لسنا من دعاة الحروب... ولسنا بمتطرفين، فنحن نسخِّر أقلامنا لصالح السلام والأمن والاستقرار.. ونسعى لكي تكون بلادنا كما كانت منذ أقدم العصور واحة تلتقي عندها الحضارات.. وتتعدد فيها الأعراق والثقافات.. ونحن نؤمن بحكم القانون وتحقيق العدالة وتنظيم علاقاتنا مع جيراننا ومعارفنا والتعامل بالحسنى.. ولكن يبدو أن ثقافة الغاب وأساليبها.. واعتماد الغدر والضرب تحت الأحزمة وإثارة المشكلات والخلافات هو الأسلوب الذي تتبعه الحركة الشعبية في تعاملها مع بلادنا بعد أن أفلح المستعمرون والصهاينة من تمرير أجندتهم التي بثوها منذ ما يزيد عن القرن من الزمان.. ولولا تمسكنا القوي بآصرة الوحدة وضرورة السلام لانفصل الجنوب منذ صدور قانون المناطق المقفولة منتصف القرن الماضي.. ولذا فإن المفاوضات والجلوس إلى الحركة الشعبية البعيدة عن الشعب في جنوب السودان أمر غير مجدٍ في مسائل بالنسبة إلينا لا نحتاج إلى تفاوض أو جهود دبلوماسية أو قانون دولي.. فأبيي داخل جذورنا ولا مساومة على أرضنا وحقوق أهلنا وإرث أجدادنا.. كذلك حماية حدودنا في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. فالحركة مقتنعة بهذه الحقائق والمسلّمات ولكن ما يجري هو أسلوب إسرائيلي بألا تترك حكومة السودان الحالية ولو للحظة في حالة استقرار وتفكير.. المخطط هو أن تكون الحكومة باستمرار في حالة شد.. وفي حالة كدر وفي حالة استفزاز حتى لا تتفرغ الحكومة لمواجهة قضايا التنمية والمسائل السياسية والثقافية الأخرى.. ولذا فأنا لا أرى أي جدوى للشكوى لمجلس الأمن الدولي لإيقاف حكومة دولة الجنوب عند حدودها وعدم الاعتداء على سيادتنا الوطنية ورد العدوان وردعه يصير من أولى واجبات قواتنا المسلحة التي ظلت على الدوام وطيلة ما يزيد عن الستين عاماً رمز سيادتنا وحامية حمانا وصائنة أرضنا وعرضنا.. وهذا ليس دوراً تؤديه القوات المسلحة السودانية وإنما واجب وطني وقانوني مفروض عليها.. فكم شكوى تقدّمت بها الحكومة لهذا المجلس الذي يتجاهل شكوانا ويماطل في التفاعل معها.. وعند أول مظاهر هزيمة لفلول الحركة غير الشعبية أو الحركة الشيطانية تقوم دنيا الأممالمتحدة وآليتها «الجنائية الدولية» ولا تقعد.. إذًا الأمر بالنسبة لهذا الوضع واضح جداً فلن نشكو لمن يعتدي علينا.. وعلينا أن نرد العدوان.. ونرد الصاع صاعين وأن نعمل مع شعب الجنوب المغلوب عليه لإسقاط هذه الحكومة التي جاءت بالتزوير والإرهاب والمخادعات.. أما قرار الجنائية بشأن توجيه الاتهام للسيد وزير الدفاع فإن ذلك ليس بالأمر الجديد ولن نفسِّر ذلك بأنه قرار قانوني وإنما هو قرار مسبق تماماً مثل قرار البشير وقائمة الخمسين التي وضعها دانفورث المبعوث الأمريكي الأسبق قبل عدة سنوات وهي كروت موضوعة وترفع في وجوهنا مرة إثر أخرى.. والقرار هذه المرة يستهدف قواتنا المسلحة الباسلة التي هزمت مؤامرات المتمردين إينما كانوا وفي كل مرة.. واستهداف وزير الدفاع هو استهداف لسيادتنا الوطنية.. واستهداف لأرضنا وعرضنا.. وسوف يقف الشعب السوداني بوعيه السياسي وحسه الوطني العالي كأقوى ما تكون الوقفة والمساندة والمناصرة لقواتنا المسلحة ممثلة في رمزها وقائدها الفريق عبد الرحيم محمد حسين كما لم يقف من قبل.. وسوف يكون في ذلك درس للصهاينة والإمبريالية وعملائهم وأزلامهم في الشمال والجنوب بأن أحفاد رُماة الحدق وصُنّاع الحضارات لا يهزمهم ولا يخنعون ولا يخضعون لأجندة المستعمر وأساليبه. ولا ينبغي أن نشكو حكومة الجنوب وأعمالها العدوانية لما يسمى بمجلس الأمن إلا من باب الإخطار .. إذ ينبغي أن نشكو حكومة الجنوب لحكومة الجنوب لأن الأممالمتحدة ومجلس الأمن يتحكَّم فيه أمريكا وسوزان رايس.. ورايس تتحكّم عليها إسرائيل.. وإسرائيل هي حكومة الجنوب.. إذًا ..... نشكو حكومة الجنوب لحكومة الجنوب وهي عالمة مسبقاً بما تقوم به وتخطط للقيام بأكثر من ذلك بالتحالف مع قوى تحالف جوبا وأصدقاء تحالف جوبا وعملاء تحالف جوبا وكاودا.. وهي تحالفات منذ الثمانينيات من زمان منقستو في أمبو وبحر دار وأسمرة.. والقاهرة حسني مبارك.