.. ماسر ارتباطنا بإبداعات الأمس دون اليوم!! هل الأمر يعود لنظرية الأجيال لكل جيل ناسه؟ أم أنها مسألة جودة وإتقان وإقناع منتوج أدبي وفني أصابه ما أصابه ولم يعد كما كان أبدًا، لكنا ظللنا متشبثين به رغمًا عنا وعن الجديد الصارخ فينا.. وإذا كان الأمر الطبيعي أن تتطور الأشياء نحو الأفضل فما سر تدهور وتراجع المنتوج الإبداعي إلا ماندر..! لماذا لا تستغرقنا القصة ولماذا لا يهزنا بيت قصيد حتى نعيده ونكرره ونتمعن ونكاد نتفجر فيه إحساسًا وعمقاً.. ولماذا ننبهر بغلاف المؤلف ويخذلنا مضمونه! هل الوزن الإبداعي في حالة تناقص مستمر وبحاجة إلى وقفة وتدارك وتغذية جذوره وريدياً ليستعيد عافيته ويضج حياة وإنتاجاً.. أم لا بد من خلق آيزو إبداعي نغربل به ما ننتجه ولا يخرج للنور إلا ما يوصم بالإبداع ولا أقل من ذلك.. هل تتهاون مؤسساتنا الثقافية في الإنتاج الأدبي والفني وتتخمنا بما لا فائدة فيه.. هل اضمحلّت الثقافة فينا وصرنا نرضى بالكفاف والفتات! هل أصابنا التراخي عن السعي والاجتهاد والتجويد وخلطنا موازين العصر فيما يمكن أن نتناوله «تيك آويي» وما يحتاج إلى تركيز وتدريب خلطنا بين التعاطي مع الطعام والتعاطي مع الثقافة والإبداع فأُصبنا بتخمة التناول!! وصرنا نطلق المسميات والألقاب الدعائية: المبدع فلان والأديب والكاتب والشاعر الكبير و... و... وحتى ننقي ما عكر صفو تذوقنا لابد أن نعي أن الإبداع يجب أن يكون ناتجًا غير عادي وعبر الدراسات وجدوا أن أبرز معيار لتصنيف المبدع هو الشهرة التاريخية وثبات إنتاجه وكيف ظل عبر السنوات لم يتزحزح عن الأذهان وبقي محل تقدير من المثقفين والمتخصصين والعامة ..! وأيضًا حجم وكمية ونوعية ما أنتج عبر مشواره الإبداعي ونحسب أن النوعية هي الأهم .. وايضًا إلى أية درجنا اخترقنا ذلك الإبداع المكتوب، المنطوق، المرسوم... هل من يسد ذلك الفراغ بدواخلنا ويملأها دسمًا فكرياً إبداعياً يعيد لنا مجداً تعلق يومًا بجدار الكعبة وسوق عكاظ.. لكم التحية