المعاقون .. العقل والجسم السليم مرّ الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين دون التناول الإعلامي الذي يليق بالمناسبة، وكلنا معاقون وغير معاقين شاركنا في هذا القصور.. وفي جلسة خاصة نظمتها مجموعة مربد وهي مجموعة منظمات وجمعيات طوعية عاملة في حقل المعاقين، تكشف لنا مضامين ومفاهيم كنا نتعامل معها بحسن نية ولا ندري أننا نرتكب جريمة في حق أولئك الذين اختار لهم الله الابتلاء الحسن وخصهم بالإعاقات المختلفة. ومن تلك المفاهيم التي أوضحها الخبير القانوني والمستشار الكفيف عوض علي أننا نردد مصطلح «ذوي الاحتياجات الخاصة» وأثبت لنا أن الجميع له احتياجات خاصة وأن هذا المصطلح ينفي الحق التأصيلي للمعاقين وهو غير مقبول ويؤثر في معنويات المعاقين، وقال تقولون «الطُرش» وهم أصحاب الإعاقة السمعية وقال الله عنهم «صُم» تقولون المجانين وهم أصحاب الإعاقة العقلية وقال أخطر ما ترددون «العقل السليم في الجسم السليم» والصحيح «العقل السليم في الإرادة السليمة».. وقبل أن ينفض حديثنا قال إن بالسودان بعد الانفصال حوالى مليوني معاق يملكون الإرادة السليمة والعقل الراجح.. ما تبادر لذهني وقتها أن سكان بلادي بعد خصم المليونين من المعاقين كلهم ذوي احتياجات خاصة. إيصال وتواصل وتفوق.. ولكن استطاع برنامج إيصال وتواصل الذي تبثه قناة النيل الأزرق أن يكسر حاجز احتكارية العاصمة ونجومها إلى التفوق في رحاب الولايات من خلال جولته الواسعة بولاية كسلا والقضارف ومدني والحصاحيصا والطواف على شوارع المدن المختلفة وهي حلقات يقدمها العقيد مبدع مالك ساتي رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة والمقدم رائع احتفال حسن أحمد مدير إدارة الإعلام والتوعية المرورية بالإدارة العامة للمرور حيث كان محور البرنامج أسئلة تثقيفية مرورية لزيادة الوعي المروري لدى المواطنين.. وفكرة الخروج عن العاصمة فكرة تستحق التقدير وتمنح البرنامج قومية المشاركة في المساهمة لتحقيق السلامة المرورية.. لكن فقط على القائمين بأمر الإعلام المروري أن يغيروا لنا شعار المرور الذي يحوي خريطة دولتين خاصة من قناة النيل الأزرق إن شاء الله تعملوا الإشارات الثلاث من الشرق للغرب واتركونا ننظر لها ونحن ملتفو الرقاب. مستشار في شنو؟ يقول الحكماء لا تستشر جاهلاً ولا جبانًا ولا متهوراً وهذا المنطوق يحدد مفهوم «مواصفات المستشار» وهو أن يكون «عاقلاً عالماً بموضوع الاستشارة ومتوازناً بين الحذر والإقدام» وهذه أفضل مواصفات المستشار في كل مجال، وخاصة إن كان رئاسياً فالأمر يحتاج إلى إدراك عميق بحسن الإدارة أو سوئها، ومستقبل البلاد كما يتوجب على المستشار أن تكون لديه الدراية العلمية والخبرة في الإدارة والحنكة في اتخاذ القرار والقدرة على إدارة الأزمات مهما كان حجمها. ويقول الخبير الاقتصادي السعودي عبد الله الجعيثن لا بد من وجود مواصفات في المستشير نفسه، وهو أن تكون لديه القدرة على التمييز بين العالم والجاهل، والمخلص والمغرض، والجبان والمتهور، وأن يكون هذا المستشير قادراً على فهم الاستشارة وهضمها بحيث يقدم أو يحجم عن بصيرة، فرغم كل ما يقدم له مستشاره من معلومات وتوقعات، يظل القرار النهائي قراره هو، والمسؤولية الحقيقية تقع عليه أولاً، وإنما المستشار بمثابة من يضيء بعض النور في طريق مظلم، إن هذا يساعد على الرؤية والسير ولكنه يستوجب تدقيق الرؤية لكثرة الحفر والعقبات في الطريق، كما يستوجب اختيار أفضل وأخصر الطرق التي انعكست عليها أنوار المستشار الشاحبة. أفق أخير:- تُرى ما هي الاستشارة التي يقدمها السيد جعفر الصادق الميرغني؟