شهدت واستمعت إلى السيد مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي.. وهو يتكلم عن تجربته مع الحركة الشعبية التي جاءت بعد عملية «تهتدون».. وأظن والله أعلم أنه تكلم عنها بوله شديد مما يدل على أنه لا يعتبرها شيئاً ينبغي أن يتوب عنه.. ولا شيئاً لا ينبغي أن يُذكر بهذه الكيفية احتراماً للعلاقة الجديدة التي نشأت مع الإنقاذ.. وكان الصمت مخرجاً لسعادة العقيد المساعد لرئيس الجمهورية.. وكان الصمت يسعفني أيضاً رغم الذي ذكرته لولا أن الابن العقيد عبد الرحمن ترحم على جون قرنق عدة مرات قائلاً: «الله يرحمه». وأود أن ألفت نظر سعادة العقيد مساعد رئيس الجمهورية والإنقاذ والأخ أحمد البلاد مقدم البرنامج الذي لم ينبس ببنت شفة أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: «ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها أباه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم. وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. لا يجوز الاستغفار عمن مات على غير ملة الإسلام.. ولم يستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب لأنه لم يسمع منه كلمة الإسلام رغم أنه كان قريباً منه وكان يقول له قل كلمة أحاجج بها عنك يوم القيامة إلا أن الشيخ أنف أن يفارق ملة آبائه وأجداده. والعتاب موجه إلى سعادة العقيد وإلى الأخ أحمد البلال الطيب وإلى الأخ مدير الإذاعة والتلفزيون وإلى الإنقاذ عامة بحكوماتها المختلفة.. أن يراقبوا مثل هذه الأشياء التي قد تبدو صغيرة.. ولكنها في واقع الأمر من كبائر الذنوب. التبشير في دولة الشريعة: حملت الأنباء خبر معرض الكتاب المقدس الذي أقيم من قبل في كمبوني وكانت لافتاته وإعلاناته بل ومنشوراته على قارعة شارع القصر وكانت المعروضات تحتوي الإنجيل.. وبالأمس حملت الصحف خبراً مفاده أن شباباً من الجنوبيين يقومون بالتبشير للنصرانية في بعض أطراف الخرطوم.. وبدون تمييز وقد استهدفوا أحد المارة من أبناء الشمال ممن لا يخفى على أحد أنه من أهل الإسلام ورغم ذلك بادروا بتقديم الدعوة له وأعطوه الإنجيل، ومعلوم أن هذا من الأمور الممنوعة بل والمحظورة على أي أحد أن يمارسها في دولة الإسلام.. وسمّاها القرآن الفتنة. قال تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين». وقال تعالى: «والفتنة أشد من القتل». وفتنة المسلم عن دينه ومحاولة تنصيره أو تهديده مما يبطل عقد الذمة وعقد الأمان وعقد الجوار ويبطل كل عهد وعقد بين دولة المسلمين ومن يسعى لفتنة مسلم عن دينه. ويبطل أيضاً هذا العهد والعقد إذا أصاب الكافر الذمي مسلمة «بزنا أو باسم نكاح».. حتى ولو كانت الزانية راضية ومطاوعة له.. ولم يقل النص الذي أورده الإمام الماوردي «بعقد نكاح» بل قال باسم نكاح لأن كل نكاح بين مسلمة وكافر فهو نكاح باطل لا أثر له وحكمه حكم الزنا. خليل إبراهيم والعدل والمساواة حملت الأنباء مقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة التي حملت السلاح في وجه الحكومة منذ قبل عام 5002م الى يومنا هذا.. وقد ظل خليل في مواجهة مستمرة مع الحكومة حتى كانت حادثة غزوه لأم درمان قبل سنتين من الآن.. والتي أوشكت أن تؤتي ثمارها المُرة لولا لطف الله. وقد ظل المواطنون في دارفور وكردفان يجأرون بالشكوى من الحركات المسلحة المتمردة ومن بينها حركة العدل والمساواة.. فقد كانت تنهب أموالهم ومحاصيلهم وتجند أبناءهم قسراً.. وجاءت أحداث الثورة الليبية المباركة ودار لغط شديد حول مشاركة العدل والمساواة فيها إلى جانب قوات العقيد القذافي.. وكانت هناك شائعات بأن رئيس العدل والمساواة قد قُتل هناك.. وجاءت قصة ود بندة ويبدو أن خليل أُصيب مع مجموعة من قياداته وحاول اللجوء إلى الجنوب ولم يتمكن فقضى نحبه ومعه مجموعة من القيادات.. إنه من غير المتعارف عليه أن يسمي التلفزيون «الذي يمثل الدولة» أو يطلق لقب الشهيد على شخص متمرد كان يحمل السلاح على الدولة.. ولكن من الجائز شرعاً أن يستغفر له من شاء إذا كان قد مات على كلمة الإسلام .. وليس هناك ما يدل على غير ذلك بالنسبة إلى خليل. «إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك». الحج والعمرة والرسوم ماذا تفعل الحج والعمرة مع حجاج وعمار بيت الله الحرام؟ غداً إن شاء الله.