لم يكن يوم الاحتفال بتحرير ليبيا وانتصار ثورة السابع عشر من فبراير بالخرطوم حدثًا عابرًا على أذهان الشعبين السوداني والليبي، فقد أعادت الاحتفالية التي نظمها شباب الثورة بالخرطوم مساء يوم السبت الماضي، ذلك اليوم المهيب من تاريخ الشعب الليبي الشقيق عندما تحررت كل المدن من كتائب الطاغية العقيد القذافي، في الاحتفال الذي أقامه وفد الاتحاد الوطني لشباب ليبيا احتشدت له الجالية الليبية بالخرطوم وعانق السودانيون الليبيين فرحين بالانتصار، وكان الحضور بتلك الليلة لتقديم واجب الشكر والعرفان للشعب السوداني الذي وقف معهم وساندهم في ثورتهم، فإلى تفاصيل الليلة الشيِّقة:- تحية وإجلال بدأ الاحتفال بتحرير ليبيا الذي أقيم بركن «فينيسيا» الهادئ على شاطئ نهر النيل بعزف للسلام الوطني السوداني والليبي الذي وقف له كافة الحضور في زهو يدل على احترام كلا الشعبين لمعاني تلك الوقفة التي برهنت أن قلوب الشعبين السوداني والليبي ستظل متحدة للأبد يناصر بعضهم بعضًا حتى يرث الله الأرض، ويقفان في تعاضد مستقبلي باهر ليكون مثالاً لدول المنطقة. ممثل شباب «17» فبراير: ندين بالعرفان للسودان عبّر شباب ليبيا الذي تحدث نيابة عنهم المهندس مصطفى سليمان محمود عن امتنانهم لدور السودان في إنجاح الثورة الليبية، وقال إن ليبيا اليوم تدين بالعرفان للسودان الذي أجزل العطاء وقاد مناصرة لن ينساها الشعب الليبي جيلاً بعد جيل، وقال: شباب ليبيا الذي يزور السودان لأول مرة بعد تشكيل أول حكومة بعد الثورة يريد أن تفتح بلاده صفحة جديدة في العلاقات مع السودان وشبابه، وزاد بأن ذلك سيكون في سلم أولوياته لتعزيز العلاقات ونسجها على أسس متينة، داعيًا قيادتي البلدين إلى العمل على تعزيز التعاون الثنائي، وأضاف أنهم من خلال مجلس الشباب العربي الإفريقي يتطلعون للمزيد من المناصرة لتعزيز الحضور المتواصل في المحافل الإفريقية والعربية والعالمية، كما ترحم المهندس مصطفى على شهداء الثورة الأبرار الذين ضحوا بدمائهم لإنجاح الثورة، مضيفاً أن الشباب هم عماد الثورة ووقودها والمعوَّل عليهم كبير لبناء ليبيا بعد معركة التحرير التي خاضوها ودفعوا أرواحهم ثمنًا لها. ممثل الجالية الليبية: البشير رجل شجاع بعد «45» عامًا بدأت الجالية الليبية تتنفس الصعداء بإزالة نظام القذافي الذي جثم على صدورهم تلك الفترة الطويلة لم يستطع عددٌ كبير منهم أن يدخل إلى وطنه بل حورب البعض منهم حتى خارج وطنه، ويقول ممثل الجالية بالسودان شاكر بشير الجويلي إنه بعد «45» عامًا لم نشعر بأننا أغراب بين هذا الشعب الطيب المضياف، وحيّا في كلمته شهداء ثورة السابع عشر من فيراير، وطالب الشعب الليبي بالصبر على حكومته الجديدة حتى يتسنى لها إدارة البلاد لغد أفضل، وقال: إننا صبرنا كل تلك السنوات على الظلم والتهميش ولذلك لا بد من الصبر والعمل لتجاوز هذه المرحلة من تاريخ ليبيا، وقال: باستقرار ليبيا سيعم الخير والرخاء لكل الدول المجاورة، وحيّا الشعب السوداني حكومة وشعبًا حيث قدم كل غال ونفيس حتى كسر الشعب الليبي القيد الذي كان يلتف حوله، ووصف الرئيس البشير بالرجل الشجاع. لحظات الوفاء والعرفان كالعادة عمل أحفاد عمر المختار على أن يردوا التحية بأحسن منها لذا زانت لحظات الوفاء والعرفان روح جمعت بين الشعبين ودموع تقطرت من أعين الشباب السوداني الذي انتفض للذهاب إلى ليبيا منذ انطلاق ثورتهم المجيدة وهو يسترجع لحظات مشاركته لأخوته الليبيين، لذا قام شباب الثورة بتكريم الوفد السوداني الأول الذي زار ليبيا وبدأ التمهيد بتقديم جسور المناصرة للشعب الليبي الذي كان يعاني من وطأة مدافع «الجراد» من نظام الطاغية، وبدأ التكريم بشيخ المناصرين الدكتور أسامة علي توفيق وصحبه الكرام، ثم أعضاء الوفد الثاني بقيادة دكتور عبدالماجد ودكتور إمام الصديق و بقية الوفود الأخرى من أطباء ومهندسين، حتى وصلت لحظات تكريم صحيفة «الإنتباهة» التي حصدت في ذلك اليوم «6» من الشهادات تقدمها رئيس مجلس الإدارة المهندس الطيب مصطفى ورئيس التحرير الأستاذ الصادق الرزيقي وعضو مجلس الإدارة الدكتور بابكر عبد السلام والزميلان المثنى عبدالقادر الفحل ومعتز محجوب والأخيرة للإخوة بالصحيفة، حيث كان الأخيران ضمن القوافل التي زارت ليبيا عقب انطلاق الثورة، ولم يكن في ذهنهم سوى أن ما فعلوه أقل ما يمكن أن يقدمه السودانيون لإخوتهم الليبيين بخلاف التغطية الصحفية في تلك الأيام. عمومًا كانت الاحتفالية معبِّرة وستظل في أذهان الشعبين السوداني والليبي أنهم وضعوا أساس العمل لغد أفضل ولعلاقات يسودها التعاون والاستقرار، ولم ينسَ الليبيون تكريم ممثلي وزارة الدفاع الوطني وجهاز الأمن والمخابرات الوطني، عرفانًا لما أدوه وبذلوه في سبيل نصرة الشعب الليبي.