حالة أقل ما توصف به أنها مأساوية، تلك هي حال التعليم بمنطقة أم كورو التابعة لوحدة ديري الإدارية بمحلية عد الفرسان بولاية جنوب دارفور، حيث إن تلاميذ مدرسة أم كورو الأساسية يفترشون الأرض تحت الفصول المشيدة بالقش، تدمع عين كل من شاهد تلاميذ تلك المدرسة وهم يلوذون من البرد القارس داخل تلك الكرانك المفتوحة بجوانبها المختلفة بل إن مكتب المعلمين هو الآخر عبارة عن راكوبة قش وتنعدم فيه الأثاثات والكتاب المدرسي، تلك الصورة المأساوية لازمت تلك المدرسة منذ بداية التسعينيات تاريخ تأسيسها، إلا أن مواطنها تنفس الصعداء عندما تبنَّت جمعية الإغاثة والتنمية بالولاية أمر تأسيس تلك المدرسة بالمواد الثابتة في إطار خطتها الرامية للانتقال بأنشطتها من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية، وبالفعل فقد أوفت الجمعية بوعدها وبدأت العمل في تشييد أربعة فصول ومكتب للمعلمين بتمويل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت، «الإنتباهة» وقفت على الحالة المأساوية التي يواجهها تلاميذ المنطقة والبالغ عددهم حوالى «140» تلميذًا من خلال مرافقتها لجمعية الإغاثة والتنمية وعضو تشريعي الولاية عن دائرة أم لباسة محجوب عبد الرحمن الذي يواجه تحديًا كبيرًا تجاه الإيفاء بالوعود المقطوعة بينه وبين مواطني دائرته البالغ تعدادهم «136» ألف نسمة يتوزعون بوحدتي أم لباسة وديري الإداريتين ويعتمدون على مستشفى وحيد ولم يُفتتح بصورة رسمية علاوة على قضايا التعليم والمياه، فمدرسة أم كورو التي تم تأسيسها مطلع التسعينيات ظلت تعاني من الإهمال طوال تلك السنوات رغم أن من تخرجوا فيها الآن بعضم يعمل مدرسًا فيها، حيث أشار مواطنو المنطقة في حديثهم للصحيفة أن منطقتهم لم يزرها مسؤول حكومي مطلقًا وأن التعليم يمضي بالجهد الشعبي فقط، وقال مدير المدرسة يعقوب عيسى موسى إن المدرسة بها «135» تلميذًا وجميعهم يجلسون على الأرض بجانب انعدام الكتاب المدرسي والأثاثات المدرسية، وبها اثنان فقط من الأساتذة موظفان والبقية متطوعون من أبناء المنطقة، مشيرًا إلى أن مكتب المعلمين عبارة عن راكوبة من القش وبه أربعة كراسٍ فقط، وأضاف يعقوب أن قيام جمعية الإغاثة والتنمية بإنشاء فصول ومكاتب للمعلمين بالمواد الثابتة يعتبر فاتحة خير للعملية التعليمية خاصة وأن التلاميذ يمرون بأشد أنواع المعاناة في فصلي الخريف والشتاء، فيما أشاد عضو تشريعي جنوب دارفور عن الدائرة «6» أم لباسة محجوب عبد الرحمن بدور جمعية الإغاثة والتنمية ودورها الرائد تجاه تقديم الخدمات بمناطق دائرته، وقال إن تلك الجمعية بجانب إعلانها إنشاء مدرسة أم كورو بالمواد الثابتة قامت من قبل بإنشاء مركز صحي متكامل بمنطقة حريزة بمحلية عد الفرسان من شأنه الإسهام في تقديم خدمات الصحة لأكثر من سبع عشرة منطقة مجاورة علاوة على قيام العديد من محطات مياه الشرب، وطالب محجوب بقية المنظمات الوطنية والأجنبية بالانتقال من مرحلة الإغاثة وتقديم الغذاء إلى توفير الخدمات التنموية التي يحتاج إليها إنسان الولاية.. من جانبه أكد رئيس جمعية الإغاثة والتنمية بالولاية آدم محمد حسين الإعيسر مواصلة الجمعية في برنامجها التنموي في إطار خطتها الموضوعة مسبقًا والتي تحولت فيها من مرحلة الإغاثة إلى التنمية، وأشار إلى أن المانحين الإسلاميين يولون دعم المشروعات بدارفور اهتمامًا كبيرًا، وأضاف أن الجمعية في قطاع غرب نيالا ركّزت نشاطها على التنمية بصورة أساسية، وبتعاونها مع مؤسسة مكة الخيرية تم إنشاء مركز صحي حريزة الذي يقوم بخدمة مواطني «17» منطقة مجاورة، لافتًا إلى أن ضربة البداية لإنشاء مباني مدرسة أم كورو الأساسية يعد بداية للتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت المموِّلة للمشروع، وناشد آدم المواطنين الاهتمام بتعليم أبنائهم وتفعيل روح النفير الجماعي في معالجة القضايا كافة.. عمومًا واقع الحال بمدرسة منطقة أم كورو يعد نموذجًا لمئات المدراس بمحلية واحدة فقط من محليات جنوب دارفور البالغة «30» محلية وهي خطوة تتطلب تضافر الجهود لإنقاذ التعليم بالولاية حيث تتزايد نسب الفاقد التربوي بصورة كبيرة.