(أبو سليم)....حكاية من داخل أبشع سجون القذافي.... محكوم بالإعدام يفجر القنابل..ويروي تفاصيل مثيرة عن عودته من الموت...!!! لماذا حاول جنود القذافي اغتصاب أحد الثوار..وماهو سر (الجرذ)..؟؟ فى احتفالية أنيقة بالخرطوم كرم اتحاد الشباب الليبي السودان على مساندته لثورة 17 فبراير، ووسط حضور كبير من الجالية الليبية وأصدقائها بالخرطوم تم تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التى ساندت الثورة كان فى مقدمتها الصحف السودانية... وقد بدا لافتا لمن حضر المناسبة صعوبة التمييز بين السوداني والليبي لتشابه السحنات الكبيرة بين الشعبين...وقال القائم بالأعمال الليبى بالخرطوم عطية الفيتوري إن الاحتفالية تعبير من الشباب الليبي للجهود والدعم السخي الذي قدم للثورة من الشعب السوداني وأكد أنهم لن ينسوا هذا الجهد الذى قدم لشعبنا من أجل تحقيق سعادته من قبل النظام السابق الذى أذاقه الضيم، باعتبار أن النظام السابق فى ليبيا لم يسعَ الى تعمير العلاقات بين البلدين. تعهد القائم بالأعمال بأن تكون الفترة المقبلة التعاون بين السودان وليبيا على أسس صحيحة وشفافة ومن ثم الدعوة للعمل والتعاون والاستثمار ستكون أيضا على أسس شفافة وصادقة مشيرا الى أن التعاون سيكون فى عدة مجالات وكشف عن مسعى الى ربط البلدين بطريق بري كما يسعى إلى إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين... وشهدت الاحتفالية الكشف عن الكثير من الحكايات والقصص من داخل أبشع سجون القذافي..وهو سجن أبو سليم...تلك الحكايات التى حكاها أبطالها الحقيقيون.. فماذا قال بعض من استنطقتهم السوداني..؟؟ حكاية محمد: كشف المستشار القانوني للاتحاد الليبي محمد حادثته الشهيرة مع الثورة عندما كان في ميدان الشهداء في مدينة الزاوية، وذلك عندما خرجوا للتظاهر سلمياً فقامت الكتائب بقمعهم وحصارهم واستشهد منهم الكثيرون ومنهم من لجأ الى تونس او غادر المدينة، لكن المناضل محمد يقول إنه من الذين بقوا في المدينة في أحد المنازل الطرفية، وبعدها قامت الكتائب بمحاولة القبض عليه ، فقرر السفر الى تونس وعند وصوله الى الحدود الليبية مع تونس على معبر رأس جدسر للحصول على تأشيرة دخول اشتبه فيه أحد الكتائب.. وفي تلك اللحظة قالوا لي إنه يجب أن أذهب معهم، وقاموا بالتحفظ على جواز سفري، وعندما ذهبت معهم قالوا لي إنني مطلوب باعتباري متهم في أحداث ميدان الشهداء، وقاموا برط عينيّ ويديّ خلفي، وقاموا بنقلي لمقر الأمن ثم مقر الأمن في الزاوية، ومن هنا بدأ مسلسل التعذيب بأسلاك الكهرباء وغيرها، وكانت تهمتي التى اعترفت بها لهم أننى قتلت (5) من المرتزقة في تلك المعركة بالإضافة لجرحى آخرين، ويقول محمد إن سلاحه وضعه عند عمه وأنه رفض الإدلاء بأي شيء حتى لا يلقي عمه في تهمة ليس له ذنب فيها، ويضيف محمد أنه نقل الى سجن أبوسليم وعند وصولهم لبوابة السجن قاموا بخلع أحذيتهم وساروا على الأقدام حتى وصولهم إدارة السجن حيث استقبلوهم بالضرب من قبل أفراد جهاز الأمن الداخلي وهم معصوبو الأعين، وأدخلوهم في غرفة في السجن مغلقة تماماً، وكانوا يعطونهم ماء مالحاً للشرب، وخلال الأيام التى قضوها ظلوا في حالة تعذيب يومياً حتى وصل الأمر لمحاولتهم اغتصاب أحد الزملاء معهم لأنه لم يعترف بشيء، ويشير محمد إلى أنه عقب ذلك بشهرين قاموا بنقله لغرفة التحقيقات واستجوابه معصوب العينين، وأعقب ذلك محاكمة تمت بسرعة فائقة وحكم عليه فيها بالإعدام رمياً بالرصاص.. بعدها تم إرجاعه للغرفة مع زملائه، وبعد ساعة رجع حرس السجن وكان معهم بدلة حمراء خاصة بالإعدام، وتم نقله لعنبر الإعدام وقضى فيه بقية فترة سجنه، وفي يوم العشرين من أغسطس الماضي بدأ الرصاص يسمع بصورة ملحوظة خارج السجن، واستمرت الأيام بتلك الصورة حتى وصل الثوار الى طرابلس وظلوا هم ينتظرون تلك اللحظة الحاسمة لإطلاق سراحهم بفارغ الصبر، وفي يوم (24) أغسطس تعرض السجن لضربتين من طائرات الناتو وعقب ذلك اختفى أفراد الأمن والكتائب منذ ذلك اليوم، وقاموا بكسر أطواق السجن وحرروا بعضهم البعض، وظلوا يعانقون بعضهم بعد أن تأكدوا تماماً أن الطاغية قد زال، ولم يبقَ أمامهم إلا الباب الرئيسي الذي كسروه وخرجوا وكان الثوار في استقبالهم. ويضيف محمد: ذهبت على الفور لمنزلي حيث دخلت البيت ووجدت أسرتي على مائدة إفطار رمضان ينتظرون الأذان وكانوا يعتقدون أنني ميت.. وتفاجأوا بي جميعاً وأنا أدخل عليهم مرتدياً (بدلة الإعدام الحمراء)....، ويقول محمد: بعد ذلك بيوم ارتديت بدلتي العسكرية واتجهت الى الجبهة في منطقة ابن وليد ومنها الى سرت حيث قبضنا على الطاغية وعندما وصلنا الى جثته كان هو (الجرذ) وليس نحن، وعقب ذلك انتسبت الى أحد سرايا الثوار ولأنني كنت أعمل محامياً فقد دخلت في تحقيقات مع أسرى النظام السابق وكنا نستجوبهم، وأسسنا الاتحاد مع زملائي وشغلت منصب المستشار القانوني وأول زيارة لنا كانت للسودان والحمد لله.