فقدوا الحُلم أم ضلوا الطريق؟؟.. الحقيقة الأمران معًا.. فخرجوا إلى الشارع!! فقدت الأمة رشدها.. فتنكرت أولاً لأهلها الأصليين.. ثم للعامة المحرومين.. فأصبحوا نكرة متفرقين.. عامة الشعب أصبحوا مبرمجين على نمط استهلاكي محدد يقيد حرية الفرد بدون أن يشعر.. فيصبح عبدًا للمادة والتى هى تنكمش تدريجيًا حتى فقد الفرد قدرته على الاختيار.. ووقع الكل في فخ الديمقراطية النمطية المبرمجة. عندها فقدت أيضًا الديمقراطية صوابها.. وتنكرت لأسسها.. فأصبحت كالوجبة المسيخة.. نعم فقدت صوابها.. فبدأت تلتهم أولادها تباعًا.. فبِيعت بيوت العامة وتسولوا ليصبح أكبر اقتصاد بالعالم وريث أكبر مديونية بتاريخ البشرية.. ولكن الحلم لايزال يروج ليس لهم فقط.. ولنا أيضًا!! أن التيمان.. الديمقراطية.. السوق الحر.. لهما ضوابط وصمامات أمان لا يجوز تجاوزهما.. وان لم توجد تقع الكارثة وهذا يؤدي الى تراجع الثقة.. ليس بالحكومة!! بل بالنظام!! أن الكابوس الأمريكى.. الذي كان حلمًا يطارد عشرات الملايين.. فافترشوا الأرض.. والتحفوا السماء.. وبنفس موقع محور.. فخر الحُلم.. وول إستريت.. شارع البورصة..!! فهوت الديمقراطية عندما تخلت عن مبادئها.. وستندثر لو لم تستيقظ.. أنها ليست أزمة أقتصادية عابرة وإنما هي أزمة أُمة فقدت رشدها.. فقد اعتصموا بشارع المال ليُظهروا أن المال لا يشترى الأرواح.. ولا يبني أممًا.. وحده !! أين الخطأ؟ بالنظم الرأسمالية أم فى التطبيق؟؟ ولكى نعدل فى التقييم يجب علينا بحث الجوانب التى أدت الى زيادة عدد الفقراء فى أكبر اقتصاد بالعالم لتصيبها بشلل اقتصادى رعّاش يطول فئة دون الفئات الأخرى والحقيقة هى ان أمريكا.. صدّقت الحُلم.. ونحن أيضًا لدرجة أن كلنا نسينا أنه فقط حُلم يجب مطابقته بالواقع من حين لآخر.. للتأكد من صلاحية الدرب.. ولكن امريكا والعالم من خلفها ونحن بالمقدمة.. فضلوا ألا يستيقظوا فتاهوا فى كهوف العز والرفاهية الوهمية المؤقتة.. الى أن جاء وقت الحساب.. ولكل حقبة حساباتها وتقييماتها.. الواقع أن أمريكا تصرف أكثر من ما تنتج.. الواقع أن العجز أصبح ماردًا عملاقًا والفاتورة ثقلت وأمريكا تبحث عن من يرفع معها أو عنها الحمل.. فلتكن حرب فى الخليج أو ركود بالبورصة حيث يودّع أصحاب ودائع النفط .. ودائعهم التى لا تغادر ارض الأحلام.. تُقطع بالنص أو بالربع.. ويلام قضاء الله وقدره.. ونقبله.. كالعادة !! المشكلة ان البورصة الأمريكية وفى يوم واحد.. حصدت عوائد البترول لعدة سنوات.. ونحن نبتسم أو لا نبتسم.. مش مهم. دى أصول اللعبة.. أمريكا تخسر والعالم يدفع.. والحقيقة ان اكبر سرقة حدثت فى تاريخ البشرية عندما قام بها رعاة البقر فى وسط السبعينيات من القرن الماضى.. حيث اوقفوا التغطية الذهبية المعتادة للدولار. . فالدولار.. لا يغطيه الآن الا السلاح.. وهل يجوز؟؟ فقلنا وقبل العالم ذهبنا الى أبعد من ذلك حيث اعتمد الذهب كاحتياطى إستراتيجى وغطاء للعملات كالذهب؟؟ فقد فقدت الأمم والاقتصاديون حول العالم صوابهم.. فهم ونحن نعيش أيام الوهم الأول والأكبر فى تاريخ البشرية.. العملة لا يغطيها الا الذهب.. والمشكلة أن ذهب أمريكا.. بيع منذ زمن بعيد.. ونحن مازلنا فى انتظاره ليعود.. أما بحُلم جديد.. أو بحرب ضروس وكلاهما كابوس.. لنا وحُلم لهم!! أن دروس أمريكا لا تخص أمريكا وحدها.. بالضبط مثل نفوذها.. وآثارها فنحن نتبع خطواتهم الاقتصادية دون المرور بتعليمات السلامة!! فيقع المحظور.. وهى تجاهل ضوابط الاقتصاد الحر الذى نحتت حوافرها بظهور الأمريكان.. فالشعب يريد تغيير النظام.. ولكن كيف !! فهم لم يتمكنوا من بسط الرخاء للعامة بسبب خطأ التنفيذ.. إن التطبيق الخاطئ للمبادئ الصحيحة يؤدى الى دمار شامل لا يمكن استعاضته.. المطلوب بُرهة.. فيها نراجع أوراقنا من خلال التجربة الأمريكية.. وكل ذلك من لاعتصام المعدمين الأمريكان إلا أنهم بشر مثلنا خدعهم النظام و اللوبى. . بالحُلم.. الكابوس.