تتخطى ولاية جنوب كردفان بخطى واثقة في كل يوم تداعيات الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة كادوقلي قبل شهرين بتمرد الفريق عبد العزيز الحلو وزمرته والذي تسبب في الكثير من الأضرار في الأرواح والممتلكات وأخفها حالة الهلع والرعب التي انتابت المواطنين وخاصة النساء والاطفال جراء النيران الكثيفة التي انهالت عليهم طوال أيام الهجوم على المدينة.. والآن تعيش الولاية ككل ومدينة كادوقلي على وجه الخصوص استقرارًا كبيرًا انطلق معه العمل في العديد من المشروعات التنموية، حيث تشهد كادوقلي الآن عمليات واسعة لتخطيط عدد من الأحياء بهدف توفير بيئة أفضل للسكن وفتح الطرق وتيسير عملية إيصال خدمات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات للمواطنين. وعدَّد المهندس إبراهيم عبدالكريم وزير التخطيط العمراني بالولاية أهمية التخطيط لأحياء المدينة انعكاساته الإيجابية على المواطنين من جوانب عديدة، مشيرًا إلى أن مشاريع التخطيط المماثلة التي تمت بعدد من الأحياء كالبانجديد وحجر المك وكليمو غيرت شكل الحياة تمامًا بهذه الأحياء، حيث إن المواطنين غيروا نمط البناء من المواد المحلية واتجهوا للبناء بالمواد الثابتة كالطوب الأحمر والأسمنت الأمر الذي أعطى ناحية جمالية كبيرة للمنازل والأحياء ورفع من قيمتها الاقتصادية. وأبان أن أتيام المساحة والتخطيط تعمل الآن بأحياء السمة شرق وغرب وتجد تعاونًا كبيرًا من المواطنين، مؤكداً أن عمليات التخطيط ستتواصل لتشمل كافة الأحياء والقرى لأهمية ذلك الاجتماعية والصحية والخدمية. ومن جانبها أوضحت الأستاذة نجاة عوض الله رئيس الوحدة الإدارية لمدينة كادوقلي ورئيس لجنة التعويضات وفتح الشوارع أنه تم فتح عدد من الشوارع بعرض 30 مترًا و20 مترًا، وأن عمليات تسليم المنازل للمواطنين مستمرة، وأشارت لبعض المعوقات التي تعترض العمل والمتمثلة في قلة كوادر المساحة الامر الذي أدى لبعض التأخير في عملية تسليم الاراضي للمواطنين وخاصة المتأثرين بالهدم والازالة. وقالت إن هناك تنسيقًا تامًا بين كافة الجهات العاملة في التخطيط والمواطنين حيث يتم تبليغ المواطن الذي يقع منزله في دائرة المواقف المستهدفة بالهدم قبل فترة كافية لتوفيق أوضاعه ونقل أمتعته لموقع إقامته المؤقت، مؤكدة أهمية وقوف المواطنين ودعمهم للمشروع باعتبار أنه هم جماعي وفائدته كبيرة على الجميع. ومن جانبهم أكد عدد من المواطنين بحي السمة الذين التقتهم «الإنتباهة» عن كامل دعمهم لعمليات التخطيط وفتح الشوارع وتضحيتهم بمنازلهم من أجل اكتمال هذا العمل الذي وصفوه بالبداية لانطلاق مشروعات التنمية والخدمات بالحي. وقال السيد عمر مطر مواطن بحي السمة شرق إن في التخطيط ضمان مستقبل أفضل خاصة فيما يتصل بمشروعات الصحة والتعليم، مناشدًا حكومة الولاية مدهم بخيام ومشمعات كحلول مؤقتة حيث إن بعض الأسر الآن تعيش في العراء، مبينًا أنه شخصيًا هدمت له 5 غرف، ولكنه لا يأسف عليها كثيرًا لأنه سيعاود بناءها بصورة أفضل مما كانت عليه. ودعا أحمد محمد أحمد بدوي لمواصلة العمل في هذا العمل، الذي وصفه بالمهم والذي يجمل شكل الحي والمنطقة ككل ويوفر التهوية المطلوبة والتي كانت مفقودة قبل فتح الشوارع وتخطيط الحي. فيما أشارت المواطنة حليمة عبدالله أبوشوك الى معاناتهم في السابق حيث لا تتوفر خدمات اصحاح للبيئة بالصورة المطلوبة الامر الذي يتسبب في تفشي كثير من الامراض خاصة وسط الأطفال، وعبَّرت عن تقديرها لحكومة الولاية والقائمين بالأمر، وقالت «عملية تكسير الغرف والمنازل مؤلمة ولكنها تأتي بالخير الكثير.