في وقت سابق كتبنا في هذه الزاوية عن رغبة «الشعب» في تغيير اللجان، وقلنا إن المرحلة المقبلة تحتاج لدماء حارة قادرة على الحركة والعطاء ومدعومة بشيء من الخبرة العملية في هذا المجال، وتعتبر اللجان الشعبية هي مصدّات للنقد اللاذع في حال نقص الخدمات في أي موقع، وربما هذا ما جعل الكثير من المناطق إن كان في ولاية الخرطوم أو غيرها من ولايات السودان تنتفض لتغيير لجانها الشعبية بتلك الدماء الشابة، ومن تلك المناطق قرى الريف الجنوبي بولاية الخرطوم والتي شهدت الكثير من التغيير خلال الفترة الماضية، وعلى رأس هذه القرى أمها السليمانية غرب التي وضعت لجنتها الشعبية بصمات واضحة رغم قصر عمرها فتحركت بجهد نحو مؤسسات التعليم بالقرى ووقفت وساندت الأسر الفقراء في عيد الأضحى المبارك، وقبل أيام قلائل شهدت السليمانية يومًا صحيًا خاصًا بأمراض العيون تم بتنسيق كبير بين اللجنة الشعبية والشيخ حامد سليمان عباس الذي استطاع بعلاقته الواسعة خدمة أهله في السليمانية بقدوم كوادر مستشفى الوالدين لطب العيون للقرية لمعالجة مائتين وخمسة وثمانين مريضًا منهم مائة وخمسين أُجريت لهم عمليات ومن ثم نظارات بصر ومائة وخمسة وثلاثين كانوا يحتاجون لعلاجات أخرى من قطرات وغيرها من أدوية العيون. وبعد انقضاء هذا اليوم ارتفعت الأكف جميعًا تدعو بالشكر والثناء لأسرة مستشفى الوالدين وللشيخ حامد سليمان ولأعضاء اللجنة الشعبية بالسليمانية لتقديمهم هذه الخدمات العلاجية بالمجان لأهلهم في السليمانية، التي نرجو أن تشهد المزيد من الأيام الصحية والتعليمية والتسويقية وغيرها من النشاطات التي يحتاج إليها أهلنا في السليمانية غرب. ويبدو أن اللجنة الشعبية بقرية السليمانية تضع صحة الإنسان نصب أعينها وهي تحاول تطبيق مقولة العقل السليم في الجسم السليم وذلك بتنشيط العمل الرياضي في القرية حيث نظمت خلال الفترة الماضية دورة رياضية كبرى سيشهد ختامها مهرجانًا رياضيًا كبيرًا يأتي بمشاركة النجوم الدوليين الذي سيؤدون مباراة تشريفية يكون شوطها الأول مع الفريق الحائز على كأس البطولة، وشوطها الثاني مع نجوم المنطقة، وأهل القرية وما حولها من قرى موعودون بيوم استثنائي السبت المقبل مع ختام هذه الدورة التي نرجو أن تكون بداية لانطلاقة دورات رياضية ليس في السليمانية فحسب وإنما في جميع قرى الريف الجنوبي الذي نرجو أن يكون له فريق يمثل المنطقة في الدوري الممتاز وليس الدوريات الأقل، وهذا لن يتحقق إلا بالدعم والمؤازرة من أبناء الريف وقياداته لفرق المنطقة.