ليس من اختصاصنا أن نسأل كيف دخل خليل من ليبيا إلى السودان.. أنه كان يطلب النجدة بأنه محاصر.. وهناك حراسة لحدودنا مع ليبيا.. ولدينا اتفاقية مع تشاد وهناك عمل مشترك لأجل ذلك.. وهناك مواجهات تمت بين القوات المسلحة وفلول حركة خليل.. فكيف وصلت هذه الأرتال والعدد الضخم من السيارات العسكرية والتجارية بمن فيها إلى حدود الجنوب وتخطتها ودخلت دولة جنوب السودان؟ هذا السؤال يتردد على ألسنة الناس.. فهل كل حدودنا الجنوبية مؤمنة ضد التسلل من الجنوب وإليه أم أنها مفتوحة وبوسع أي مجموعة أن تتحرك عبر الحدود كما تشاء؟ هذه أسئلة تتردد في أوساط الشارع وهي في تقديري أسئلة مشروعة ومن حق الناس أن تسأل.. ولكن هؤلاء السائلين قد لا يدور بخلدهم أن المتمردين عموماً سواء في حرب الجنوب أو دارفور أو في التجمع لم يكونوا وحدهم.. ولم تكن لهم الرغبة أو حتى القدرة على مواجهة الدولة وجيشها ومجاهديها ولولا أن هناك قوى عظمى تدفعهم وتدفع بهم وتدفع لهم لكي يقوموا بهذه الأعمال.. هذه القوى العظمى ظلت ولسنوات ترصد وتتربص بانتظار لحظات الانقضاض.. ولديها من الإمكانات والتقنيات التي ترصد بها دقائق الأمور فهي ترصد في السياسة.. ترصد في الاقتصاد، ترصد على الأرض من السماء وتقود الجيوش عبر التجسس بالأقمار الصناعية والاتصالات.. ولم يكن بوسع قوات خليل «العدل والمساواة» أن تبلغ مشارف الخرطوم وأن تجهز بتلك المتحركات والأسلحة لولا التوجيهات عبر الأقمار الصناعية والأموال المدفوعة والتجسس على بلادنا وأماكن وجود قواتنا.. ولكن رغم كل تلك التكاليف المالية الباهظة.. ورغم كل تلك الجيوش المجيشة انتصرت القوات المسلحة والنظاميون والمجاهدون على فلول التبعية والتجسس والامتهان لأعداء الأمة لوقف مسيرة القرآن ودولة الشريعة سواء في الجنوب أو الغرب أو الخرطوم.وقد يقول قائلهم وأين هي الحريات!؟. نقول إن حرية التعبير موجودة وإلا لما أطلت علينا تلك الوجوه التي نعرفها جيداً ونعرف تواريخها ومواقفها من الديمقراطية والحريات كما نعرف أنفسنا.. وقد عايشناهم وهم يكمِّمون الأفواه ويصادرون الحريات ووسائل التعبير.. وشهدناهم وهم يؤممون المؤسسات والشركات الخاصة حتى صارت بلادنا معزولة تماماً عن العالم إلا من جهة واحدة واتجاه واحد ونحن نحتفل بالاستقلال المجيد الذي يتمتع به جميع أهل السودان لا بد أن نترحم على زعماء الأمة الذين اغتالتهم الأيدي الآثمة.. نترحم على روح الزعيم إسماعيل الأزهري رمز الاستقلال الأول الذي توفي وهو حبيس السجن بأيدي هؤلاء الذين لديهم اليوم حرية التنظيم وعقد الندوات وحرية التعبير وإصدار الصحف وتدبيج المقالات وتلوين الأخبار وقلب المعلومات ومحاولات لتشكيل الرأي العام وقيادته.. لولا حكمة المواطن السوداني وقوة ذاكرته ومعرفته التامة بمواقف هؤلاء الذين يتحالفون مع أعداء الشعب وقُطاع الطرق وعملاء الصهاينة.. رداً للدين وسداداً لفواتير الحرب والإمداد والتمويل.. إن الشعب الذي ساند الثوار منذ ثورة محمد أحمد المهدي وخليفته وثوار 24 والقيادات الاستقلالية لا يمكن أن يخدعه هؤلاء بشعارات غير مقنعة ومحاولات لقلب الحقائق ولي أعناقها.. والتاريخ يقف شاهداً وناطقاً وماثلاً أمام أعينه بعودة دكتاتورية الطبقة العاملة.. أي طبقة وأي عاملة هذه شعارات انتهى عهدها حتى لدى من ابتدعوها لأنها أنظمة وضعية.. وضعها البشر فهي باطلة أمام خلق الله وأمام قدرة الله وأمام حجة الإسلام.. هي باطلة لأنها انهارت وغيّرت أثوابها بعد أن فشلت التجربة بعد كل تلك السنوات..وكل تلك الدماء التي أريقت لأجل بقائها وهي فشلت هنا ولم يعرها الشعب مجرد التفاتة والشعب يعرف أين يقف وكيف يقف ولمن يدين!! وفشلت هناك وأصبحت أثراً بعد عين ونعاها الناعون هناك.