كيف ولج زنكلوني الى عالم السياسة، ولماذا دخل هذا العالم الغامض، وماهي دوافعه وأهدافه غير المعلنة... حسنًا في هذه المساحة نعرف كل ذلك ... يدير السيد زنكلوني تجارة واسعة، مشروعة وغير مشروعة فهو يدير شركات استيراد وتصدير، وشبكات تهريب وله علاقة وثيقة بتجارة السلاح،... هذا النشاط الكبير الذي يختلط فيه الحلال بالحرام كان لا بد له من سلطة تحميه... قرر السيد زنكلوني أن يدخل أولاً البرلمان نائبًا عن أهل الدائرة.. شقيقه الأكبر يبدي اعتراضه: يا زنكلوني أخوي انت ناقص وجع دماغ، نحنا همنا ما قادرين عليهو لمن عايز تشيِّلْنا هموم ناس الدايرة كمان... زنكلوني يرد: والله قلبك أبيض يا راجل يا طيب، ومنو القال ليك أنا داخل البرلمان عشان أشيل هموم أهل الدايرة، أنا داخل عشان أشيل لي «حصانة» نوضِّب بيها شغلنا، مع شوية علاقات مع المسؤولين نحمي بيها مصالحنا... شقيقه يسأل باستنكار: وناس الدايرة اللي حيفوزوك حتفضل تغشهم لي متين ؟...زنكلوني يضحك: الفوز في الزمن العلينا دا ما دايرلو شعبية أنا بس بتفق «معاهم» وحأنزل و«هُم» براهم بفوزوني ...الشقيق يسأل ببراءة: الجماهير؟!. زنكلوني يرد بخبث: لا الجماعة ..!!...الشقيق يسأل بإشفاق: وييييييييييين يازنكلوني تلقى الزمن البتحضر بيهو الجلسات؟ زنكلوني يرد بمكر: بسيطة مرات أمش أوقِّع على دفتر الجلسات وأقعد حبة كدي وانسحب، ومرات لو شفت نفسي تعبان كدي باخد لي غفوة لحدي الجلسة ما تنتهي، لكن يقولو شنو ولا يعملو شنو ماعندي معاهم شريعة، وزي ما قلتا ليك أنا داير لي منهم حصانة بس تاني الباقي بخليهم يصوطو زي ماعايزين... وتبدأ الحملات الإعلانية للانتخابات، وتشتعل المعركة، والسيد زنكلوني يخاطب الجماهير وهذه مقتطفات من الخطاب: يا أهل الدائرة الأوفياء الأتقياء تعلمون أني ما جئت أبحث عن مال ولا جاه ولا سلطة ولا حصانة، فلا حاجة لي بكل ذلك لأنه عرض زائل، أنا أيها الإخوة أتيت لأجد طريقًا ألتمس فيه مرضات الله بخدمتكم وحماية مصالحكم، وإذا قيض لي الله الفوز في هذه الانتخابات ودخول البرلمان فسوف أتعبد بهذا المنصب، وأنا واثق من نصر الله لي لأني مع الحق والضعفاء، ولا شك أنكم تنصرون الحق، بالأمس القريب كنت قد رفضت الترشيح لمشغولياتي الكثيرة ولولا إصراركم وظنكم بي خيرًا لما قبلت هذا التحدي والمسؤولية الكبرى فهذه أمانة ثقيلة أبتها السموات والأرض والجبال وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً، وبالأمس سمعت بعضكم يقول انتخبو هذا القوي الأمين، في إشارة لشخصي الضعيف، وأعاهدكم على أن أكون قويًا وأمينًا معكم وحريصًا على مصالحكم.