همس السيد زنكلوني في أذن صاحبه «اللصقة»، خزينة أسراره المقرب إليه أكثر من أهل بيته: اسمع جماعتك جابوهم قبل شوية في التلفزيون، الجداد حقهم جابوه مطفح شايلو السيل والبيوت «عدمن» اسم البيت الواقف، قال ذلك بشيء من السخرية ثم أردف بصوت يحمل بعض الجدية: المرة الفاتت قلنا ليهم حولو بيوتكم دي من جنب الخور دا قبل الخريف الجايي وقلنا ليهم ابنو ليكم قرية نموذجية وابنو ليكم مدرسة وشفخانة ودخلو الكهربة نحن حنساعدكم لكن راسم قوي .. ثم التفت الى «اللصقة الطبية»: اسمع خليهم يجهزوا العربات وشوية بطاطين وعدس ورز وزيت اولين وذرة وما تنسى كلم ناس التلفزيون و«الكديس ابقلمًا رخيس» و«إبليس ابكتابتًا هردبيس» و«جعبور حرَاق البخور» و«جقدول دقاَق الطبول» و«الزبال ابقلما طبال» و«الصماغ ابقلما لغلاغ» ومن قناة البليلة الراي والرأي الآخر جيب لينا «السمكري العادي بنكري» ووريهم القيام بكرة الساعة ستة صباحًا والبتأخر تاني ماحيبرانا لي اي فيضان او سيول السنة الجاية وما تنسى انت اكتب لي الخطاب ولازم يكون مؤثر جداً.. تمام يا فندم هكذا قالها اللصقة الطبية ثم اردف أما من ناحية الخطاب ما تشيل همّ.. خطاب السنة الفاتت قاعد انا محتفظ بو... وهناك شوهد السيد زنكلوني يبكي بدموع التماسيح وهو يقف على آثارالسيول والفيضانات التي ضربت تلك القرية الوديعة البسيطة ويُلقي خطابه المؤثر: إني والله الآن في هذه اللحظة اتعسكم جميعًا واحزنكم ومأساتي لا توصف وأنا اتذكر مقولة عمر والله لو ان بغلة بالعراق تعثرت لرأيتني مسؤولاً عنها لم لا اسوِّ لها الطريق؟! ألم أقل لكم إن حزني اليوم أكبر منكم جميعًا وأنا أستشعر المسؤولية وأستشعر حينما يسألني ربي يوم القامة: يازنكوني ماذا فعلت لأهلك في قرية «حنيطيرة» لماذا لم تسوِّ لهم الطريق إنها والله أمانة ثقيلة.. بعد أن قرأ الخطاب قام بتسليمه ل «اللصقة الطبية» وهمس في أذنه ابقى عليهو عشرة بنحتاج ليهو السنة الجاية!!