الإخوة الأعزاء قدامى المحاربين رفقاء السلاح نواصل اليوم على صفحة الاتكاءة الحديث عن القيادة الشرقية ونتناول مرحلة الفرقة الثانية التي قامت على أصول اللواء الرابع مشاة الذي كانت رئاسته منذ تكوينه في القضارف. وقبل أن ندخل في هذه المرحلة نتحدَّث عن خروج اللواء الرابع القيادة الشرقية من منطقة مسؤوليته وتحركه بكامل وحداته إلى الجنوب منطقة شرق الإستوائية، وقد كانت منطقة مسؤوليه وحداته التي تشارك في محاربة قوات التمرد.. لقد سبق تحرك اللواء الرابع شرقية بكامل وحداته إلى الجنوب إعادة تشكيل وتنظيم جميع وحداته على النهج الشرقي وتم دعمه بعناصر الدعم المختلفة وكانت الكتيبة الأولى «106» زوّدت بعربات حاملات جنود مدولبة.. كان تحرك اللواء الرابع بذلك الحجم وبتلك وحدات الدعم يعتبر من أكبر التحركات في ذلك الوقت. انفتح اللواء الرابع شرقية في منطقة مسؤوليته بشرق الإستوائية وأقامت رئاسته بقيادة العميد الركن علاء الدين محمد عثمان رحمة الله عليه في توريت بعد أن شارك اللواء في عمليات شرق الإستوائية وعملية ونج بول الشهيرة التي قصمت ظهر التمرُّد. خلال فترة وجود اللواء الرابع بالجنوب استلمت حامية الخرطوم مسؤولية المنطقة الشرقية وكانت رئاسة الحامية في القضارف بقيادة العميد الركن التاج حمد رحمة الله عليه وسنكتب ونوثِّق لحامية الخرطوم النشأة والتاريخ في صفحاتنا القادمة إن شاء الله. بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا مع المتمردين بقيادة اللواء جوزيف لاقو عام 1972م انسحب اللواء الرابع شرقية من شرق الإسوائية وأعاد انفتاحه في منطقة مسؤوليته القديمة ورئاسته في القضارف، وأعيد انفتاح حامية الخرطوم في منطقة الدمازين التي أصبحت منطقة مسؤولية اللواء «13» مشاة ولاحقاً الفرقة «الرابعة» مشاة التي دحرت تمرُّد المدعو مالك عقار.. وهكذا يحكي لنا التاريخ ويسجل للأجيال القادمة عظمة قواتنا المسلحة وجسارة قادتها وضباطها وجندها وتحكي المدن والأرياف والجبال والغابات عن بسالتهم وفدائيتهم وحبّهم للوطن العزيز الغالي.