حياك الله دوماً، والتحية لهذه المعادلات البناءة دائماً والوضيئة أبداً، ثم بعد: إن كنا ندينُ ونشجُبُ التعامل غير الكريم الذي أصبح طبعاً للعديد من العاملين في مرافق الدولة الخدمية، وما يتسم به هذا التعامُلُ من صلفٍ وازدراءٍ تجاه المواطن، فمن الواجب علينا أيضاً أن نشيد بأولئك الذين هم على النقيض من ذلك، وقليلٌ ما هُم في هذا الزمان.. ومن هؤلاءِ الأخ العقيد شرطة، رئيس مركز الرقم الوطني بجوازات أم درمان «عثمان عيد»، والذي لم أتشرف بمعرفته من قبل أو لقائه إلا حين حضوري إلى مكتبه للحصول على هذا الرقم الوطني، وجدتُ الرجُل يستقبل مواطنيه على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية هاشَّاً باشَّاً، يحترم الجميع وكلهم عندهُ سواء، يخاطبهم بأدبٍ ورفق، وإن كان فيهم من يجهلُ الإجراءات يقومُ بإرشاده إلى الوجهة الصحيحة أو الإجراء الذي يجب أن يُتبع، فيغادر المواطنُ مكتبه شاكراً ومقدراً لهُ ذلك، يعملُ الأخ العقيد كل هذا دون كلل أو ملل أو عُبوس في وجه أحد برغم الأعداد الهائلة من المواطنين أمام مكتبه وكلهم يسعى إلى الحصول على هذا الرقم الوطني.. مثل هذا الرجل أنموذج مشرِّف لجهاز الشرطة ووجهٌ مُشرِقٌ في رحابها ولكم تمنيتُ أن يكون جميع العاملين بمرافق الدولة الخدمية من أمثاله حتى ترتقي الخدمات ويحصلُ المواطن على حاجته موفور الكرامة ودون مشقة أو عنت، للأسف هذا لا يتوفر اليوم في معظم مرافق الدولة الخدمية إن لم يكن جميعها.. مرةً أخرى التحية لهذا العقيد الذي أحسبُهُ من الذين جاء فيهم الحديث الشريف: «إن لله عباداً اختصهم بقضاءِ حوائج الناس، حببهم في الخير وحبب الخير إليهم، إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة». و ماذا يضيرُ الآخرين إن هُم سارُوا على دربه لينالُوا بذلك رضاءَ الله أولاً ثم رضاء مواطنيهم ثانياً، بدلاً من هذا العبوس والتعالي على الآخرين وتقديمهم خدماتٍ دون المستوى المنشود!! أخيراً، آملُ من وزارة الداخلية زيادة عدد مراكز «الرقم الوطني»، تخفيفاً لأعباء العاملين وتسهيلاً للمواطنين. أحمد حسن أحمد أم درمان