رأيت مشهداً أثار استغرابي وغضبي وهو أن عربة الأوساخ المخصصة لحمل النفايات تحركت من أحد الأماكن بسرعة فائقة فسقطت منها كمية من النفايات في شارع الظلط ولم تلتفت إليها وتركتها لتحملها الرياح وتملأ بها كل الشارع بالأوساخ والقاذورات في مشهد مقزز أثار استنكار وتعلقيات كل المارة ومنهم من قال: «دي عربية نظافة ولا عربية إعادة توزيع النفايات في الشوارع». والحقيقة أن شاحنات النفايات يتعامل معها من يقودونها وعمالها باستعجال واستخفاف وعدم تجويد وبعقلية «عدي من وشك» فهم يأتون مسرعين ويحملون جزءاً من النفايات ويتركون ما تبقى وإذا سقطت منهم نفايات في الطريق العام لا يقفون من أجل اعادتها للشاحنة إنما يتجاوزونها ويتحركون مسرعين مما جعل أداءهم متدنياً للغاية وكفاءتهم ضعيفة وهذا ما أدى إلى المزيد من تراكم الأوساخ وإلى أن تكون العملية وكأنها إعادة توزيع للنفايات.. ويقول المواطنون في كل حي إن كفاءة شاحنات النفايات وعمالها ضعيفة نتيجة للإهمال والاستعجال. إن محدودية الشاحنات العاملة في مجال النفايات قد جعلت زمن حضورها للأحياء متباعداً مما يخلق فجوة في هذا الأمر فيضطر المواطن للتعرف بطريقة غير لائقة للتخلص من النفايات مثل الاعتماد على أصحاب الكاروهات، وهؤلاء بالطبع ليست لديهم ثقافة النظافة.. فهم يحملون الأوساخ على الكارو ثم يلقونها في أقرب مكان على طول شارع الأسفلت فستجد الشارع العام في الحي محفوفاً بالكوش والأوساخ من كل جانب وذلك بفعل ضعف ثقافة أصحاب الكارو ورغبتهم في التخلص من حمولتهم بأقصى سرعة وقبض الثمن. إن المواطن يدفع رسوم نفايات بشكل منتظم وإجبارياً، وإذا تأخر مواطن على دفع النفايات يتم تهديده بالشرطة ثم تأتي الشرطة لأخذه، إذن في هذه الحالة لا بد من أن تهتم جهة الاختصاص بتجويد المهنة «ومن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل». أضف إلى ذلك أن هنالك نفايات تبقى لفترة طويلة في شكل كوش لتوليد الذباب مما يجعل أضرارها مزدوجة مما يعني أن هنالك قصورًا في جدولة دوريات سيارات النفايات. إن المطلوب من السلطات في ولاية الخرطوم أولاً زيادة عدد المركبات العاملة في نقل النفايات. وثانيًا عمل كورسات تدريبية لعمال النفايات ورفع شعار «لا تتركي شيئاً من النفايات وراءك» وتعليم هؤلاء العمال كيف يؤدون واجبهم وتبصيرهم بأهمية الكفاءة في الأداء وتجويد المهمة. وتبصير السائقين بضرورة أن تكون عيونهم مفتوحة على عملية تحميل الشاحنة بالنفايات بحيث يتم تحميل جميع النفايات في أي موقع بكفاءة وأن يتم ضمان ضغطها داخل الشاحنة بطريقة صحيحة.