الازمة الراهنة فى النظام المصرفي العالمي وهى الاسوأ منذ 80 عاما، يمكن النظر اليها باعتبارها اعراض ظاهرية لداء عضال بدأ ينخر فى عظام الامبراطوية الامريكية، التى اصبحت آلية للسقوط اكثر من اى وقت مضى ، اعصار الازمة المالية انطلق من الولاياتالمتحدة ولف العالم اجمع ، وحتما ستكون عواقبه وخيمة على الجميع وعلى الولاياتالمتحدة بشكل اخص، وتزامنت الازمة المالية مع شهادتين تتداولهما وسائل الاعلام العالمية هذه الايام بكثير من التحليل للربط بينهما وواقع الحال الاقتصادى الذى لا يسر احد ، والشهاداتن تتوقعان انهيارا سريعا للامبراطوية الامريكية ، وهى ليست تنبوءات سياسين يرغبون فى زوال هذه الامبراطوية او تصريحات ارهابيين موتورين يسارعون الى محو الادارة الامبراطوية الامريكية من الوجود ، ولكنها اقوال لشخصيات اكاديمية ذائعة الصيت. وكانت اولى التصريحات الداوية فجرها الفيلسوف البريطاني جون غراي الذى قال إن عصر الهيمنة الأمربكية قد ولى إلى غير رجعة، وإن الزلزال الذي ضرب أسواق المال الأمريكية هو إعلان نهاية الإمبراطورية، ويرى غراي أن الولاياتالمتحدة تترنح تحت وطأة الأزمة المالية العالمية في مشهد يذكر بما كان عليه الاتحاد السوفياتي عشية انهيار جدار برلين. وفي مقال بعنوان “انهيار أميركا كمؤسسة” تنشره مجلة نيوزويك في عددها هذا الأسبوع, كتب فرانسيس فوكوياما يقول إن الولاياتالمتحدة لن تنعم بوضعها الذي ظلت تتمتع به حتى الآن كقوة مهيمنة على العالم, وهو ما أكده الغزو الروسي لجمهورية جورجيا في 7 أغسطس الماضي. وأضاف أن قدرة أمريكا على صياغة الاقتصاد الدولي عبر الاتفاقيات التجارية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ستضعف وستتضاءل معها موارد البلاد المالية, كما أن المفاهيم والنصائح وحتى المعونات التي تقدمها للعالم لن تحظى بذلك الترحيب الذي تتلقاه الآن. وما قاله المفكران البريطانى والامريكي يضع الادارة الامريكية الراهنة فى محك البحث عن مخرج من هذه الازمة الاقتصادية دون كسر زجاج الامبراطوية الامريكية التى تحاصرها الازمات من الخارج والداخل فى عقابيل ولاية الرئيس الامريكى جورج بوش الثانية وانتظار ما تسفر عنه جولة الانتخابات القادمة فى اقل من شهر بين باراك اوباما الطامح للتغيير وبين العتيق جون مكين الذى يصفه خصومة بانه فى حال فوزه ستكون ولايته بمثابة ولاية ثالثة لبوش!