زنكلوني يصنع الطعام للأيتام في الساعات الأولى من الصباح تقول الحكاية إن السيد زنكلوني ذات مرة وعقب اجتماع عُقد بشارع المطار بعد منتصف الليل، وفي طريق عودته إلى منزله لاحظ أسرة متشردة على قارعة الطريق، تفترش الكراتين، توقف قليلاً ليتبين الأمر... امرأة في العقد الرابع من العمر، صحت من نومها مذعورة، والي جانبها أربعة أطفال، بعد حوار مقتضب، عرف أنها أرملة... زنكلوني طوالي دخل في توب الخليفة عمر بن الخطاب، والتفت إلى سائقه قائلاً: ثكلتك أمُّكَ يا بخيتُ هيا انطلق بنا إلى الدار، ثم إلتفت إلى الأرملة: انتظري يا أمةَ الله حتى أعودَ اليك... اتصل زنكلوني بمدير مكتبه وكاتم أسراره: اسمع يا عباس تعال البيت سريع... همس في أذن عباس... في الحال اتصل عباس بناس التلفزيون، وبعدد من الصحفيين منهم: فضل المرجي السَّمْكرْجي، وجلال الطبَّال، وأبو دُماغ الصمَّاغ، وأبومعروف دقَّاق الدفوف... زنكلوني قال مخاطبًا عباس: أنا بمشي قدامكم «لأصنع الطعام بنفسي لأولئك الأيتام » العبارة بين القوسين قالها بالعربية الفصحى، وهو يضحك ثم واصل: وإنت وجماعتك الضربتا ليهم ديل، ألحقوني هناك، ووريهم إنِّي أنا ما عارفهم جايين معاك، عشان ما يشكُّو في إننا مفبركين الحكاية دي، وقول ليهم إنو التغطية دي أنا عملتها لزنكلوني مفاجأة، وقول ليهم: لأنو دا عمل صحابة نادر جدًا وما في زول قبل كدي عملوا إلا سيدنا عمر في صدر الإسلام، والآن زنكلوني دا، وقول ليهم أنا رأيت إنو لازم يُوثّق رغم إنو زنكلوني حذرني من إنو مافي زول يعرف الشي دا، لأنو هو بفتكر إنو دا عمل بينو وبين ربُّو، وعايزو يكون خالص لله، لكن أنا مصر على حكاية توثيق الكلام دا... عباس انطلق بعربته إلى الطبّال والزبّال، والصمّاغ، والسمكرجي وحملهم إلى حيث يصنع زنكلوني الطعام للأسرة المشردة، وفي الطريق أخبرهم بالقصة، وقال ليهم خلو بالكم طويل واتحملو زنكلوني إذا أحرجكم أو طردكم، أو شتمكم أو أساء لي أنا لأنو هو ما عايز الحاجة يعرفوها الناس، هو عمل كدي لله بس.. الجماعة أول ما جو لمو ليك فيهو تصوير، وهو مُنهمك في صنع الطعام بنفسه للأيتام والأرملة، وعامل فيها ماشاعر بأي شي ... بعد قليل هزّاهو عباس من كتفو، وقال ليهو الناس ديل مُصرِّين ياخدو منك شوية تصريحات، فبدت عليه ملامح الدهشة المصطنعة وهو يقول: إنتو أصلو ما بتفوت عليكم حاجة خالص، ثم التفت إلى عباس معاتبًا: كتّر خيرك يا عباس حافظت على السر كويس، دا أنا حالتي شدّدتا عليك ماتكلم زول تقوم تجيب لي صحفيين وناس التلفزيون كمان ويقبضوني متلبس وبالثابتة، وزاد: علي أي حال أمري لله حأتْكلم تقديرًا لجيتكم لي دي في الساعات الأولى من الصباح «يضحك» لكن بإيجاز شديد: ما أدس عليكم دا هو برنامجي اليومي مما جات الإنقاذ دي ولا يوم ماغبّيتو، طوالي بتفقد الأيتام والأرامل وما بحب زول يطّلع عليهو، بس إكرامًا ليكم المرة دي بخليكم تنشروا الكلام ده!!