحكم.. فيما لا تملك. الحقيقة أننا إذا أردنا العيش بأقل كم من التحديات والمواجهات علينا فهم آلية صُنع القرار عند الغرب وبخاصة أمريكا.. وإيجاد الأرض المشتركة.. وهذه تُدعى سياسة.. وخلق فرص تعاون مثمر دون التفريط!! ان ذات الموارد البشرية التى تُهدر فى ازهاق الأرواح وابتكار طرق وسبل مستحدثة للدمار الشامل.. على وتر حلال لهم حرام علينا.. يمكنها ان تجعل نفس تلك الارواح عبيدة المحبة وبولاء عظيم لنفس تلك الأمم ولكن من باب المحبة البشرية.. طواعية.. أن حَد المحبة أمضى من أى سيف تعرفه الإنسانية.. إن تنكُّر تلك الدول المتقدمة لمسؤولياتها تجاه البشرية.. لن يحميها من تبعات ذلك الإهدار لموارد الكون بأشكالها وأنواعها.. فالمعادلة بسيطة إما أن تستخدم تلك الموارد لصالح البشرية أو تدفع ثمن إضاعتها ولا تستفيد منها.. فالكون خُلق من تروس متداخلة، متجانسة، متحركة للأمام تتطلب توجيهًا لا أكثر.. والحكيم من يستفيد من تلك الطاقات الربانية المتاحة.. أو التنحى لمن يقدّرها.. ويعتنى بها ويروضها لصالح البشرية.. ولكن علينا التعامل مع المعطيات الحالية بحذر ودقة متناهيتين.. ولذلك.. ولحين صحوة الضمير الانسانى لهم.. علينا التعايش مع تلك الكبوة المقدّرة على آل البشر.. وهذا بتبني الحكمة والتخطيط السليم بسياسات تعايشية مؤقتة، لكى لا يبطش بنا ذلك العوير الضال.. كما علينا وضع سياساتنا طويلة الأجل نصب أعيننا لنتوارثها الى حين التهديف .. . والآن وقد حان وقت العمل.. علينا وضع اللبنات الأولى لأمة لن تذهب عنها الشمس الى يوم الميعاد!! البنية التحتية.. التخطيط فالطرق، الكباري، والمرافق العامة يجب أن يخطط لها لتخدم أغراضًا إستراتيجية.. أولاً تدر العائد المؤكد لخزينة الدولة.. تُدرس بتأنٍ وحرص شديدين وتقر من المجلس الوطنى المنتخب.. لتصبح هدفًا للأمة لا تحدو عنه. وليكن الهدف مرحليًا ولكنه معلوم وواضح.. الكيفية، الآلية، التمويل وبالطبع البرنامج الزمني. إن توفير عوامل النجاح لمشروع عملاق يحتاج لطاقات أيضًا عملاقة وتضحيات كبيرة وعليه يجب أن يدر العائد المناسب أيضًا. الضمانة الوحيدة للوصول لذلك الهدف / الأهداف هو الحساب.. لمن أنجز الثناء والتحفيز المادى والمعنوى المباشر والمناسب لكى لا يضطر لتحليل ما حرّمه المولى عز وجل.. أما من تخاذل أو أهمل بالمال العام.. يحاسب تواً.. وجهراً لكي لا تسوّل لأحد نفسه المساس بالحق العام بتاتًا.. بالتخطيط الشامل لاستثمار موارد الأمة الاستثمار الأمثل يحتاج لخبراء أكفاء، محليين وأجانب. . وبيوت خبرة عالمية تشرف على مراحله الأولى وحتى التنفيذية.. ولمالا!! إن الموارد الطبيعية فى عصرنا هذا لها قانون واحد بحكم ندرتها.. أما أن تستغلها وتسفيد منها الدولة الحاضنة وبالتالى تستمد قوة اقتصادية إستراتيجية إضافية أو تتركها طوعاً أو قسراً لآخر يقدّر تلك الثروات.. فيدفع الثمن المناسب وليس بالضرورة مال.. أو أرواح.. ولكن الثراوات لا تترك فى سكون !!؟؟ ولا تهدر أيضًا. إن علينا قرأة أخطاء الآخرين بدقة تجنباً لما يحمله القدر لهم ولمن يخون الأمانة الربانية.. وفقنا الله والله ولي التوفيق...